بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد :
السلام عليكم يا أيتها الأخت الكريمة بنت الكريم البطل الذائع الصيت المعروف في أسقاع العالم
فوالله لا يُعرف للجزائر تاريخ إلا من خلا ل هؤلاء الأبطال الأفذاذ الذين منهم والدنا سيدي الشيخ الأمير عبد القادر الجزائري الذي إن نتكلم عنه لا نفيه حقّه حتى ولو أفنينا الساعات الطوال....إنه ذاك البطل الشامخ الذي ركّع جيوش المحتل الفرنسي في كم معركة على مدى عقدين من الزمن حتى كادت فرنسا لولا أمر الله أن تنهار قواها وتذهب كل خططها العسكرية في مهب الريح...لكن إنّه القضاء والقدر الذي هو سابق في علم الله المكتوب في لوحه المحفوظ أن يستسلم الأمير استسلام الأبطال الشجعان ويعيش بعيدا عن بلده وأرضه التي وطئتها سنابك فرسه الباسلة في أرض سوريا العربية الإسلامية الشقيقة، ليحول جهاده من جهاد السيف إلى جهاد الكلمة والعلم والمعرفة و الكلمة الطيبة بالعدل ونشر بذور الخير التي كان يغدقها على كل من يقابلهم أويجالسهم يعظهم فيتلقونها كما يتلقى الأبناء تعاليم أبيهم الحكيم العطوف الحاني.....إنه الأمير عبد القادر الجزائري الذي تخرج من مدرسة النبوة وتعلم في حضرة الإسلام ويعلم علم اليقين ما يفعله ويتوجب عليه من مهام تجاه أمته سواء كان في بلده مسقط رأسه أو في أي أبلد عربي أو مسلم لا يبخل بما حباه الله من علم وتقى ...وكم له من المواقف التي تذكرها له الأيام مادمت السماوات والأرض التي لا يقفها إلا رجال في مصاف العظام ومراتب أعقل العقلاء...كما أنّ التاريخ لا ينسى له موقف الشهير في إطفاء شرارة الفتنة التي وقعت في دمشق عام 1860 حيث عاونه في موقفه الإنساني النبيل الكثير من أعيان دمشق وبلغ عدد الذين أنقذهم الأمير نحو خمسة عشر ألف شخص ولهذا الموقف الوطني منحته العديد من الدول الأوسمة الفخرية وكلها من الدرجة الأولى أحبه أهل دمشق وأكرموا وفادته وأجمعوا على سمو مكانته وكان الناس يقصدونه في حل خصوماتهم فيصلح بينهم ويرتضون أحكامه بطيبة خاطر وكان يهب الشبان مساعدات مالية للزواج وعين مخصصات غذائية للفقراء أيام الجمع.