السلام عليكم
أولا أشكرك أخي مصطفى على الطرح القيم و بعد :
كنت قد طرحت موضوعا قريبا من هذا و ربما كان اشمل نوعا ما من حيث إجماله للحرية في منظور الشباب اليوم , أي المفهوم الذي يراه الشباب في ممارسته للحرية مع أن الاختلافات بين الواحد و الآخر موجودة طبعا , و هناك من تجاوز الحدود بمفاهيم جديدة للحرية في منظوره , و قد تعدته إلى الحرية المطلقة في كل شيء , أي أنه يفعل ما يحلو له دون حسيب و لا رقيب ... على كل نعود إلى لب طرحك , نحن في بلاد الإسلام ننظر إلى الحرية على أنها حق فردي و جماعي من الواجب الحفاظ عليه و هو ضابط من الضوابط التي اعتمدها ديننا الحنيف , و الدليل على ذلك الكيفية و الظاهرة التاريخية العظيمة التي انتشر بها الإسلام منذ بزوغ فجره , و كذا التعايش جنبا إلى جنب مع باقي الأديان , و السبب في هذه السماحة و التعايش هي الضوابط التي التزم بها المسلمون مع بعضهم البعض و مع الآخرين ... إذن الحرية الحقيقية تكمن في ممارسة الضوابط الدينية , مع أن البعض يقول أن الضوابط تعني فقد الحرية , فهل من الحرية أن يفعل الإنسان بنفسه ما يحلو له , و النفس ليست ملكا له (كالانتحار مثلا) , ضف إلى ذلك لماذا وجد البشر أصلا و فصلا أليس لعبادة الله وحده لا شريك له , فهل من الحرية أن يفعل ما يخالف هذا ... إذن تلك المقولة نسبية لا تجوز بالمطلق , أي تنتهي حريتي عندما تبدأ حرية الآخرين في تصرفات أفراد المجتمع بعضهم مع بعض دون تعدي ذلك إلى المفهوم الديني ... يعني بالمختصر " لا ضرر و لا ضرار " كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم , و هذه قيمة عظيمة من قيم الإسلام عندما جعل الخضوع الوحيد لله عز و جل , خضوع عبودية كاملة , و ليس خضوع الإنسان لأخيه الإنسان فهذا إنقاص لحريته و استعباد له ... إذن الإسلام عندما مارس الحرية بين أفراده كانت تلك الممارسة واقعا معاشا بينهم ... و عليه نخلص لأن ذلك المفهوم (حريتي تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين) مفهوم جميل و لكنه منقوص في فهم الحرية التي أرادها , فإن كانت في معاملة الأفراد مع بعضهم فتلك ميزة أما في غيرها فهي نقص غير مكتمل الوضوح ... أكتفي بهذا القدر و أرجو أنني لم أطل الثرثرة و السلام عليكم .