منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - القصيدة النونيةالكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-10-21, 11:08   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ليتيم الشافعي
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ليتيم الشافعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وكلامه كحياته وكعلمه***في ذي الاضافة اذ هما وصفان


لكن ناقته وبيت إلهنا*** فكعبده أيضا هما ذاتان


فانظر الى الجهمي لما فاته الـ***ـحق المبين وواضح البرهان


كان الجميع لديه بابا واحدا*** والصبح لاح لمن له عينان




وأتى ابن حزم بعد ذلك فقال ما*** للناس قرآن لا اثنان


بل أربع كل يسمى بالقرآ***ن وذاك قول بين البطلان


هذا الذي يتلى وآخر ثابت*** في الرسم يدعى بالمصحف العثماني


والثالث محفوظ بين صدورنا*** هذي الثلاثة خليقة الرحمن


والرابع المعنى القديم كعلمه*** كل يعبر عنه بالقرآن


وأظنه قد رام شيئا لم يجد*** عنه عبارة في ناطق ببيان


أن المعين ذو مراتب أربع*** عقلت فلا تخفى على انسان


في العين ثم الذهن ثم اللفظ*** ثم الرسم حين تخطه ببنان


وعلى الجميع الاسم يطلق لكن*** الأولى به الموجود في الأعيان


بخلاف قول ابن الخطيب فإنه*** قد قال أن الوضع للأذهان




فالشيء واحد لا أربع*** فدهي ابن حزم قلة الفرقان


والله أخبر أنه سبحانه*** متكلم بالوحي والفرقان


وكذاك أخبرنا بأن كتابه*** بصدور أهل العلم والايمان


وكذاك أخبر أنه المكتوب في*** صحف مطهرة من الرحمن


وكذاك أخبر أنه المتلو والمقـ***روء عند تلاوة الانسان


والكل شيء واحد لا أنه*** هو أربع وثلاثة واثنان




وتلاوة القرآن أفعال لنا*** وكذا الكتابة فهي خط بنان


لكنما المتلو والمكتوب والـ***ـمحفوظ قول الواحد الرحمن


والعبد يقرؤه بصوت طيب*** وبضده فهما له*** صوتان


وكذاك يكتبه بخط جيد*** وبضده فهما له خطان


أصواتنا ومدادنا وأدائنا*** والرق ثم كتابة القرآن


ولقد أتى في نظمه من قال قو***ل الحق والانصاف غير جبان


أن الذي هو في المصاحف مثبت*** بأنامل الأشياخ والشبان


هو قول ربي آية وحروفه*** ومدادنا والرق مخلوقان


فشفى وفرق بين متلو ومصنـ***ـوع وذاك حقيقة العرفان




الكل مخلوق وليس كلامه*** المتلو مخلوقا هنا شيئان


فعليك بالتفصيل والتمييز فالا***طلاق والاجمال دون بيان

قد أفسدا هذا الوجود وخبطا الـ***ـأذهان والآراء كل زمان


وتلاوة القرآن في تعريفها*** باللام قد يعني بها شيئان


يعني به المتلو فهو كلامه*** هو غير مخلوق كذي الأكوان


ويراد أفعال العباد كصوتهم*** وأدائهم وكلاهما خلقان




هذا الذي نصت عليه أئمة الـ***ـاسلام أهل العلم والعرفان


وهو الذي قصد البخاري الرضي*** لكن تقاصر قاصر الأذهان


عن فهمه كتقاصر الأفهام عن*** قول الامام الأعظم الشيباني


في اللفظ لما أن نفى الضدين*** عنه واهتدى للنفي ذو عرفان


فاللفظ يصلح مصدرا هو فعلنا*** كتلفظ بتلاوة القرآن


وكذاك يصلح نفس ملفوظ به***وهو القرآن فذاك محتملان


فلذاك أنكر أحمد الأطلاق في*** نفي وأثبات بلا فرقان




فصل


في كلام الفلاسفة والقرامطة


في كلام الرب جل جلاله



وأتى ابن سينا القرمطي مصانعا*** للمسلمين بافك ذي بهتان


فرآه فيضا فاض من عقل هو الـ*** ـفعال علة هذه الأكوان


حتى نلقاه زكي فاضل*** حسن التخيل جيد التبيان


فأتى به للعالمين خطابة*** ومواعظا عريت عن البرهان


ما صرحت أخباره بالحق بل*** رمزت اليه اشارة لمعان




وخطاب هذا الخلق والجمهور بالحـ***ـق الصريح فغير ذي امكان


لا يقبلون حقائق المعقول الا*** في مثال الحس والأعيان


ومشارب العقلاء لا يردونها*** الا اذا وضعت لهم بأوان


من جنس ما ألفت طباعهم من الـ***ـمحسوس في ذا العالم الجثمان


فأتوا بتشبيه وتمثيل وتجـ***ـسيم وتخييل الى الأذهان


ولذاك يحرم عندهم تأويله*** لكنه حل لذي العرقان


فإذا تأولناه كان جناية*** منا وخرق سياج ذا البستان




لكن حقيقة قولهم ان قد اتوا*** بالكذب عند مصالح الانسان


والفيلسوف وذا الرسول لديهم*** متفاوتان وما هما عدلان


أما الرسول ففيلسوف عوامهم***والفيلسوف نبي ذي البرهان


