اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سـعـيد
السلام عليكم
بارك الله فيكم وفي جهودكم وجعلها الله في ميزان حسناتكم اللهم آمين
أريد أن أسألئك اختي نسمة عن مصطلح معدل الفائدة ..
فبعد الأزمة المالية العالمية قال الخبراء الاقتصاديون أنه لا بد أن يرجع معدل الفائدة الى الصفر حتى يتخلصوا منها ومن آثارها
هلا أوضحت لنا وبإيجاز عن علاقة معدل الفائدة بالأزمات الاقتصادية بصفة عامة وبالازمة المالية الاخيرة بصفة خاصة
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا |
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
حقيقة أخي الكريم تساؤلك ألفت للإجابة عليه الكتب وانعقدت بسببه العديد من الملتقيات والمؤتمرات
لأن الإجابة عليه لا تكون في جملة ولا في فقرة بقدر ما تحتاج إلى تحليل عميق وموسع للإلمام بكل الجوانب الرئيسية في فهم
العلاقة بين معدل الفائدة والأزمات الإقتصادية عموما والازمات المالية خصوصا (وعلى فكرة سيعقد ان شاء الله في جامعة سكيكدة الملتقى الوطني حول اداة سعر الفائدة وأثرها على الازمات الاقتصادية يومي 9 و 10 ماي 2011).
ولكي أوضح لك الصورة بعض الشيء فإن معدل الفائدة يتنوع ما بين معدل الفائدة المدين ومعدل الفائدة الدائن
كمايوجد معدل الفائدة على القروض ومعدل الفائدة على الاوراق المالية
فمعدل الفائدة على القروض نجد فيه:
معدل الفائدة الدائن هو عبارة عن المعدل الذي يشير الى القيمة المالية التي يتحصل عليها المقرض -الذي يودع امواله في البنك-
معدل الفائدة المدين هو عبارة عن المعدل الذي يشير الى القيمة المالية التي يتحملها المقترض-الذي يطلب قرض من البنك-
أما معدل الفائدة على الاوراق المالية -السندات- فنجد فيه:
معدل الفائدة المدين:وهو المعدل الذي يشير الى القيمة المالية التي يتحملها الطرف الذي يصدر السندات -لأن السندات تصدر للحصول على سيولة فهي اداة دين تكلفك دفع معدل فائدة-
معدل الفائدة الدائن:هو المعدل الذي يشير للقيمة المالية التي يتحصل عليها حامل السند- لان حال السند بشرائه السند يظهر وكانه اقرض ماله-
أما تأثيرات معدل الفائدة فنجدها إما في قطاع الإقتصاد المالي-الاسواق المالية وقطاع البنوك- او في قطاع الاقتصاد الحقيقي -الاستثمار والانتاج-
ولا ننسى ان التأثير على قطاع الاقتصاد المالي ينتقل الى الاقتصاد الحقيقي بحكم الارتباط الموجود بينهما كما رأينا مؤخرا في ازمة 2008 التي بدات كازمة مالية ثم تحولت الى ازمة اقتصادية.
فتأثير معدل الفائدة يعود الى التقلبات التي تحصل عليه في الاسواق المالية والبنوك وهو ما يؤثر سلبا على المتعاملين الاقتصاديين على العموم رغم ان هناك من يستفيد من تلك التقلبات - المضاربين-،واعطيك مثالا بما حدث ابان الازمة المالية الاخيرة والتي بدأت شرارتها من القطاع البنكي في امريكا،والذي كان يمنح قروض عقارية للافراد لتملك عقارات دون اية ضمانات سوى أن عجز الفرد عن التسديد يؤدي بالبنك الى رهن ذلك العقار الذي حصل عليه بواسطة القرض الممنوح لديه،لكن المشكلة هي ان معدل الفائدة على تلك القروض العقارية كان متغيرا وليس ثابتا،وبالتالي حدث ان ارتفع معدل الفائدة انذاك في البنوك لأسباب أو لأخرى وهو ما ادى بالمقترضين الى عجزهم عن تسديد تلك القروض لصالح البنك بسبب ذلك الارتفاع في معدل الفائدة الذي هو بمثابة تكلفة عليهم،فدفع ذلك بالبنوك الى رهن تلك العقارات وعرضها للبيع لاسترداد اموالها،لكن صادف وان تميزت تلك الفترة بزيادة عرض العقارات المعروضة للبيع وهو ما ادى الى انخفاض اسعار العقارات ومن ثم عجز البنوك عن استرداد اموالها وهو ما ادى بها الى ازمة سيولة،ثم تحولت البنوك الى بيع الاوراق المالية التي تملكها للحصول على سيولة مما ادى الى انهيار البورصة نتيجة ازدياد عمليات البيع ثم انتقلت العدوى الى قطاع الاقتصاد الحقيقي بسبب عجز المستثمرين والمؤسسات عن الحصول على تمويل سواء من البنوك التي تعاني من نقص السيولة او في البورصة نتيجة عدم تواجد طالبين للاوراق المالية لانه انذاك تواجد فقط البائعون لا غير وهو ما ادى الى تراجع عمليات الانتاج وزيادة معدلات البطالة وتحول الازمة من ازمة مالية الى ازمة اقتصادية تمس قطاع الاقتصاد الحقيقي.
ماذكرته اخي الكريم فقط لتتوضح لك الصورة كيف ان تغير معدل الفائدة ادى الى ازمة مالية ثم الى ازمة اقتصادية مع عدم اغفال دور العوامل الاخرى في الازمة والتي زادت من حدة تأثير معدل الفائدة في نشوئها،وذلك كان جانبا فقط من جوان التأثير السلبي لمعدل الفائدة على النشاط الاقتصادي،حيث ان ما حدث يؤكد انه لو لم يرتفع معدل الفائدة اي يبقى منخفضا وحتى قريبا من الصفر لما حدث ذلك العجز عن التسديد،كما ان من بين الشواهد على اهمية قرب معدلات الفائدة من الصفر هو مثلا ان ارتفاع معدل الفائدة يؤدي الى انخفاض الاستثمار-لان معدل الفائدة ليس الا تكلفة على المستثمرين- فكلما ارتفع معدل الفائدة كلما ادى ذلك الى قرب تساويه مع عائد راس المال أو يزيد عنه ومن ثم زوال الرغبة في الاستثمار ومن ثم تراجع الانتاج وتزايد البطالة.....الخ
ومن ثم نلاحظ كيف ان الازمات تحدث عند ارتفاع معدل الفائدة ومن ثم تبرز لنا ضرورة انخفاض معدلات الفائدة او زوالها نهائيا حتى يتخلص الاقتصاد من الازمات المالية المتعددة والتي تتحول بلا شك الى ازمات اقتصادية تدي الى انهيار النشاط الاقتصادي ككل.
حقيقة هو موضوع متشعب اخي الكريم واتمنى أن اكون قد افدتك ولو بعض الشيء في تساؤلك
شكرا لك