منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - توثيقات توبة ابن تيمية ورجوعه إلى عقيدة أهل السنة الأشاعرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-10-18, 18:07   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
قدوري رشيدة
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية قدوري رشيدة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

رحم الله شيخ الاسلام .. القصيدة رائعة واستوقفتني وقد طرحتها في قسم الشعر

واستسمحكم لنقل شرحها الذي تجدون فيه إجابة عن بعض التساؤلات

القصيدة :-


يا سَائِلي عَنْ مَذْهَبِي وعَقيدَتِي *** رُزِقَ الهُدى مَنْ لِلْهِدايةِ يَسْأَل
وكأن الشيخ يشير إلى أنه يجيب على سؤال ورد إليه ، عن مذهبه وعقيدته ، فقسم السؤال إلى قسمين : الأول سؤال طلب الهداية للخير ومعرفة الحق ، وهذا سيكون له عون من الله وتوفيق للوصول له فقد رزق الهدى ، وسائل يسأل للتعجيز والتعنت فهو ونيته .


اسمَعْ كَلامَ مُحَقِّقٍ في قَـولـِه *** لا يَنْـثَني عَنـهُ ولا يَتَبَـدَّل
يحث الشيخ على السماع لكلام محقق باحث في قوله والمعتقد الذي لي هو عليه ، ليس كمن قالوا : (( إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون )) ، لا بل هذا كلام عالم محقق مجتهد .
فلما كان القول لعالم محقق متثبت في المسائل ، فإنه لا ينثني عنه ولا يرجع وكذلك لا يتبدل ولا يغيره عن مذهبه ومعتقده شبهة ، بعد التحقيق والبحث .


حُبُّ الصَّحابَةِ كُلُّهُمْ لي مَذْهَبٌ *** وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّــل
وبدأ رحمه الله ببيان عقيدته وأول ما بدأ به : مذهب أهل السنة والجماعة في الصحابة رضي الله تعالى عنهم جميعًا ، وقوله كلهم : أي لا استثني منهم أحدًا في الحب ومعرفة القدر والفضل ، (( رضي الله عنهم ورضوا عنه )) ، فلا يجوز لمسلم أن يطعن فيهم أو يتنقص منهم وأن يخوض في أعراضهم ، بل الواجب حبهم والترضي عنهم فهم خير البشر بعد الرسل والأنبياء ، وقد دلت الآيات والأحاديث على ذلك .

قوله : ومودة القربى : أي مودتي ومحبتي لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأهل بيته ، أتقرب بها إلى الله تعالى ، فإنه عمل صالح وواجب على المسلمين ، بأن يحبوا أهل بيته ويعرفوا قدرهم وفضلهم ، فإنا نتقرب بحبهم إلى الله تعالى ، ونتوسل بهذا العمل الصالح له ، كما فعل أولائك النفر الثلاثة الذين أنسد عليهم الكهف فلم يستطيعوا الخروج منها فتوسلوا إلى الله تعالى بأعمال صالحة قاموا بها ففرج الله تعالى عليهم الكرب ونجاهم منها ، والحديث في الصحيح .


وَلِكُلِّهِمْ قَـدْرٌ وَفَضْلٌ سـاطِعٌ *** لكِنَّما الصِّديقُ مِنْهُمْ أَفْضَـل
أي للصحابة وأهل البيت فضل عظيم وقدر جليل ساطع ، لكن ابا بكر الصديق خيرهم وأفضلهم ، فهو أعلاهم شأنًا ، وكان أقرب الناس لرسول الله عليه الصلاة والسلام ، (( ثاني اثنين إذ هما في الغار )) ، والآيات والأحاديث التي تدل على فضله وقدره كثيرة جدًا ليس المجال لعرضها وذكرها ، ومن أراد ان يعرف فضائل الصديق ، فاليقرأ كتب السنة ، وما جاءت فيها من فضائل الصحابة عمومًا وفضائل أبي بكر رضي الله عنه خصوصًا .