والحق عندهم ففيما قاله*** اتباع صاحب منطق اليونان


ومضى على هذه المقالة أمة*** خلف ابن سينا فاغتذوا بلبان

منهم نصير الكفرة في أصحابه*** الناصرين لملة الشيطان

فأسأل بهم ذا خبرة تلقاهم*** أعداء كل موحد رباني


وأسأل بهم ذا خبرة تلقاهم*** أعداء رسل الله والقرآن




صوفيهم عبد الوجود المطلق*** المعدوم عند العقل في الأعيان


أو ملحد بالاتحاد يدين لا بالتوحيـ***ـد منسلخ من الأديان


معبوده موطوءه فيه يرى*** وصف الجمال ومظهر الاحسان


الله أكبر كم على المذهب الـ***ـملعون بين الناس من شيخان


يبقون منهم دعوة ويقبلو***ن أياديا منهم رجا الغفران


ولو أنهم عرفوا حقيقة أمرهم*** رجموهم لا شك بالصوان


فابذر لهم أن كنت تبغي كشفهم***وافرش لهم كفان من الأتبان


وأظهر بمظهر قابل منهم ولا*** تظهر بمظهر صاحب النكران


وانظر الى أنهار كفرت فجرت*** وتهم لولا السيف بالجريان




فصل


في مقالات طوائف الاتحادية في كلام الرب جل جلاله



وأتت طوائف الاتحاد بملة*** طمت على ما قال كل لسان


قالوا كلام الله كل كلام هذا الـ***ـخلق من جن ومن انسان


نظما ونثرا زوره وصحيحه*** صدقا وكذبا واضح البطلان


فالسب والشتم القبيح وقذفهم*** للمحصنات وكل نوع اغان


والنوح والتعزيم والسحر المبـ***ـين وسائر البهتان والهذيان


هو عين قول الله جل جلاله*** وكلامه حقا بلا نكران


هذا الذي أدى اليه أصلهم*** وعليه قام مكسح البنيان




اذ أصلهم أن الاله حقيقة*** عين الوجود وعين ذي الأكوان


فكلامهما وصفاتها هو قوله*** وصفاته ما ها هنا قولان


وكذاك قالوا أنه الموصوف بالضـ***ـدين من قبح ومن أحسان


وكذلك قد وصفوه أيضا بالكما***ل وضده من سائر النقصان


هذي مقالات الطوائف كلها*** حملت اليك رحصة الأثمان


وأظن لو فتشت كتب الناس ما*** ألفيتها أبدا بذا التبيان


زفت اليك فإن يكن لك ناظر*** أبصرت ذات الحسن والاحسان




فاعطف على الجهمية المغل الألي*** خرقوا سياج العقل والقرآن


شرد بهم من خلفهم واكسرهم*** بل ناد في ناديهم بأذان


أفسدتم المعقول والمنقول والـ***ـمسموع من لغة بكل لسان

أيصح وصف الشيء بالمشتق الـ***ـمسلوب معناه لذي الأذهان


أيصح صبار ولا صبر له*** ويصح شكار بلا شكران


ويصح علام ولا علم له*** ويصح غفار بلا غفران


ويقال هذا سامع أو مبصر*** والسمع والأبصار مفقودان


هذا محال في العقول وفي النقو***ل وفي اللغات وغير ذي امكان




فلئن زعمتم أنه متكلم*** لكن بقول قام بالانسان


أو غيره فيقال هذا باطل*** وعليكم في ذاك محذوران


نفي اشتقاق اللفظ للموجود معـ***ـناه به وثبوته للثاني


أعني الذي ما قام معناه به*** قلب الحقائق أقبح البهتان


ونظير ذا اخوان هذا مبصر*** وأخوه معدود من العميان


سميه الأعمى بصيرا اذ أخو***ه مبصر وبعكسه في الثاني




فلئن زعمتم أن ذلك ثابت*** في فعله كالخلق للأكوان


والفعل ليس بقائم بالهنا*** اذ لا يكون محل ذي حدثان


ويصح أن يشتق منه خالق*** فكذلك المتكلم الوحداني


هو فاعل لكلامه وكتابه*** ليس الكلام له بوصف معان


ومخالف المعقول والمنقول والـ***ـفطرات والمسموع للانسان


من قال أن كلامه سبحانه*** وصف قديم أحرف ومعان


والسين عند الباء ليست بعدها*** لكن هما حرفان مقترنان




أو قال أن كلامه سبحانه*** معنى قديم قام بالرحمن


ما أن له كل ولا بعض ولا أل***عربي حقيقته ولا العبراني


والأمر عين النهي وأستفهامه*** هو عين أخبار بلا فرقان


وكلامه كحياته ما ذاك مقـ***ـدور له بل لازم الرحمن


هذا الذي قد خالف المعقول والـ***ـمنقول والفطرات للانسان


أما الذي قد قال أن كلامه*** ذو أحرف قد رتبت ببيان


وكلامه بمشيئة وارادة*** كالفعل منه كلاهما سيان


فهو الذي قد قال قولا يعلم الـ*** ـعقلاء صحته بلا نكران




فلأي شيء كان ما قد قلتم*** أولى وأقرب منه للبرهان


ولأي شيء دائما كفرتم*** أصحاب هذا القول بالعدوان


فدعوا الدعاوى وابحثوا معنى*** بتحقيق وانصاف بلا عدوان


وارفوا بمذاهبكم وسدوا خرقها*** ان كان ذاك الرفو في الامكان


فاحكم هداك الله بينهم فقد*** ادلوا اليك بحجة وبيان


لا تنصرن سوى الحديث وأهله*** هم عسكر الايمان والقرآن


وتحيزن اليهم لا غيرهم*** لتكون منصورا لدى الرحمن