منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - (((رُزَمُ الأتعاب..)))
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-02-15, 18:34   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
يوسُف سُلطان
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية يوسُف سُلطان
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام العضو المميّز في منتديات الخيمة 
إحصائية العضو










افتراضي

غُربة الخُبز..


يومٌ آخرَ من أيّام السّنة الخالية من الفصول، الساعة العاشرة أو الثالثة والربع .. لم يعد مهمّا النظر للساعة ، لم تعد عيني تصدّق عقاربها المخدّرة ولا حبّات رملها التي تنثر في العيون الغبار والضياع


عليّ أن أصدّق و رغما عن فهمي القديم أن الشمس هنا لا تميل ، ولا الأرض تدور كما اعتقدت إنّما كان يخُيّل إليّ.. وكل ما يتحرّك حقّا بعض حبّات الرمل حين تصنع الريح بها زوبعة .. وكلّ ما يحدث فعلا أنّ الليل والنهار يقتسمان لحظاتنا يتسابقان في استمرار فطرة الزمن دون ضجّة ، ولكن الضوء لا يترك المصابيح تتجمّد


الشمس رغم المساء تتوسّط صفحة السماء بإصرار وعند .. تزيّف الوقت لتمدّ فترة صحوتي وتسرقني من السهر


حتى لو زارنا بعض الغيم فهو مزيّف وجاف يُشبه الزوابع ولا يُشبه شيئا آخر ..


هنا لا حديث عن الساحات ولا شعارات الفايس بوق ، ولا السياسة تحرّك الألسنة الثرثارة ، الوحيد الذي يحدثني عن كلّ ذلك هي نفسي .. وكلّ النّاس يتّفقون على عُنوانٍ واحد للسّمر 'غُربةُ الخبز' .


لا أعلم من يتواجد منكم الآن ومن يغيب، وليتني أعلم لأشرح لكم واحدا واحدا حجم الشوق إليه.


الحياة هنا لا تشبه الموت كثيرا، ولكنّها تتقاسم معه بعض الملامح.. فكلاهما شاحبٌ يعصرُ في النّفس الألم والخوف

..الخُبز هو أوّل أمنيات النّاس في هذا السطح من الكون، أمّا أنا فآخر أمنياتي وألحّ أن أقابل البحر وأغطس هامتي فيه وأتنّفسُ عُمقه وأشرب ملحه.. حتى تنتهي غُربتي









رد مع اقتباس