إن المتابع للأحداث بعين حيادية يرى أن ما يجري في ليبيا هو إقتتال داخلي بين طائفتين كل منهما يحمل أسلحة ثقيلة وله علم خاص به و حكومة خاصة به وله مؤيدين و مناصرين من عسكريين و مدنيين .... إذن ليس من الدهاء السياسي أن تكتشف أن ما يحصل في ليبيا هو عبارة عن حرب أهلية بين فصيلين مسلحين وليست مظاهرات سلمية ضد السلطة حتى نتخذ منه موقف المؤيد للمعارضين المقهورين
ومن يتابع ببساطة من هي الدول التي تقف وتدافع عن كل فصيل فله ان يختار في أي صف سيقف خدمة لأجندته...
والآن كما نلاحظ مطروح خيارين أمام العالم الخيار الأول هو فرض حصار جوي على ليبيا تدفع بإتجاهه بعض دول الخليج (مصدرة الديموقراطية للعالم)و يقودها ساركوزي(كل جزائري على الأقل يعرف توجهاته الصهيونية) و بريطانيا
....
و الخيار الثاني يدفع لعدم التدخل في الشأن الداخلي الليبي صرحت بهذا روسيا والصين وفنزويلا و المنظمة الإفريقية و كذلك و الأغرب ألمانيا التي تعرف جيدا الدور الذي يقوم به ساركوزي ولصالح من يقوم به... فقد إستهجن تصرف ساركوزي وزير الخارجية الألماني الذي صرح أمس بأن أوروبا لا تتدخل في مستنقع الحروب الاهليه الداخلية و أنها تعترف بالدول ولا تتعرف بالحكومات إشارة منه للإعتراف السخيف الغير قانوني والغير مؤسس الذي قام به شارلو فرنسا كما يسميه لوبان ... ومن هو متابع للسياسة الفرنسية سيعرف من يكون برنار هنري ليفي المفكر الصهيوني الذي ظهر فجأة بعد إختفائه من الساحة السياسية والإعلامية منذ وقوفه ضد سياسة شيراك المعارضة لإحتلال العراق و ضهوره الفجائي في بنغازي لدعم الثوار ثم إنتقاله إلى الإليزيه ليتخذ ساركو موقفه الذي فاجأ حتى وزير خارجيته أمام كاميرات الصحفيين
فموقف الجزائر الشجاع الداعي لعدم التدخل في شؤون الليبيين الدخلية موقف جد مشرف وسيجعلنا نفتخر بالسياسة الحكيمة التي تقوم بها الديبلوماسية الجزائرية