
قرا رجل يوما كتاب الله حتى وصل الى قوله تعالىفي سورة النور :
((وان قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو ازكى لكم))
فقال : ومن الذي يطيق مثل هذه الاية ، وكيف يشعر من يدق ببابك زائرا
فتفاجئه بقولك :ارجع ..
فالبعض ان لم تدعوه احيانا لمناسبة ما فلا تتصور مقدار العداوة التي تنتج
من نسيانه ، وعدم دعوته،
فما بالك لو امرته او قلت له بان يرجع ..
فاراد ان يجرب الامر على احد الدعاة الكبار الذي عرف عنه العلم و التقوى، فدعاه الى بيته ، فلما جاء الداعية وقف له صاحب البيت بالباب
وقال له : يا شيخ ارجع الرجاء لا تدخل، فتعجب الرجل من فعلته و حسب انه غير مرغوب فيه ،فظهرت على وجهه علامات الغضب و الحيرة و بدا يلومه كيف يجرا ان يقول له مثل هذا الكلام و هو الداعية و العالم الوقور و كانه سخر منه،
و لم ينزله المنزلة التي تليق به حتى ظن به الظنون ،
فقال له: يا شيخ في الحقيقة لما قرات قوله تعالى في سورة النور:
((وان قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو ازكى لكم))
فعرفت ان كثيرا من الناس لا يطيقونها ، ولا يستسيغونها، فاردت ان اجربها عليك ، فالناس لا يتقبلون فكرة ارجاعهم وعدم السماح لهم بالدخول اذا جاؤوهم زائرين ، ومنهم من يقسم ان لا يعود لمثل هذا البيت ما حيي،
و للاسف انت لا تختلف عنهم .
لنكن ارواح راقية...
نتسامى عن سفاسف الامور وعن كل ما يخدش نقائنا...
نحترم ذاتنا و نحترم الغير ... عندما نتحدث ... نتحدث بعمق ...
نطلب بادب ... و نشكر بذوق ... و نعتذر بصدق ..
نترفع عن التفاهات والقيل و القال ..
نحب بصمت و نغضب بصمت..
و ان اردنا الرحيل .. نرحل بصمت..
كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعا يرمى بصخر فيعطي اطيب الثمر

من ما راقى لي (منقول)
ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــلام