السلام عليكم:
إليك مني هذه القصة فلعلها أصح و أفضل في المعنى، يقال أن رجلا جاء لأبي حنيفة يستفتيه في قلة الرزق، فهو يعمل بخمسة دراهم أجرة له و لكنها لا تكفيه، فقال له أبو حنيفة أنه لا يملك له فتوى و إنما طلب منه أن يذهب لرب العمل و يطلب منه أن ينقص من أجره دينارا و لا يعكيه غير أربعة دراهم، ففعل الرجل و لم يجد فائدة، فعاد لأبي حنيفة، فطلب منه ابو حنيفة أن يطلب من رب العمل أن ينقص من أجره دينارا آخر فلا يعطيه غير ثلاثة، ففعل الرجل ما طلبه أبو حنيفة، و بعد مدة عاد الرجل لأبي حنيفة و شكره و قال له أنه صار في أحسن حال، و سأله مستعجبا كيف كفته الدراهم الثلاثة و زادت و لم تكن تكفيه الدراهم الخمسة، فرد عليه أبو حنيفة قائلا( لقد كان جهدك يستحق ثلاثة دراهم فقط و كنت تأخذ الدرهمين الآخرين دون حق فكانت حراما، فنزعت البركة من مالك، أما الآن فأنت تأخذ حقك كاملا فبارك الله لك فيه) نقلا عن الدكتور عمر عبد الكافي.