منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - القصيدة النونيةالكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-10-21, 10:56   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ليتيم الشافعي
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ليتيم الشافعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

واسأل أبا الجن اللعين أتعرف الـ *** خلاق أم أصبحت ذا نكران


واسأل شرار الخلق أغلى أمة*** لوطية هم ناكحو الذكران


واسأل كذاك أمام كل معطل*** فرعون مع قارون مع هامان


هل كان فيهم منكر للخالق الـ *** ـرب العظيم مكوّن الأكوان


فليبشروا ما فيهم من كافر*** هم عند جهم كاملوا الايمان




وقضى بأن الله كان معطلا***والفعل ممتنع بلا امكان


ثم استحال وصار مقدورا له*** من غير أمر قام بالديان


بل حاله سبحانه في ذاته*** قبل الحدوث وبعدها سيان




وقضى بأن النار لم تخلق ولا*** جنات عدن بل هما عدمان


فإذا هما خلقا ليوم معادنا*** فهنا على الأوقات فانيتان


وتلطف العلاف من أتباعه*** فأتى بضحكة جاهل مجان


قال الفناء يكون في الحركات لا*** في الذات واعجبا لذا الهذيان




أيصير أهل الخلد في جناتهم*** وجحيمهم كحجارة البنيان


ما حال من قد كان يغشى أهله*** عند انقضاء تحرك الحيوان


وكذاك ما حال الذي رفعت يدا*** ه أكلة من صفحة وخوان


فتناهت الحركات قبل وصولها*** للفم عند تفتح الأسنان


وكذاك ما حال الذي امتدت يدا*** منه الى قنو من القنوات


فتناهت الحراكت قبل الأخذ هل*** يبقى كذلك سائر الأزمان


تبا لهاتيك العقول فانها*** والله قد مسخت على الأبدان


تبا لمن أضحى يقدمها على ال*** آثار والأخبار والقرآن




وقضى بأن الله يعدم خلقه*** عدما ويقلبه وجودا ثان


العرش والكرسي والأرواح وال*** أملاك الأفلاك والقمران


والأرض والبحر المحيط وسائر ال*** أكوان من عرض ومن جثمان


كل سيفنيه الفناء المحض لا*** محض الوجود اعادة بزمان




هذا المعاد وذلك المبدا الذي*** جهم وقد نسبوه للقرآن


هذا الذي قاد ابن سينا والألى*** قالوا مقالته الى الكفران


لم تقبل الأذهان ذا وتوهموا *** أن الرسول عناه بالايمان


هذا كتاب الله أنى قالوا ذا*** أو عبده المبعوث بالبرهان


أو صحبه من بعده أو تابع*** لهم على الايمان والاحسان




بل صرح الوحي المبين بأنه*** حقا مغير هذه الأكوان


فيبدل الله السموات العلى*** والأرض أيضا ذات تبديلان


وهما كتبديل الجلود لساكني النـ*** ـيران عند النضج من نيران


وكذاك يقبض أرضه وسماءه*** بيديه ما العدمان مقبوضان


وتحدث الأرض التي كنا بها*** اخبارها في الحشر للرحمن


وتظل تشهد وهي عدل بالذي*** من فوقها قد أحدث الثقلان


أفيشهد العدم الذي هو كاسمه*** لا شيء، هذا ليس في الامكان




لكن تسوى ثم تبسط ثم تشـ***ـهد ثم تبدل وهي ذات كيان


وتمد أيضا مثل مد اديمنا*** من غير أودية ولا كثبان


وتقيء يوم العرض من أكبادها*** كالاسطوان نفائس الأثمان


كل يراه بعينه وعيانه*** ما لامرئ بالأخذ منه يدان


وكذا الجبال تفتّ فتا˝ محكما*** فتعود مثل الرمل ذي الكثبان


وتكون كالعهن الذي ألوانه*** وصباغه من سائر الألوان


وتبس بسا مثل ذاك فتنثني*** مثل الهباء لناظر الانسان




وكذا البحار فانها مسجورة*** قد فجرت تفجير ذي سلطان


وكذلك القمران يأذن ربنا*** لهما فيجتمعان يلتقيان


هذي مكوّرة وهذا خاسف*** وكلاهما في النار مطروحان


وكواكب الأفلاك تنثر كلها*** كلآلئ نثرت على ميدان


وكذا السماء تشق ظاهرا*** وتمور أيما موران


وتصير بعد الانشقاق كمثل ها*** ذا المهل أو تك وردة كدهان




والعرش والكرسي لا يفنيهما*** أيضا وأنهما لمخلوقان


والحور لا تفني كذلك جنة الـ*** مأوى وما فيها من الولدان


ولأجل هذا قال جهم انها*** عدم ولم تخلق الى ذا الآن


والأنبياء فانهم تحت الثرى*** أجسامهم حفظت من الديدان


ما للبلى بلحومهم وجسومهم*** ابدا وهم تحت التراب يدان


وكذلك الأرواح لا تبلى كما*** منه تركب خلقة الانسان


وكذاك عجب الظهر لا يبلى بل*** تبلى الجسوم ولا بلى اللحمان


ولأجل ذلك لم يقر الجهم ما ال*** ارواح خارجة عن الأبدان


لكنها من بعض أعراض بها***قامت وذا في غاية البطلان




فالشأن للأرواح بعد فراقها*** أبدانها والله أعظم شأن

إما عذاب او نعيم دائم*** قد نعمت بالروح والريحان