تُلاحقني ذكرياتها ...
في ساعاتٍ متأخّرةٍ من العصر
وطيفٌ مرسومٌ على وجه الشّمس يُساهرني !!
أتصفّح ألبوم ذكرياتنا القصيرةِ جدا
...في آخر صفحة منه تتعلّق صورتها بذهني وهي تلبسُ "المحّرمة "
وظرف رسالة الوداع.. بين طيّات الذكرى
في الرسالة وصيّة
عزالدين حبيبي ..
قاوم
وسامحني
وابتسم..
واذكرني
ثمّ رحلت ...إلى الأبد
حيث لا فرصة للرجوع في المساء
ابتسمتُ لأجلها بتنهّد
في شهقة التنهّد .. شممتُ رائحة أمّ
تلمحُ أختي الكبرى ...على إحدى وجنتيّ
خطا مستقيما من الدمع
وآخر منحني من الحزن
وآخر منكسر .. من الوجع
تضاريس الفجع محفورة بوجهي ..
تنحني أختي إلى جبيني .. بقدّ أمّ
تحاول تقبيلي
تتقاطر منها عبراتٌ
فيها رائحة أمّ
وضميرٌ قريبٌ جدا من أنا هو أنتِ
وبعض البسكويت المالح بنكهة الدمع والشجون
كانت
كانت تعدّه لنا كلّ صباح
قبل أن تغادر البيت لتزور قبر أمّي وترشّ بعض الماء البارد على قبرها
ثمّ تُخبرها أنّي لا أزالُ أقاوم و أبتسم ، وقد سامحتها
وسمّيتُ ابنتي فاطمة
تماما كما في الوصية
*رحمك الله يا أمّي *