كلمة لكن في عيدكن العالمي،
لن أسير مع التيار الجارف الذي يبالغ في انتقاء أحلى وأرق العبارات، ويجتهد في اختيار أبهى الورود وأثمنها.. هرج ومرج باسم المرأة، حفلات صاخبة وكلمات معسولة بمعاني زائفة، تنفذ الورود من الأسواق وتلتهب أسعارها، لكن كل شيء يهون من أجل المرأة، بعضهن تخلين عن قيمتهن وربما كرامتهن من أجل نصف يوم تتهاطل فيه عليهن التهاني وتجرفهن الأماني، الكل يتسابق من أجل أن يكون أول المهنئين ويتفنن في انتقاء أحلى عبارات المجاملة، ولن تسع الدنيا بما رحبت من تجني أكثر التهاني، المرأة تستحق أكثر من هذا لكن بمشاعر ونوايا صادقة وليس بكلمة حق يراد بها ألف باطل.
أليست الأم، الأخت، الابنة، الزوجة.. امرأة، ألا يستحقن وردة، ابتسامة، كلمة أحبك.. أم أنهن لا يفقهن مثل هذه المعاني الراقية، عذرا لأني لن أهنأكن، ليس لأنني ضد هذا العيد لأن التفصيل فيه يحتاج الكثير من النقاش، بل لأن صوتي لن يسمع في ظل تعالي أصوات المهرجين..
يقال أن أصل هذا العيد واختيار الثامن مارس بالذات للاحتفال به، هو ما حصل سنة 1908 حين تظاهرت الآلاف من عاملات النسيج شوارع مدينة نيويورك حاملين قطعا من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية لها دلالتها تحت شعار "خبز وورود".
وبدأ الاحتفال بالثامن من مارس كيوم المرأة الأمريكية ثم خصص كعيد عالمي للمرأة سنة 1977 عندما أصدرت المنظمة الدولية قرارا يدعو دول العالم إلى اعتماد أي يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من مارس.
لكن لو عدنا للإسلام لوجدناه قد حفظ وصان حقوق المرأة ولم ينتقص من قيمتها شيئا، فشتان بين الحريتين..
يا من تنتظرن هدية خلال هذا النصف يوم بادرن بتقديمها لأمهاتكن، أخواتكن، زميلاتكن.. فهن أحق بها، واجتهدن في التحضير لآخر "يوم الأحد" من شهر ماي..
سيدتي/آنستي، تقبلي هديتي وأعتبرها أغلى وأرق وألبق وأثمن من مختلف الهدايا التي توزع بسخاء سخيف في هذا النصف يوم، وإن كان لك رأي آخر فمرحبا به لنتناقش ونستفيد من بعضنا..