منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ¤؛°`°؛¤ّ زَهرةُ الهِنْدِباء ¤؛°`°؛¤ّ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-02-24, 18:04   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
يوسُف سُلطان
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية يوسُف سُلطان
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام العضو المميّز في منتديات الخيمة 
إحصائية العضو










Icon24 ¤؛°`°؛¤ّ زَهرةُ الهِنْدِباء ¤؛°`°؛¤ّ

¤؛°`°؛¤ّزَهْرَةُ الهِنْدِباء ¤؛°`°؛¤ّ







السماء هذا الصباح مليئة بالشمس والهدوء ، تجعلني أستنشق رائحة الربيع مبكرا ، وأسترجعُ أيّام الطفولة البيضاء ومملكة الشمس والعصافير ..


حين يأتي الربيع مجددا ويجدنا لا نزال أطفالا بأظافر طريّة لا تخدش الحياة ، تلك هي المعجزة التي كنّا دائما نحلم أن تتكرّر حين تتحقق لنا ، لأنّنا لا نشبع منها أبدا .

كنّا نملكُ كلّ الأرض ، بالنسبة لنا كوكبُ الأرض كان من معدنِ السعادة والسماء كلّها أمنيات.. وأينما حطّت أقدامنا فهي أرضنا وحلمنا .. حتى قبل أن نُدرك حظّ الوطن والانتماء.


لم يكن يحملنا النسيم بعيدا فقد كان الكبار يرسمون لنا حدود السير الضيّقة وخطط الحياة القصيرة، ولكن عقولنا الصغيرة كانت أوسع من كلّ الحدود وكانت أحلامنا تزدري كلّ الخطط ، وبين كلّ شعاع و آخر مساحة واسعة للحلم ، والشمس تنزل بأغصان النور لنعلّق عليها ما نشاء من رغبات وسرعان ما تصعد من جديد و تغسلها بماء النّقاء والبراءة وتعود بها في اليوم التالي لتسلّمنا الهدايا ..
لم يكن ليكفّنا أحد
فالشمس كانت مملكتنا التي لا يطالها الكبار




-------------------------

كُنتُ طفلا وقبل أن أعرف الورد والياسمين وباقات "التوندرو" البلاستيكي انتبهت لزهرة كانت تنمو بالقرب من بيتنا دون أن تشكو العطش أو تحلم بمزهرية بديعة تحملها لتتزيّن كعروس تتجمّل للضيوف ...
كانت زهرتي تكتفي باستهلاك الأيّام والذكريات ولا تلفت انتباه أحد ..تكبر وحيدة في صمت بلا لون ، بلا رائحة ، ولم تكن لتُغري العشّاق والمحبّين فيقطفونها


كان الجميع يتجاهلها، ولم توحي للنحل أن تتخذّ منها قوتا ولا للفراش أن يمتّص منها الألوان ،كانت أشبه بفراشة شفّافة ،لا يراها إلا الأطفال..


أتذكّر ربيع الطفولة وكيف كنّا نقطفها رغم الشوك، وننفثها لتتطاير في الهواء كالفراشة ثمّ نركض خلفها،والبهجة والضحكات تملأ السماء

تلك الزهرة العجيبة، كم كانت تجعلنا نتعب وننطّ ونعرق ونتّسخ ونفرحُ نفرحُ
نفرح
... بلا ثمن..
كم كانت تشعرنا بالسعادة ونحن نراها تطير بخفّتها عاليا في السماء تسبق الفراشات لتعانق الشمس..لم أحبّ يوما أن أتعقّب الفراشات وأمسكها وأقطع أجنحتها كما كان يفعل أقراني ،كنتُ رومانسيا منذ الصغر
، كنتُ أشفق على الفراشات وأبكي وأنا أراها بلا أجنحة تزحف على العشب وتدوسها أقدامهم الصغيرة أو يضعونها في أكياس الحليب حتى تختنق ، كم كنتُ أكره ذلك ..
كم كنتُ أحبّ الحياة ولا أزال...و أحبّ زهرة الهِندِباء


حسين داي
-أمس
23/02/2011
أهدي في الختامِ زهرة هندباءة إلى كلّ من ركض خلفها وأتعبتهُ

















 


رد مع اقتباس