منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - القصيدة النونيةالكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-10-21, 11:05   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ليتيم الشافعي
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ليتيم الشافعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كبير معان والشطر مخلوق وتلك حروفه*** ناسوته لكن هما غيران


فانظر الى ذاك الاتفاق فانه*** عجب وطالع سنة الرحمن




وتكايست أخرى وقالت ان ذا*** قول محال وهو خمس معان


وتلك التي ذكرت ومعنى جامع*** لجميعها كالأس للبنيان


فيكون أنواعا وعند نظيرهم*** أوصافه وهما فمتفقان


أن الذي جاء الرسول به لمخـ***ـلوق ولم يسمع من الديان


والخلف بينهم فقيل محمد*** أنشاه تعبيرا عن القرآن


والاخرون أبو وقالوا انما*** جبريل أنشاه عن المنان




وتكايست أخرى وقالت أنه*** نقل من اللوح الرفيع الشأن


فاللوح مبدؤه ورب اللوح قد*** أنشأه خلقا فيه ذا حدثان


هذا مقالات لهم فانظر ترى*** في كتبهم يا من له عينان


لكن أهل الحق قالوا انما*** جبريل بلغه عن الرحمن


القاه مسموعا له من ربه*** للصادق المصدوق بالبرهان




فصل


في مجامع طرق أهل الأرض واختلافهم في القرآن



واذا أردت


مجامع الطرق التي*** فيها افتراق الناس في القرآن


فمدارها أصلان قام عليهما*** هذا الخلاف هما له ركنان


هل قوله بمشيئة أم لا وهل*** في ذاته أم خارج هذان


أصل اختلاف جميع أهل الأرض في*** القرآن فاطلب مقتضى البرهان


ثم الالى قالووا بغير مشيئة*** وارادة منه فطائفتان


احداهما جعلته معنى قائما*** بالنفس أو قالوا بخمس معان


والله أحدث هذه الألفاظ كي*** تبديه معقولا الى الأذهان





وكذاك قالوا أنها ليست هي الـ*** ـقرآن بل دلت على القرآن


ولربما سمي بها القرآن تسـ***ـمية المجاز وذاك وضع ثان


وكذلك اختلفوا فقيل حكاية*** عنه وقيل عبارة لبيان


اذ كان ما يحكي كمحكي وهـ***ـذا اللفظ والمعنى فمختلفان


ولذا يقال حكى الحديث بعينه*** اذ كان أوله نظير الثاني


فلذاك قالوا لا نقول حكاية*** ونقول ذاك عبارة الفرقان

والآخرون يرون هذا البحث لفـ***ـظيا وما فيه


فصل


في مذهب الاقترانية



والفرقة الأخرى فقالت انه*** لفظا ومعنى ليس ينفصلان


واللفظ كالمعنى قديم قائم*** بالنفس ليس بقابل الحدثان


فالسين عند الباء لا مسبوقة*** لكن هما حرفان مقترنان


والقائلون بهذا يقولون انما*** ترتيبها بالسمع والآذان


ولها اقتران ثابت لذواتها*** فأعجب لذا التخليط والهذيان




لكن زاغونيهم قد قال ان*** ذواتها ووجودها غيران


فترتبت بوجودها لا ذاتها*** يا للعقول وزيغة الأذهان


ليس الوجود سوى حقيقتها لذي الـ***أذهان بل في هذه الأعيان


لكن اذا أخذ الحقيقة خارجا*** ووجودها ذهنا فمختلفان


والعكس أيضا مثل ذا فإذا هما*** اتحدا اعتبارا لم يكن شيئان


وبذا يزول جميع أشكالاتهم*** في ذاته ووجوده الرحمن




فصل


في مذاهب القائلين بأنه متعلق بالمشيئة والارادة



والقائلون بأنه بمشيئته وارادة أيضا فهم صنفان


احداهما جعلته خارج ذاته*** كمشيئة للخلق والأكوان


قالوا وصار كلامه باضافة الـ*** تشريف مثل البيت ذي الأركان


ما قال عندهم ولا هو قائل*** والقول لم يسمع من الديان


فالقول مفعول لديهم قائم*** بالغير كالأعراض والأكوان


هذي مقالة كل جهمي وهم*** فيها الشيوخ معلم الصبيان




لكن أهل الاعتزال قديمهم*** لم يذهبوا ذا المذهب الشيطاني


وهم الالى اعتزلوا عن الحسن الر***ضي البصري ذاك العالم الرباني


وكذاك أتباع على مناهجهم*** من قبل جهم صاحب الحدثان


لكنما متأخروهم بعد ذا***لك وافقوا جهما على الكفران


فهم بذا جهمية أهل اعتزا***ل ثوبهم أضحى له علمان


ولقد تقلد كفرهم خمسون في*** عشر من العلماء في البلدان


واللالكائي الامام حكاه عنـ***ـهم بل حكاه قبله الطبراني




فصل


في مذهب الكرامية



والقائلون بأنه بمشيئة*** في ذاته أيضا فهم نوعان


إحداهما جعلته مبدوءا به*** نوعا حذار تسلسل الأعيان


فيسد ذاك عليهم في زعمهم*** اثبات خالق هذه الأكوان


فلذاك قالوا أنه ذو أول*** ما للفناء عليه من سلطان


وكلامه كفعاله وكلاهما*** ذو مبدأ بل ليس ينتهيان




قالوا ولم ينصف خصوم جعجعوا*** وأتوا بتشنيع بلا برهان


قلنا كما قالوه في أفعاله*** بل بيننا بون من الفرقان


بل نحن أسعد منهم بالحق اذ*** قلنا هما بالله قائمتان


وهم فقالوا لم يقم بالله لا*** فعل ولا قول فتعطيلان


لفعاله ومقاله شرا وأبـ***طل من حلول حوادث ببيان


تعطيله عن فعله وكلامه*** شر من التشنيع بالهذيان


هذي مقالات ابن كرام وما*** ردوا عليه قط بالبرهان


أني وما قد قال أقرب منهم*** للعقل والآثار والقرآن


لكنهم جاءوا له بجعاجع*** وفراقع وقعاقع بشمان




فصل


في ذكر مذهب أهل الحديث



والآخرون أولو الحديث كأحمد*** ومحمد وأئمة الايمان


قالوا بأن الله حقا لم يزل*** متكلما بمشيئة وبيان


ان الكلام هو الكمال فكيف يخـ*** لو عنه في أزل بلا أمكان


ويصير فيما لم يزل متكلما*** ماذا اقتضاه له من الامكان


وتعاقب الكلمات أمر ثابت*** للذات مثل تعاقب الأزمان


والله رب العرش قال حقيقة*** حم مع طه بغير قران


بل أحرف مترتبات مثل ما*** قد رتبت في مسمع الانسان


وقتان في وقت محال هكذا*** حرفان أيضا يوجدا في آن


من واحد متكلم بل يوجدا*** بالرسم أو يتكلم الرجلان


هذا هو المعقول أما اقترا***ن فليس معقولا لذي الأذهان




وكذا كلام من سوى متكلم*** أيضا محال ليس في أمكان


الا من قام الكلام به فذا*** ط كلامه المعقول في الأذهان


أيكون حيا سامعا أو مبصرا*** من غير سمع وغير عيان

والسمع والأبصار قام بغيره*** هذا المحال وواضح البهتان