منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - لــــحوم العلماء مسمــــــومـــــــة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-11-04, 14:09   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
علي الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية علي الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز لسنة 2013 وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي


ليست كل طوائف المسلمين أهل السنة و الجماعة ، لأن أهل السنة هم :
المتمسكون بها العاملون بها . و الجماعة أي : المجتمعون عليها ..
و هم قلّة قليلة في هذه الأمة لكن فضلهم كبير :
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
أهل السنة في الإسلام كأهل الإسلام في سائر الملل . اهــ .
و أهل السنة هم الفرقة الناجية و الطائفة المنصورة :
لحديث النبي صلى الله عليه و آله و سلم ( كما في الصحيحين):
"لَا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ
وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ".

و قال صلى الله عليه و آله و سلّم :
{... وستفترق هذه الأمة على ثلاث و سبعين فرقة كلها في النار
إلا واحدة. وفي لفظ "على ثلاث و سبعين ملة".
وفي رواية قالوا يا رسول الله من الفرق الناجية قال "من كان على
مثل ما أنا عليه اليوم و أصحابي". وفي رواية قال
"هي الجماعة يد الله على الجماعة". }
"رواه الترمذي وحسنه الألباني
في صحيح الجامع .
فقد بينها بأنها التي تكون على نهج النبي عليه السلام و صحابته الكرام ،
و لو نظرنا في القرآن الكريم لوجدنا آيات كثيرة تدل على وجوب اتباع
نهج السلف الصالح: ومن أمثلة ذلك نأخذ آيتين ظاهرتين في الدلالة على ذلك:
الآية الأولى في سورة التوبة وهي قوله تعالى:
(والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان
رضي الله عنهم ورضوا عنه)


وجه الدلالة على وجوب اتباع المنهج السلفي قوله –تبارك وتعالى-
( رضي الله عنهم ورضوا عنه) استحق الطرفان الرضا, ورضا الله واجب,
بل هو أكبر واجب, قول الله-تبارك وتعالى-ورضوان من الله أكبر)
أي أن رضا الله أكبر من دخول الجنة (ورضوان من الله أكبر),
فلما كان هذا الواجب لا يتم إلا باتباع الصحابة, فكان حكمه الوجوب,
لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب, لأن هذه الجملة من الآية
تدل على وجوب اتباع المنهج؛ كيف تدل على أن المراد بهذه الآية
المنهج السلفي؟ (السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار)
هناك معنيان للسابقين الأولين:

-إما أن يكون المراد بالسابقين الأولين هم الذين آمنوا قبل الفتح,
كما ورد في آيات, أو يكون السابقون الأولون هم جيل الصحابة,
فننظر في الآية نجد أن الآية تكلمت عن طبقتين:
-الطبقة الأولى: السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار.
-الطبقة الثانية: والذين اتبعوهم بإحسان, هي أن تتكلم عن التابعين
وعن الذين اتبعهم التابعون, التابعون اتبعوا من؟ أصحاب النبي-صلى الله
عليه وسلم-؛ لا تجد تابعياً واحداً يقول أنا اتبع أبا بكر وعمر ولا اتبع أبا ذر
اتبع علياً ولا اتبع المقداد, التابعون اتبعوا الصحابة جميعا, وتلقوا الدين
عن الصحابة, والتابعي لا يكون تابعيا إلا إذا أدرك الصحابة.

إذا يكون المراد بالسابقين الأولين هم جيل الصحابة, اتباع الصحابة
هو المنهج السلفي, لأننا نقول نفهم كتاب الله, وسنة رسول الله بفهم
الصحابة, إذا هذا هو منهج السلف (والسابقون الأولون من المهاجرين
والأنصار).




الآية الثانية قول الله-تبارك وتعالى-في سورة النساء (ومن يشاقق
الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله
ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)
هذه الآية التي استدل به
الإمام الشافعي-رحمه الله –على حجية الإجماع, ظاهرة الدلالة
في وجوب اتباع المنهج السلفي.

ووجه الدلالة أن الله-سبحانه وتعالى-قال ومن يشاقق الرسول
من بعد ما تبين له الهدى) ثم عطف عليها

(ويتبع غير سبيل المؤمنين) ..
لو قرأنا الآية كالآتي ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله
ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) لكان المعنى صحيح بحق الرسول
-صلى الله عليه وسلم-,لأن مشاقة الرسول-صلى الله عليه وسلم-ذنب قائم
بذاته, لكن لماذا قال: (ويتبع غير سبيل المؤمنين) لبيان أن اتباع الرسول
لا يتم إلا تباع سبيل المؤمنين, لكن اشترط الله-تبارك وتعالى-
في مشاقة الرسول تبيّن الهدى ولم يشترط في اتباع سبيل المؤمنين تبيّن
الهدى (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى) لا يكون إنسان
مشاقاً للرسول أو مخالفاً للسنة إلا بعد أن تتبيّن له أنها سنة ويخالفها,
فربما خالف الإنسان سنة وهو لا يعلم أنها سنة, أو أن السنة لم تبلغه,
أو ظن أن الحديث فيها ضعيف, أو ظن أن الحديث منسوخ, أو لم تتبيّن
له دلالة الحديث على السنة, وهذه الأعذار التي بيّنها شيخ الإسلام-رحمه الله-
في كتابه " رفع الملام عن الأئمة الأعلام ", الأئمة الأربعة وغيرهم
من العلماء خالفوا بعض السنن, هل نظن-بارك الله فيكم-أن الأئمة
والعلماء يخالفون السنة مضادة ومشاقة لله ورسوله, لا, هناك أعذار
ذكرها, رجعت إلى ثلاثة, وتفرّع منها عشرة أسباب في كتابه
"رفع الملام عن الأئمة الأعلام" لكن الله-سبحانه وتعالى-
وكلامه المعجز في لفظه وفي معناه وفي مبناه, يقول:
(ويتبع غير سبيل المؤمنين) لم يقل فيه (من بعد ما تبيّن له الهدى) لماذا؟
لأن الهدى الذي ينبغي أن تتبيّنه هو سبيل المؤمنين, فسبيل المؤمنين
هدىً في ذاته؛ كيف نعرف أن هذه سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-
بنقل الصحابة, بتطبيق الصحابة, بفعل الصحابة, بعمل الصحابة,
إذاً عمل الصحابة ونقل الصحابة لهذه السنة هو الهدى الذي تقام به
الحجة علينا, على أن هذه سنة الرسول-صلى الله عليه وسلم-, فما عمله
الصحابة هو سنته, وما لم يعمله ليس هو سنته, فإذاً ينبغي أن تتبع سبيل المؤمنين.

(سبيل المؤمنين), قال ابن أبي جمرة في كتابه " بهجة النفوس" (1/4)
قال: " قال العلماء سبيل المؤمنين هو سبيل أصحاب رسول الله-صلى الله عليه وسلم-".

(نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)
هنا من اتبع غير سبيل المؤمنين,
أي اتبع سبيلاً غير سبيل الصحابة-رضوان الله عليهم-قاده هذا السبيل إلى جهنم,
لأن السالك للسبل إما أن يكون سالكاً لسبيل الرحمن سبيل الله, أو سالكاً لسبل الشيطان,
( يتبع إن شاء الله . )