. . . تابع
مقتضيات التّجاوز:
1 - لكي لا نجد أنفسنا مضطرّين إلى القول بأنّ لكلّ رأيه و لكلّ حقيقته،فهناك من يجيب بنعم و هناك من يجيب بلا، يتعيّن أن نفتّش عن معيار يسمح بتمييزالحالات التّي يصحّ فيها الموقف الأوّل، من الحالات التّي يصدق فيها الموقفالثّاني. و بالتّالي نتمكّن في الأخير، من تحديد الشّروط التّي بدونها لا تكونالإجابة التّي سنقدّمها صادقة و صحيحة.
2 - من الممكن كذلك، في هذا القسمالثّالث من العمل، أن نعود من جديد إلى مناصرة الأطروحة الأولى التّي تعرّضنا إليهافي الجزء الأوّل من العمل، لكن بشرط أن نعود إلى إثباتها بفضل حجج جديدة تأخذ بعينالاعتبار الاعتراضات و الحجج المقدّمة في بلورة الموقف المضادّ في الجزء الثّاني منالعمل. جيّد إذن، أن ندحض، و لكن الأفضل منه هو أن نبيّن لماذا ما نقوم بدحضهيسترعي تصديقنا و موافقتنا في بادئ الأمر.
3 - بالإمكان أخيرا، أن نتجنّبكلّ هذه المسالك، بأن نقترح حلاّ ثالثا للمشكل المطروح، يأخذ بعين الاعتبار الحلّينالأوّلين، لكن يتجاوزهما في نفس الوقت.
◊ الأمثلة و الإحالاتالمرجعيّة:
جدير بنا أن نستخدم، في مقالتنا، بعض الأمثلة، أمّا كمنطلقللتّحليل ( المثال، هنا، هو وسيلة تمكّن من استخراج مفاهيم و علاقات بين مفاهيم )،و أمّا في نهاية عرض برهاني و نظري على فكرة، حتّى نقوم بتجسيدها و ببلورتها ( إعطاءها مضمونا ). لكن لا يجب أن يغيب عن أعيننا هنا، أنّ المثال لا يمكن اعتبارهدليلا أو حجّة. إنّ وظيفة المثال تكمن في تجسيد تفكير نظريّ مجرّد، أو في أثارته ( التّفكير )، و ليس في تعويضه.
جدير كذلك، أن نقوم بالإحالة إلى بعضالمرجعيّات الفلسفيّة المعروفة، و ذلك بفضل جملة من الشّواهد التّي يشترط فيها أنتكون أمينة و موضوعة بين ضفرين.
ما يهمّ هنا، هو أن تكون هذه الشّواهدمدرجة و مندمجة في إطار المقالة ( دون أن تكون مسقطة و متعسّفة ) و متبوعة في نفسالوقت بتوضيحات تبرز دلالة هذه الشّواهد و تحدّد العلاقة التّي يمكن أن تقوم بينهاو بين المشكل المطروح.
ج -التّحرير:
له قاعدتانأساسيّتان:
1 - على التّعبير أن يكون واضحا و بسيطا، بحيث يكوم بإمكان كلّقارئ ( حتّى و لو لم يكن منشغلا بالفلسفة ) أن يفهمه دون جهد و دون عناء.
2 - ينبغي أن لا نصوغ أكثر من فكرة واحدة في فقرة.
◊ المقدّمة:
تشتمل على 3 لحظات:
1- التّمهيد، الذّي يمكن أن يكون بالتّعرّضإلى مثال أو إلى وضعيّة معيّنة، بالإمكان أن نطرح بصددها السّؤال المقترح فيالموضوع. تجنّبوا، بصفة كلّية، خاصّة تلك العبارات الجوفاء التّي لا تعني شيئا ك: " انّ النّاس، في كلّ الأزمان و في كلّ العصور الخ...".
2 - عرض إشكاليةالموضوع بكلّ وضوح و في كلّيتها، و تحديد رهانات الإشكال أي مرامي و غايات السّؤال ( ماذا سنخسر إن لم نجب عن السّؤال ).
3 - عرض مخطّط المقالة ( يمكن أنيكون في شكل أسئلة، يبسط كلّ واحدة منها وجها أو بعدا من أبعاد الإشكال ). لكن بشرطالالتزام بهذا التّمشّي فيما بعد.
◊ الجوهر:
ليس شيئا آخر سوىالتّحرير المسترسل و النّهائي للتّمشّي المنظّم، الذّي وقع تحديده من قبل، في مرحلةالتّخطيط للمقالة. و ينبغي دائما، في هذا الإطار، أن نبدأ بتحليل و تعريف كلماتالموضوع الأساسيّة.
◊ الخاتمة:
يجب أن نقوم فيها بتلخيص سريعللتدرّج العامّ للمقالة، لأجل ضبط العناصر التّي مكّنتنا من الاجابة عن الاشكالالمطروح. احذروا، في الأخير، من فتح آفاق الموضوع أو المقالة بطرح سؤال جديد: هدفالمفالة هو أن تجيب عن سؤال، و ليس طرح سؤال آخر لا علاقة له بالأوّل و لا مبرّرله.