وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته
لا أظن أن هذه الثورات ستضعف الوطن العربي لأنه لم يكن في وضع قوة، بل كان مستضعفا و خانعا.
أما ثمار هذه الثورات فلابد لها من وقت ليتم جنيها، حتى يعود الاستقرار و تتكون حكومات منتخبة و رؤساء منتخبون.
و بخصوص فلسطين، أظن سيكون تحسن في الموقف، لا ننتظر حل نهائي دفعة واحدة و بسرعة و لكن على الأقل سيتخلص العرب من خنوعهم مما سيعطي قوة أكبر للموقف الفلسطيني.
أما ليبيا بالذات فالوضع خطير جدا فيها، و أري أن المسؤولية الأكبر لمنع التدخل الأجنبي تقع على عاتق الجزائر و مصر. فأي تدخل أجنبي في ليبيا سيكون كارثة على المنطقة بأكملها. و أستبعد أن تتورط أمريكا في ليبيا وهي غارقة في أفغانستان و العراق. و على أكثر تقدير سيكون تدخل جوي و هو ما لا نتمناه، فالجزائر و مصر قادرتان على لعب هذا الدور باعتبارهما جارتا ليبيا، ان استلزم الأمر.
و بخصوص وقوف أيادي أجنبية وراء هذه الثورات، أري أنه أمر غير منطقي تماما. فلما يستبدل مبارك مثلا و تخاطر أمريكا بذلك.
بل هو انفجار طبيعي بعد سنوات من الضغط . و الثورات قامت في الدول التي كانت شعوبها تعاني أكثر من الضغوط، حتي لو اختلفت نوعيتها.
و يجب الاشارة في الأخير، أن التغيير لم ينتهي بل بدأ فقط، فعلى الشعوب أن تبقي حذرة و واعية لكي لا تجهض هذه الثورات.
و شخصا أتمنى انتشارها – الثورات- كالنار في الهشيم، فلن نخسر شيأ فقد و صلنا القاع.
و هذه من سنن الله في خلقه فحتى أوروبا لم تصل إلى ما هي عليه إلا بعد صراعات و تضحيات.
و الله يحفظ كل العرب و المسلمين.