
السلام عليكم مرة اخرى
كما قلت من قبل أختي الكريمة
ما كان لله دام وانتصر
وما كان لغير الله انقطع وانهزم
ونحن قوم أعزنا الله بالإسلام
فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله
ولن يصلح حالنا أو تقوم لنا قائمة
إلا بالعودة لكنف الإسلام
وتحقيق مقصد خلقنا
ممثلا في عبادة الله الذي لا معبود بحق سواه
بما يقتضيه الاستخلاف المشار إليه في قول الحق
" وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة "
.........
إلا أن الذي يلاحظ من خلال هذه الثورات
أنها اتفقت في المقصد واختلفت في طريقة المطالبة بهذا المقصد
لاختلاف المشارب الفكرية التي ينتمي إليها كل مطالب
......
و الذي يهمنا في خضم هذه التيارات
هو موقف التيار الإسلامية المساهم في إحداث التغيير فيها
خاصة في مصر
لأن المسلم أكثر من غيره مطالب بالسعي إلى التغيير
من قبيل قول الحق
" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
وهذا يعني أن حالنا لن يتغير
ونحن ننتظر أن يمطر الله علينا التغيير إمطارا
مع ملاحظ أن الآية لم تأت بمعنى
(حتى يغير كل واحد ما بنفسه )
لكون التغيير يبدأ من القاعدة بتغيير النفس
ثم الأسرة ثم يمتد للمجتمع
في نفس الوقت الذي يحتاج فيه إلى تغيير على مستوى الهرم
من قبيل
" إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن "
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
" أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر "
ومن قبيل هذا الجهاد دفع ظلم السلطان الجائر
بكل طرق شرعية لا تؤدي إلا مفسدة أكثر
من مفسدة جوره
.......
وهنا لابد من فتح قوس للرد على من يتوجس
خيفة من تغير النظام والحاكم
لخوفه من الهرج والمرج الذي قد يشاع بهذا التغيير
والإشارة إلى عدم واقعية هذه الهواجس
......
ما دمنا لن نجد هرجا ومرجا
أكثر مما قامت به بعض الأنظمة
ومثالها الأنظمة البائدة بعد الثورات الأخيرة
وكيف تفننت في إهلاك الحرث والنسل
وإذلال الشعوب
وقتل المعارض ورفع الموالي
وإفقار الفقير
ببيع لحمه وعرضه وعرقه للغني ؟
ولن يكون هذا الحاكم ولو كان من كان
أفضل من الصديق خليفة رسول الله
صلى الله عليه وسلم
لما خطب بعد توليه الخلافة وقال
" أما بعد
أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم
فإن أحسنت فأعينوني
وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة
والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله
والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله
لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل
ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء
أطيعوني ما أطعت الله ورسوله
فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم "
......
ومن هذا المنطلق ،
كان لزاما على المسلم أن يكون السباق للمطالبة بالحق
في الوقت ذاته الذي يجنح فيه لتغيير نفسه
مع التركيز أكثر على تغيير النفس
من باب أن الأمة ما هي في واقع الأمر إلا مجموعة من البشر
هو واحد مهم منهم
مما يستوجب عدم بحثنا عن الخلل في الأسباب الخارجية وفقط
فنحتج بظلم السلطان وفساد المجتمع وكيد الكائدين وهكذا أشياء
بل نبحث عن الخلاص في داخلنا
ونسأل أنفسنا فرادي
إن كنا من أسباب نكسة هذه الأمة
فنصلح أنفسنا بإتقان كل واحد منا للدور الذي يناط به
في مجالات حياته المتزنة
حيث نعطي بلداننا حقها
وأعمالنا حقها
وأسرنا حقها
ونفسنا حقها وووو
وعندها فقط
سنؤدي ما تفرضه علينا ضريبة
الانتماء إلى هذه الآمة
فلا نكون سببا من أسباب نكساتها
......
وحتى لا نقع في فخ المطالبة بالحق وتغيير الفاسدين
مع عدم القيام بالواجب ومحاسبة النفس
في كل مجالات الحياة
......
فلنتذكر أن رب العالمين
سيسألنا فرادي
وقد قال في محكم تنزيله
" وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا
اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا
مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى
وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً "
ولا أجد في الأخير إلا أن أذكر نفسي وغيري
بما للاسلام من قوة ذاتية
لا تحتاج نصرته لعزة عزيز أو ذل الذليل
مادام الله ضمن نصرة دينه ولو اتفق من في السماوات والأرض
على إطفاء قبس نوره
ومن يشك في نصرة الله لعباده المصلحين
فليحاول أن يقرأ هذه الآية التي ذكرني بها أحد الأصدقاء
والتي تحتاج منا أن نقرأها كما لم نقرأها من قبل
قال فيها الحق
" مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ "
ثم فلنتذكر أخيرا قول الحق
" وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم "
وشكرا لك مرة أختى على طرح هذا الموضوع
الذي يحمل وفقا لقناعتي البسيطة
أهم ما يهم في الأحداث المتسارعة الأخيرة