وأُقِـرُّ بِالقُرآنِ ما جاءَتْ بِـهً *** آياتُـهُ فَهُوَ القَديـمُ المُنْـزَل
أقر بالقرآن أي : أعترف به وأذعن له ، وبكل ما جاء فيه من توحيد و أمر ونهي وأخبار وقصص وأمثال ، وكل ما حوت آياته ، فهو القديم الذي ليس بحادث ، والمنزل من الله تعالى وليس بقول البشر ، وأنى للبشر أن يأتوا بمثله ، بل هو كلام الله تعالى المنزل بواسطة جبريل عليه السلام ، على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
ثم شرع في بيان عقيدة أهل السنة في آيات الصفات والأسماء ، فقال :-


وجميعُ آياتِ الصِّفاتِ أُمِرُّهـا *** حَقـاً كما نَقَـلَ الطِّرازُ الأَوَّلُ
وأَرُدُّ عُقْبَتَـهـا إلى نُقَّالِهـا *** وأصونُها عـن كُلِّ ما يُتَخَيَّلُ

أي كل ما جاء من آيات في الأسماء والصفات ، أمرها كما جاءت بلا كيف ، فلا أشبهها بصفات شيء من مخلوقاته ، ولا أعطلها فأجعلها دون معان ، ولا لتحريفها عن مراد الله تعالى ، ولا تمثيل ، ولا نخوض في كيفيتها ، بل نؤمن بها كما جاءت ، ونثبتها لله سبحانه دون كيف ، وهذا ما نقل لنا عن الطراز الأول من الصحابة ، فهم أعلم الناس به ، فقد نزل القرآن عليهم ، ورسول الله بينهم ، يبين لهم و يوضح ، وهو قول التابعين ومن تبعهم ،فهم خير الناس،كما صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

قُبْحاً لِمَنْ نَبَذَ الكِّتابَ وراءَهُ *** وإذا اسْتَدَلَّ يقولُ قالَ الأخطَلُ
يدعو الشيخ رحمه الله بالتقبيح لمن ترك الكتاب وترك الاستدلال به ، والعمل به ، ولم يستسلم له ، فانشغل بقول فلان وعلان ، من شعراء وأهل كلام ، أمثال الأخطل ومن على شاكلته ، وأبرز من وقع في ذلك هم الذين انشغلوا بعلم الكلام ، والمعتزلة وغيرهم .
فمن هذا نعرف تحذير العلماء من نبذ الكتاب والسنة وتركه وراء الأظهر ، وانظر إن شئت شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز وما جاء فيه من نقول لكلام العلماء أمثال الشافعي وغيره ، وهم ينكرون على أهل البدع ذلك .



والمؤمنون يَـرَوْنَ حقـاً ربَّهُمْ *** وإلى السَّمـاءِ بِغَيْرِ كَيْفٍ يَنْزِلُ
ثم شرع الشيخ ببيان أعتقاد أهل السنة في رؤية الله تعالى يوم القيامة ، فقد أنكر أقوام أن المؤمنين يرون الله تعالى يوم القيامة ، وهذا خلاف ما جاء به القرآن : (( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة )) وقوله تعالى : (( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون )) ، قال الإمام الشافعي : وفي هذه الآية دليل على أن المؤمنين يرونه عز وجل يومئذ . انظر تفسير ابن كثير .
وأثبت رحمه الله صفة النزول ، نزول الله تعالى بلا كيف فله صفات تليق بجلاله ، فهو ينزل سبحانه في الثلث الأخير من الليل ، كما صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : (فيقول : أنا الملك من ذا الذي يسألني فأعطيه ؟ من ذا الذي يدعوني فأستجيب له ؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له ) والحديث في صحيح مسلم ومسند أحمد . وانظر مختصر العلو للألباني ص115

وقوله بغير كيف : أي لا نعلم كيفية نزوله ، ولا نسأل عنها فقد زجر العلماء من قبل ، من كان يسأل عن ذلك وقصة الإمام مالك معروفة ، لما سأله الرجل عن : كيف استوى على العرش ؟ فأمر مالك رحمه الله : بإخراجه من المسجد لأنه صاحب بدعة ، فقال قولته المشهورة : ( الإستواء معلوم ، والكيف مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ) ، وقل كذلك في كل الصفات ، وهذا مروي عن غير واحد من السلف . صفات الله سبحانه ليست كصفات البشر ، (( سمعنا وأطعنا )) .


