لماذا تخلفنا إذن؟؟!
أيضاً هناك نقطة أخرى مهمة تطرح نفسها، إذا كان القرآن الكريم، كما يدعي هؤلاء، كتاباً علمياً وقد قدم لنا كل العلوم الفيزيائية والطبية والكيميائية والهندسية والفلكية وغيرها مما قد يخطر لك على بال، فلماذا لم نستخرج هذه العلوم ولم نتقدم على الغرب، وهنا يكون علينا أن نسبق العالم كله في مراقي التقدم والحضارة وعلينا أن نخرج لساننا للغرب لأن لدينا كل شئ جاهز وحاضر.. ولكننا فقط نترك للآخرين الفتات والبقايا..
قال مهاجر : وهذا إلزام قوي ...وهوما كنت أنبه عنه مرارا انه كلما حدث اكتشاف أو...إلا وسارع بعض مساكيننا للقرآن علهم يجدون ما يوافق هذا الإكتشاف المزعوم ..ثم يخرجوا عليينا : الإعجاز العلمي ي قوله تعالى ........؟؟
القرآن؛ كتاب هداية ومنهاج حياة أم كتاب علــوم؟؟!
وهنا يجب التنويه بل والتأكيد على بأن النص الديني، أعني القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، ليس للبحث عن انجاز علمي أو معلومات طبية أو هندسية أو أو.. فالنص بالدرجة الأولى منهج حياة، وهدفه وغايته أوسع وأكبر بكثير من كشف علمي طبي او هندسي أو فلكي أو غير ذلك.. فهنا يتم إهمال أو تجاهل الغاية الأولى من النص وهي كونه منهجاً للحياة وهداية للإنسان، ويتم الوقوف عند أشياء سطحية مؤقتة متغيرة..
الخلط بين المناهــج..
وأيضاً مما يجدر ذكره أنه داخل ما يسمي بالإعجاز العلمي يتم خلط غريب للأشياء، فيتم الخلط بين المنهج العلمي والمنهج الديني، فالعلم له حدوده ومناهجه التجريبية العقلية، والدين له منهجه الإلهي عن طريق الوحي، والخلط بين هذين المنهجين يشوه صورة كلٍ منهما، فلا يصبح ما هو ديني دينياً، ولا ما هو علمي يبقى علميا، ويختلط الحابل بالنابل..
في الختام أحب أن أوضح أنني لست ضد العلم، فقد درست في فترة سابقة من حياتي دراسة علمية متخصصة، وعلى علم بأكثر هذه النظريـات، ومن ثم فإنني لست رافضاً للكشوف العلمية وما حققته النظريات العلمية من انتصاراتٍ خدمت الإنسانية في جانب وأضرت بها في جانب آخر، ولست ممن يودون العودة الى الوراء قروناً وقروناً، ولكني أحب رد الأمور الى حدودها الطبيعية ووضعها في سياقها الصحيح.. حتى لا تتوه منا الحقيقة أو نتوه عنها، أو يتفرق دمها ويضيع.. بين القبائل! أهـ المقال
** يتبع **