من أعظم المشاكل التي نعيشها في هذا الزمان هي مشكلة ضعف الإنتماء إلى ديننا الحنيف وهذا يبدو جليا في جميع حركاتنا وسكناتنا فأغلبية تصرفاتنا ومعاملاتنا تكون في الغالب بعيدة عما أمرنا به الإسلام لأن استجابتنا للأحكام الشرعية ضعيفة جدا، لذلك فالجمتمع يعيش في فوضى عارمة، وبالرجوع إلى موضوعك فمسألة النظافة مسألة حساسة جدا أولاها الإسلام عناية كبيرة جدا فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إن الله جميل يحب الجمال» أخرجه مسلم فهذا شعار أطلقه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون عنواناً لحياة المسلم في ظل بيئة نظيفة، بمظهر أنيق، وذوق جمالي رفيع.
ويمثّل هذا الشعار قاعدة تشريعية ينبثق منها الترحيب بكل مظاهر الجمال والأناقة ضمن الضوابط الشرعية، كما تدل على رفض أي مظهر للقذارة والبؤس.
ومن أوائل مانزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سورة المدثر قوله تعالى ( وثيابك فطهر ) وبهذا تكون النظافة جزء لا يتجزء من حياة المسلم ولعله من المناسب ذكر بعض الأحاديث التي جاءت لتؤكد على مدى أهمية النظافة في حياة المسلم :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر، فقال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً، فقال : إن الله جميل يحب الجمال، الكبِر بطر الحق وغمط الناس" أخرجه مسلم في صحيحه.
وقال أيضا : " البصاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها" رواه البخاري ومسلم.
وقال : " الإيمان بضع وسبعون شعبة أو بعض وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله وإدناها إماطة الإذى عن الطريق، والحياء شبعة من الإيمان " رواه مسلم.
وقال : " بينما رجل يمشي بطريق وجد غُصن شوك على الطريق فأخَّره، فشكر الله له فغفر له " جزء من حديث رواه البخاري ومسلم.
وقال عليه الصلاة والسلام : " عُرضت عليّ أعمال أمتي حسنها وسيئها، فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق، ووجدت في مساوئ أعمالها النخامة تكون في المسجد لا تدفن" رواه البخاري ومسلم.
وقال عليه الصلاة والسلام : " أتقو اللاعنين ، قيل : وما اللاعنان؟ قال : الذي يتخلىّ في طريق الناس أو ظلهم " رواه مسلم.
هذه الأحاديث تبين عظم شأن النظافة في الإسلام لكن للأسف لا نرى أي شيء من هذا في حياتنا فلقد أصبحت القذارة ميزة تميز مدننا وشوارعنا وأصبحنا نرى الأوساخ والقاذورات في كل مكان وبين كل مزبلتين مزبلة وسبب كل ذلك هو ضعف انتمائنا لديننا كما أسلفت فضعف الإنتماء مقرون بضعف الإستجابة للأوامر الشرعية.
وبسبب ضعف الإستجابة للأوامر الشرعية كثر التبذير والإسراف في كل شيء وبذلك تكثر النفايات والأوساخ والقاذورات.
وبسبب ضعف الإستجابة للأوامر الشرعية قل احترام المسلم لأخيه المسلم لذلك لا يجد كثير من الناس أي حرج في رمي أوساخهم في طريق الناس.
قد يهتم الفرد بنظافة بيته لكنه لا يجد أي حرج عندما يفتح النافذة ويرمي أوساخه إلى الشارع لأنه يرى أن نظافة المحيط ليس من مسؤولياته وهذا سببه ضعف الإنتماء للمجتمع.
خلاصة القول مشاكلنا كلها ومنها مشكل النظافة سببها ضعف انتمائنا لديننا وتقصيرنا الرهيب في الإستجابة لأحكام شرعنا الحنيف.