لم أكره الـ"أنا" كما فعلت يوم قرأتها..
..
منذ ملايين السنين..
..
عندما عرفت كيف للطيبين أن يصنعوا الألم..
..
وأقسى الآلام..
..
ما أمرّ الندم...
..
وكيف للحنون أن يقتل.. يجرح.. يذبح.. يؤذي
..
فتمنيت أمنية لا تتحقق..
..
ولم أبح بها لمخلوق.. لا أحد..
..
ولن تتحقق..
..
..
حدث هذا منذ ملايين السنين.. ولا زلت أذكره.. مثلك تماما..
..
جعلت كل الجمل عندي تبتدئ بـ "ليت" و "ليس"..
..
خرج الـ "أنا" وقال لي.. لك الله
..
..
..
وسكت..
..
..
أما بعد: فكّرتُ فيّ وفي نفسي..
..
ولما وجدت أن في العسل سمومًا لي ولك....
..
رفضتُ أن يصيبك الألم.. -غدا- .. ففعلت..
..
وكان الطريق يزداد إزهارا وحلاوة.. وكذلك سموما لم نكن نراها..
..
..
إلا بعد عودة الروح من حيث كانت تروح..
..
ففعلت..
..
ثم كان صعبا.. وجاءت الفرصة.. فرأيت الموت كأقرب ما يكون..
..
فكرت مليا.. ندمت.. ففعلت
..
..
وإن كان لا يرضيني إلا أن يمسك الألم..
..
..
..
فلا رضيت..