سندس جديد : الجزائر
ما مصير جامعة تبنى على المحسوبية؟
بدون مقدمات قد تؤجل الحديث عن صلب الموضوع :
فالحديث عن "جامعة بسكرة" ذوشجون ، حيث كل كلية تمثل قبيلة أو عرشا، فالمؤطرون فيها من عرش كل عميد، الناجحون في مسابقات الماجستير من عرشه أو أقارب مساعديه ،و بعد الاحتجاجات و التعليقات الصحفية ،بدأت هذه الظاهرة في التقلص إلى حين ، بعد أن بلغ السيل فيها الزبى وتجاوزه،و الدليل معاقبة كلية الحقوق "بسكرة" بحرمانها من تنظيم مسابقات الماجستير لمدة أربع سنوات ،و العقوبة سارية المفعول.
أما الأخطاء الفادحة في أسئلة مسابقات الماجستير،فحدث عنها ولا حرج ،وقد نشرت بعض تفاصيلها على صفحات "الخبر" و الشروق والنهار وغيرها، وخاصة كلية الاقتصاد و التسيير التي ضربت الرقم القياسي في الفضائح، و الأخطاء والتزوير نشرت بالجرائد ونسخها متوفرة.
وخلال هذه السنة 2009-2010 التي توجها مدير الجامعة بفبركة نجاح ابنه في مسابقة الماجستير فرع الهندسة المعمارية دورة سبتمبر 2009 .
وكانت هذه الكلية الوحيدة التي كانت في منأى من المحسوبية و الفساد ، فانضمت هذه السنة إلى صويحباتها ليعم الفساد "جامعة بسكرة" طولا و عرضا ،رفعا وخفضا، وإليكم بعض المعلومات المؤكدة من مصادرها عن سر نجاح ابن المدير المفبرك:
1- رتب في آخر قائمة المتخرجين في الليسانس رغم المساعدات. و رسالة تخرجه لعجزه حررت له من أحد الدكاترة المعروفين، ومع ذلك بقي في الحضيض لأنه فعلا بدون أي مستوى.
2- ابن المدير المدلل كان يشتغل بمؤسسة " o.p.g.i." لعدة سنوات ، لم يكتب فيها ولا كلمة ، ولم يملأ استمارة ، ما عدا التدخين طيلة جلوسه في مكتبه. و عطلته السنوية تبدأ من ماي إلى سبتمبر، أربعة أشهر يقضيها خارج ، وذلك بتغطية من مديره لأنه صديق والده.
3- شارك عدة مرات في مسابقة الماجستير،ولم يوفق بهذه الكلية التي كانت يضرب بها المثل في الصرامة و الجدية رغم محاولة أحد الدكاترة اقحامه دون جدوى و لكن دوام الحال من المحال فاستسلموا أخيرا لأوامر الوالد الذي لا يقهر.
4- أصر الوالد المدير وصمم على فبركة نجاح ابنه حب من حب،و أبى من أبى، فكان له ما أراد .وهو الذي لا يجيد كتابة موضوع انشائي مستوى التعليم المتوسط وتخرج في الليسانس بذيل الترتيب و هكذا انضمت هذه الكلية إلى قائمة الفساد و قد علق أحد زملائه المتفوقين بأنه يخجل من نجاحه مع ابن المدير الذي أصبح في مستواه و هذا لا يشرفه:
إذا وقع الذباب على الطعام=== رفعت يدي منه ،ونفسي تشتهيه.
5- حاليا هذا الابن يقضي وقته معنا في الكلية دون أي مشاركة،أو متابعة ،فهو متأكد من أفضل العلامات ، ومرتاح من النجاح ، و المستقبل الزاهر، تحت رعاية والده الذي أوصى أساتذته بمراعاة حالته النفسية ، بعدم إحراجه ، لكونه يعاني من السلبية ، كما شرح لهم بأنه لا هم ، و لا هدف ، ولا طموح له في الحياة ، فالتدخين شغله .
6- كيف نجح هذا الابن في الباكالوريا ؟ كيف نجح في الليسانس؟ كيف نجح في مسابقة الماجستير؟ كيف سيعلم في المستقبل ؟أسئلة بدون أجوبة . فمستواه تعليم متوسط وسيعلم بالجامعة. و قديما قال أمير الشعراء :
وإذا المعلم ساء لحظ بصيرة = جاءت على يده البصائر حولا
و مع هذا الابن لن تأتي حولا فقط، بل تأتي عميا . ومشيا على الرؤوس بدل الأقدام ، بعد أن استولى على منصب طالب كفء طموح يفيد الجامعة والمجتمع.
7- هاهي لعنة الظلم و الحقرة تلاحق فتصيب الأبناء إن تفادت الآباء. لأن دعوة المظلومين و المحقورين مستجابة.
8- إن هذا الابن يشكل خطرا إن علم في الجامعة ، ويشكل خطرا في الحياة العملية فما مصير الطلبة الذين سيدرسهم ؟ وما مصير الجسور و البناءات التي سيشرف على تشييدها؟
9- ليت أن بعثة تحقيق جادة و محايدة و الأفضل أن تكون من اليونسكو تفتح تحقيقا مع الابن بأسئلة بسيطة من التعليم المتوسط و نتحداه أن يجيب عنها ، أما التعليم الجامعي فبعيد عنه بعد الثرى عن الثريا وحتى شهادة البكالوريا مشكوك في حصوله عليها بطرق شرعية و الدليل رسوب إخوته في البكالوريا رغم محاولاتهم العديدة ولن يتحصلوا عليها بعد الإجراءات الصارمة لوزير التربية. و للعلم فإن رئيس جامعة بسكرة من أقارب و من دشرة وزير التعليم العالي (الهاوي).
10- هذا غيض من فيض من فبركة نجاح إبن المدير و حرمان أبغ الطلبة من هذا النجاح رغم مجهوداتهم و مشقتهم و نبوغهم لا لشيء إلا أنهم ليسوا من أبناء المدير ولا من حاشيته أو حاشية مساعديه.
و لكن الله يمهل ولا يهمل " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".