منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حصان عصي... لا يحتمل الترويض
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-02-21, 12:34   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد داود
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية محمد داود
 

 

 
إحصائية العضو










Hourse حصان عصي... لا يحتمل الترويض

لست أنا ... الذي تراه في الصورة
جميلة الثنايا
طيبة الرائحة
تعيش مقنعة
بفرحة تتمايل
بين قاما ت الزرع
تكللت بندي العيون الزرق
رأيها في الشموخ
كالورد تتطاول
تتمخط كالهيفاء
تتسامى في مشيتها متشامخة
كشعلة نار في كوكب ذري
فتحت ثغرها و تنهدت
و قالت: ما أقل حظي
بين التفكك..
قامتها قصيرة
ملتصقة بأديم القد
الذي ارتفعت تسميته
مثلما يفعل الورد
و هو يهتز..مبتسما.
ما أسعدك في نعمة تجهلينها
خلي عنك اعوجاجك
و الأماني الشريرة
اخفضي..يرتفع مقامك
لا تطلبي المستحيل
فيسقطك في العمق
و يغمرك الاحتقار
و يتعس قلبك السعيد
اهتزت مستغربة
لما استهوتها المطامع
و سلبتها العظمة
و راحت تتوسل
بروح من رجاء
و لا تدري ما الطلب
و لا ما وراء العظمة
و البلايا الخفية
التي ارتفعت على طول قلتها
كالندم
كالمصاعب في فضاء الشكوى
كالتعالي
الذي ابرق و رعد
و اختبأ وراء الصخور.
مدت يدها الساحرتان
و لمست شموخي
في لحظة زاهية
كالنسيم المتعالي
عند الخصر...
تلبد سمائي
بسحب مبطنة بالثلج
فهاجت .. وسكوني
و تحرك جيشي العرمرم
فكسر سياج الممنوع
و اقتلع شموخه
و لم يبق إلا الالتصاق
يختبئ بين ضلوعي
في هياج منفرد
لم تقاسيه نفس أخرى
انقشعت عنها المرارة
و لم تسلم من المعمعة الهوجاء
حين رفعت صبايا ابتساماتها إلى السماء
تيها و إعجابا
و التصقت بالتراب
و سلمت من غضب الزوابع
و تغلبت عليها.
ارتعشت المقتنعة بالمشهد
و خارت تنقطع
لقد كانت تجلس على أوراقها
مكتفية بالقسمة
مقتنعة بالاكتفاء
بالمنع الذي يفصلها عن الأهواء
و جعل كيانها
محدود في السلامة
متناهي في ما يساورها
لقد كان بإمكانها أن تعيش
ملتصقة بالتراب
حتى يغمرها الشتاء
فتزهر
و تنقذ نفسها من العدم
و لكن أضحت في سكينة الليل
فسمعت الطموح
يقيم الحفل
بمقام يعلو عن وجدانه
يتحول فيه الورد
إلى أصابع تهمس للأثير
و تعشق أمانيه
كعشق الولد لأبيــــــــــه.
محمد داود









 


رد مع اقتباس