وأُقِرُ بالميـزانِ والحَوضِ الذي *** أَرجـو بأنِّي مِنْـهُ رَيّاً أَنْهَـلُ
وبدأ الشيخ بأمور الآخرة ، فمنها الميزان ،فذكر أنه يقر به ، وهو الميزان الذي توزن به الأعمال الصالحة والأعمال السيئة ، قال تعالى : (( والسماء رفعها ووضع الميزان )) .
والحوض هو الكوثر على الصحيح ، الذي بشر الله تعالى به نبيه ، والذي سيشرب منه المؤمنون المتبعون لسنة المصطفى عليه السلام ويتمسكون بها رغم انتشار البدع والضلال ، فدعى الشيخ ورجى الله تعالى أن يشرب منه ، وندعوا أن نكون ممن يشرب من الحوض ، شربة من يدي رسولنا صلى الله عليه وسلم ، لا نضمأ بعدها أبدًا ، والله نسأل أن يجمعنا مع شيخ الإسلام رحمه الله ، عند الحوض وفي الفردوس الأعلى .


وكذا الصِّراطُ يُمَدُّ فوقَ جَهَنَّمٍ *** فَمُوَحِّدٌ نَـاجٍ وآخَـرَ مُهْمِـلُ
وأقر وأومن بالصراط الذي يمده الله تعالى فوق جهنم – والعياذ بالله – والذي سيردها كل الناس لقوله تعالى : (( وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتمًا مقضيًا )) ، فالموحدون ينجيهم الله تعالى من هولها ويجتازوها إلى جنات الخلد ، (( ثم ننجي الذين اتقوا )) ، وأما الكافر فقد قال تعالى فيه : (( ونذر الظالمين فيها جثيًا )) ، اللهم جوزنا الصراط آمنين .


والنَّارُ يَصْلاها الشَّقيُّ بِحِكْمَةٍ *** وكذا التَّقِيُّ إلى الجِنَانِ سَيَدْخُل
والنار فيدخلها الشقي الكافر الظالم لنفسه ، الذي جعل لله نداً سبحانه وهو الذي خلقه ، فلما كفر وترك الإيمان ، كان من الحكمة أن يعاقب على ذلك فيكون من أهل النار ، وأما المؤمن التقي ، ففي الجنات ينعم ، بما كان منه من إيمان وعمل صالح ، فالحكمة أن يدخل الجنة ، والحكمة هو وضع الشيء في مكانه ، ومن اسماءه سبحانه ( الحكيم ) ، فهو الحكيم في عقابه وحكيم في ثوابه وفي خلقه (( ولا يظلم ربك أحدًا )) ، سبحانه منزه عن كل نقص وسوء .


ولِكُلِّ حَيٍّ عاقـلٍ في قَبـرِهِ *** عَمَلٌ يُقارِنُـهُ هنـاك وَيُسْـأَلُ
يقول رحمه الله : وأقر بأن كل إنسان عاقل مكلف ، في قبره يسأل عن ربه ودينه ورسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد صحت الأحاديث بذلك ، فمن ثبته الله تعالى فأجاب ، كان مع عمله الصالح منعمًا فيجعل الله تعالى له قبره روضة من رياض الجنة ، ويرى من نعيمها ، ومكانه فيها .

ومن لم يكن له تثبيت من الله تعالى ، فتركه هو وعمله السيء ، يصبح قبره حفرة من حفر النار - والعياذ بالله - ، قال سبحانه : (( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء )) ، فالقبر إما نعيم مقيم أو عذاب أليم ، وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة ما يكون فيها من حياة برزخية فاليراجع في مضانه ، قال تعالى : (( ومن وراءهم برزخ إلى يوم يبعثون )) .

.


منقول للافادة