منذ حوالي شهر سافرت رفقة زملاء لي إلى ولاية الجلفة بغرض تنصيب المكتب الولائي قتلقيت خبرا من العاصمة أن وزير التربية اجتمع بمدراء التربية سبت ذلك الأسبوع ، و أعلمهم أن الوزارة عازمة على القضاء نهائيا على الاستخلاف لأنه صار هاجسا يهدد استقرارها .. و أعلن عن تنظيم مسابقتين: الأولى في أفريل للقضاء على أغلبيتهم و الثانية في سبتمبر للقضاء على بقيتهم ... قمت بإبلاغ هذه المعلومة لزملائي .. فقابلوني بالإجابة التالية: ليس بإمكان الوزارة القضاء نهائيا على الاستخلاف فهو باق ما بقي التعليم ... قتعجبت من سوء تقديرهم لإمكانات الدولة الضخمة ماديا و بشريا .. و ها قد وقع المحظور .. و أعلنت عنه النهار هذا اليوم ..
و لمن يجهلون ما يمكن للدولة أن تقوم به إعلموا أن الحكومة قررت:
- إدماج متعاقدي قطاع التكوين المهني .
- تقديم مساعدات عينية ( مبلغ 150 مليون سنتيم) لكل محاميين إثنين من أجل فتح مكتب محاماة.
- نفس الشيء بالنسبة للمهندسين المعماريين..... و البقية تأتي..... فقط قطاع بن بوزيد لا و لن ينظر إليه ما دام أغلب المتعاقدين خانعين ينتظرون المسابقات و لا يشكلون أي تهديد ملموس..
و ها قد أعلن عن المسابقة و سوف يهرع المتعاقدون إلى التدافع أمام شبابيك مديرية التربية و هم يحملون آمالا بمناصب قارة و هم في قرارة أنفسهم يعلمون أن المناصب ليست لهم بل لغيرهم من أصحاب الشكارة و الأكتاف.. و رغم ذلك يكررون الخطأ نفسه كل عام و يجربون ما جربوه لسنوات خلت .. فيا سبحان الله .. كيف نعطل عقولنا و نتبع سرابا لا يمكن إدراكه .. فاللبيب من وعظ بغيره ... و من جرب المجرب فعقله مخرب ..
إعلموا هداكم الله أن الوزارة أقرت هذه المسابقات لتصرفكم عن الاحتجاج الموعود و تشتت قوتكم و تتلاعب بعواطفكم .. فإن كنتم أساتذة بأتم ما تعني الكلمة فستدركون مكمن الخطر و تدركون ما يجب فعله .. و إن كنتم غير ذلك فشاركوا في المسابقة و ادرسوا جيدا ....
و رغم ذلك نتمنى لكم التوفيق إن شاء الله فأنتم إخواننا على كل حال.