تَبارَكَ المُنْـزِلُ للفُرقانِ ======على النَّبِيِّ عَطِرِ الأَرْدانِ
مُحَمَّدٍ عليهِ صَلَّى اللهُ======معَ سَلامٍ دائماً يَغْشَاهُ
وآلِهِ وصَحْبِهِ ، وبَعْدُ ========فَهذِهِ مِثْلُ الجُمَانِ عِقْدُ
ضَمَّنْتُها عِلماً هُوَ التَّفْسِيْرُ =======بِدايةً لِمَنْ بِهِ يَحِيْرُ
أَفْرَدْتُها نَظْمَاً مِن النُّقَايَةْ ======مُهَذِّباً نِظَامَها في غَايَةْ
واللهَ أَسْتَهدي وأَسْتَعِيْنُ ======لأنَّهُ الهادِي ومَنْ يُعِيْنُ
حَدُّ عِلْمِ التفسيرِ:
عِلْمٌ بِهِ يُبْحَثُ عَنْ أَحوالِ ======كِتابِنا مِنْ جِهَةِ الإِنْزَالِ
ونَحْوِهِ ، بالخَمْسِ والخَمْسِينا======قَدْ حُصِرَتْ أَنواعُهُ يَقينا
وقَدْ حَوَتْهُ سِتَّةٌ عُقُودُ ========وبَعدَها خاتِمَةٌ تَعُودُ
وقَبْلَها لا بُدَّ مِنْ مُقَدِّمَةْ======بِبَعْضِ ما خُصِّصَ فيهِ مُعْلِمَةْ
مقدِّمة:
فذاكَ مَا عَلى مُحَمَّدٍ نَزَلْ =====ومِنْهُ الاعْجازُ بِسُورَةٍ حَصَلْ
والسُّورَةُ الطائِفَةُ المُتَرْجَمَةْ=======ثَلاثُ آيٍ لأَقَلِّها سِمَةْ
والآيةُ الطائفةُ المَفْصُولَةْ ====مِنْ كَلِمَاتٍ مِنْهُ ، والمَفْضُولَةْ
مِنْهُ على القَولِ لَهُ كَـ ( تَبَّتِ )====والفاضِلُ الَّذْ مِنْهُ فيهِ أَتَتِ
بِغَيْرِ لَفْظِ العَرَبِيِّ تَحْرُمُ =========قِراءَةٌ وأَنْ بِهِ يُتَرْجَمُ
كذاكَ بالمَعْنَى، وأَنْ يُفَسَّرا=======بالرأَيِ لا تَأْوِيْلَهُ فَحَرِّرَا
العِقْدُ الأَولُ : ما يَرجعُ إلى النُّزُولِ زَماناً ومكاناً، وهو اثنا عَشَرَ نوعاً
الأولُ والثاني : المكيُّ والمَدنيُّ
مَكِّيُّهُ ما قَبْلَ هِجْرَةٍ نَزَلْ =====والمَدَنِيْ مَا بعدها ، وإِنْ تَسَلْ
فَالمَدَنِيْ أَوَّلَتا القُرْآنِ مَعْ=======أَخِيْرَتَيْهِ ، وكذا الحَجُّ تَبَعْ
مائِدَةٌ ، مَعْ مَا تَلَتْ ، أَنْفَالُ=======براءَةٌ ، والرَّعْدُ ، والقِتَالُ
وتَالِيَاها ، والحَدِيْدُ ، النَّصْرُ========قِيامَةٌ ، زَلْزَلَةٌ ، والقَدْرُ
والنُّورُ،والأَحْزَابُ،والمُجَادِلَةْ====وَسِرْ إلى التَّحْرِيْمِ وَهْيَ داخِلَةْ
وما عَدا هَذا هُوَ المَكِيُّ========على الَّذي صَحَّ بهِ المَرْوِيُّ
النَّوعُ الثالثُ والرابعُ : الحَضَرِيُّ والسَّفَرِيُّ
والسَّفَرِيْ كَآَيَةِ التَّيَمُّمِ =========مَاِئدَةٌ بِذَاتِ جَيْشٍ فَاعْلَمِ
أَوْ هِيَ بِالبَيْدَاءِ ، ثُمَّ الفَتْحُ فيْ =====كُراعِ الغَمِيْمِ يا مَنْ يَقْتَفِيْ
وبِمِنَى ﴿اتَّقُوا ﴾ وبعدُ ﴿يوماً ﴾=====و﴿تُرْجَعُوَن ﴾ أَوْلِ هذا الخَتْمَا
ويومَ فَتْحٍ ﴿ءَامَنَ الرَّسُولُ ﴾=========لآخرِ السُّورَةِ يا سَئُولُ
ويومَ بَدْر ٍسُورَةُ الأَنْفَالِ مَعْ======﴿هَذَانِ خَصْمَاَنِ ﴾ ومَا بَعْدُ تَبَعْ
إِلى ﴿الحَمِيدِ﴾ ، ثُمَّ ﴿ إِنْ عَاقَبْتُمُ ======فَعاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوْقِبْتُمُ ﴾
بأُحُدٍ ، وعَرَفاتٍ رَسَمُوا==========﴿اليومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِيْنَكُمُ﴾
وما ذَكَرْنَا هَا هُنَا اليَسِيْرُ ==========والحَضَرِيْ وقُوعُهُ كَثِيْرُ
الخامسُ والسادسُ : الليليُّ والنَّهاريُّ
وسُورَةُ الفَتْحِ أَتَتْ في اللَّيْلِ=========وآيةُ القِبْلَةِ أَيْ ﴿فَوَلِّ ﴾
وقَولُهُ :﴿ يَا أيُّها النّبِيُّ قُلْ ﴾======بَعْدُ ﴿ِلأْزْوَِاجِكَ ﴾ والخَتْمُ سَهُلْ
أَعْنِي الَّتِي فيها البَنَاتُ لا الَّتِيْ=======خُصَّتْ بِها أَزْواجُهُ فَأَثْبِتِ
وآيةُ ﴿الثَّلاثَةِ اَّلذينَ ﴾=============أَيْ ﴿خُلِّفُوا﴾ بِتَوبَةٍ يَقِينَا
فَهذِهِ بَعْضٌ لِلَيْلِيٍّ عَلى===========أَنَّ الكَثِيْرَ بالنَّهارِ نَزَلا
السابعُ والثامنُ : الصَّيفيُّ والشتائِيُّ
صَيْفِيَّةٌ كآَيِةِ الكَلالَةِ=======والشِّتَائِيْ كالعَشْرِ في عَائِشَةِ
التاسع : الفِراشيُّ
كآَيَةِ الثَّلاثةِ المُقَدَّمَةْ =======في نَوْمِهِ في بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةْ
يَلْحَقُهُ النَّازِلُ مِثلُ الرُّؤْيَا========لِكَوْنِ رُؤيَا الأَنْبياءِ وَحْيَا
ـ يتبع ـ