السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي الكريم أقرّ بأنني جدّ معجب بشخصيتك الفريدة
الرّائعة والتّي تتجلّى فيها صورة المسلم الصّادق العامل
نحسبك من أهل الصّلاح والله حسيبك ولا نزكّي على الله أحدا .
أرسل لك هذه الرّسالة لأنّني أعتقد أنّك أقرب النّاس لفهمها
كم في حياتي حاولت أن أقلب الصّفحات التّي مرّت عليّ
ولكن بدون جدوى وها أنا ذا قد مرّت عليّ سنين عديدة
وما زلت كما أنا لم أتغير وفشلت في جميع مشاريعي الدّينيّة التّي تمنّيت أن أنفّذها ولكن بدون تغيير .
أقابل النّاس بوجه بشوش مبتسم لكن في قلبي آهات وحسرات على شبابي الذّي يضيع بين يدي ولا أستطيع له إصلاحا ولا تغييرا.
أحيانا أتحجّج بضعف الإيمان وأحيانا بكثرة الفتن وأحيانا بغياب الرّفقة الصّالحة لكن في قرارة نفسي أقول لماذا أخدع نفسي وأنا أعلم النّاس بنفسي وبعلّتها وبدوائها.
بين أهلي وجيراني وأصحابي أنا مثل للشّاب الصّالح الملتزم لكن يتخالجني شعور أننّي غير ذلك.
فشلت في حفظ كتاب الله
نسيت ما حفظت منه هجرته نسيت المنظومة الجزرية
فشلت في حفظ رياض الصّالحين
فشلت وفشلت وفشلت وفشلت
لكن ما هي الأسباب لا أدري....؟
تغيرت نظرتي للدّراسة بعد أن كنت مجتهدا رسبت في السّنة الأولى في الجامعة.
تخلّيت عن المطالعة والبحث وأصبحت مثل جسد بلا روح
أكل شرب نوم لغو فضول في النّظر والكلام ولا شيئ أخر
مضى من عمري إثنتان وعشرون سنة وأحس نفسي شيخا هرما حتّى الرّياضة لم أعد أمارسها ...
وأصبحت عديم المبالاة كثير الإستهتار
عديم الإحساس
*
**
فهل لمثل حالتي شفاء
زكرياء