بارك الله فيك أختي موضوع جدير بالطرح ، ولعلي وأنا أخط ردي هذا تبادر في ذهني أن أول قارئ له سيقوم بالمقارنة المؤسسة أو غير المؤسسة بين كلامي ، وعضويتي التي هي باللغة الفرنسية adeldz19ليضرب كل كلامي في الصفر ، فأقول بداية رويدك فلظروف خاصة كانت هذه التسمية منها اشتراكي في بعض المنتديات التي لا بد فيها من عضوية باللغة الفرنسية وأنا أحب تعميم العضوية على عدة منتديات ودع تفاصيل الجمل .
وعودة إلى الموضوع الذي أثار فيَ الاعتزاز لأن في الأمّةوخاصة في الجزائر من يؤرقه حال اللغة العربية ، وأثار في الأسف على ما آلت إليه العربية من تهميش عند أبنائها ، ولقد صدق عبده الراجحي حين قال : _وأصبح مألوفا جدا أن المتخرج في الجامعة لا يحسن التكلم بالعربية ، ولا يحسن كتابة صفحة بالعربية الفصحى الصحيحة ، ثم تغلغل هذا الإلف في نفوسنا حتى صار أمرا طبيعيا لا ندرك أخطاره ، وانسحب هذا على النظرة الاجتماعية حين لا تكون صحة اللغة مقياسا لعلم أو لفكر ، وإنما صارت دليلا على تخصص ضيق يعيش في غير عصره ، وحين ينتهي الطلاب من الدراسة الثانوية يتنفسون الصعداء لأنهم تخلصوا من مقررات اللغة العربيةإلى الأبد ويعزف الطلاب عن الالتحاق بأقسام اللغة العربية في الجامعات فلا يدخلها في الأغلب إلا المضطرون . وهو كلام حق وصف حالنا مع لغتنا بكل صدق لكن مايجب التنبيه إليه أنه من الإجحاف أن نرد سوء ممارسة الطلاب للغة إليهم فقط لأن هناك عوامل كثيرة يعجز المقال عن حصرها تسببت في الضعف اللغوي لدى الطلاب منها العائلة والمجتمع بل والمدرس نفسه ..إي نعم ..المدرس نفسه لأن المدرس يمتلك أن يحبب الطلاب في العربية كما قد يكون السبب الرئيس في تنفيرهم منها ، وإذا كان رب البيت للدف ضاربا فلا تلومن الصبيان إذا مارقصوا ، ولاشك أن تحبيب الطلاب في لغتهم العربية يجلب عز الدنيا والآخرة ، فهلم جميعا طلبة وأساتذة شيبا وشبانا إلى تعليم لغة القرآن ، والتفكير العلمي المؤسس لكيفية النهوض بها ، فبها والله عز الأمة ووحدتها ، وللتتكاتف الأيدي لتكوين الجيل الذي تمثله الإبراهيمي رحمه الله في خواطره عن الشباب الجزائري حين قال :
أتمثله كالغصن المروح ، مطلولا بأنداء العروبة ، مخضوضر اللحى والورق مما امتص منها ، أخضر الجلدة والآثار مما رشح له من أنسابها وأحسابها ، كأنما أنبتته رمال الجزيرة ، ولوحته شمسها ، وسقاه سلسالها العذب ، وغذاه نبتها الزكي ، فيه مشابه من عدنان تقول أنه من سر هاشم أو سرة مخزوم ، ومخايل من قحطان تقول كأنه ذو سكن في السكن ، أو ذو رضاعة في قضاعة ، متقلبا في المنجبين والمنجبات ، كأنما ولدته خندف ، أو نهضت عنه أم الكملة ، أو حضنته أخت بني سهم ، أو حنكته تماضر ـ الخنساءـ لعوبا بأطراف الكلام المشقق كأنما ولد في مكة واسترضع في إياد ، وربا في مسلنطح البطاح ....
يا شباب الجزائر
ما قيمة الشباب ؟ وإن رقت أنداؤه ، وتجاوبت أصداؤه ، وقضيت أوطاره ، وغلا من بين أطوار العمر مقداره ، وتناغت على أفنان الأيام والليالي أطياره ، وتنفّست عن مثل روح الربيع أزهاره ، وطابت بين انتهاب اللذات واقتطاف المسرّات أصائله وأسحاره .
بل ما قيمة الكهولة؟ وإن استمسك بنيانها ، واعتدل ميزانها ، وفرت عن التجربة والمراس أسنانها ، ووضعت على قواعد الحكمة والأناة أركانها .
بل ما قيمة المشيب ؟ وإن جلله الوقار بملاءته ، وطواه الاختبار في عباءته ، وامتلأت من حكمة الدهور وغرائب العصور حقائبه ، ووصلت بخيوط الشمس لا بفتائل البرس جماته وذوائبه .
ما قيمة ذلك كله ؟ إذا لم تنفق دقائقه في تحصيل علم ، ونصر حقيقة ، ونشر لغة ، ونفع أمة وخدمة وطن .
والسلام عليكم