منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - (((رُزَمُ الأتعاب..)))
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-02-15, 18:32   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
يوسُف سُلطان
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية يوسُف سُلطان
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام العضو المميّز في منتديات الخيمة 
إحصائية العضو










افتراضي

أربعاءُ التفاصيل


أربعاءٌ آخر مشمس ،لكنّه كأمس حزين..وكذلك أنا إلا أنّي لا أحتاج أن أقول أنا حزين


لم تعد هذه الكلمة تعبّر عن شيء .. تعجز معانيها وصف ثمالة الذبول في قلبي ولا ترسمُ بدقّة الألوان والأوزان درجة اصفراري ونحافتي، هي لا تكفي ولو كانت ملأ الدفاتر لتؤنس وحدتي و تواسي شوقي وتعزّي نفسي في مصائب الوجع التي تعزفني بعيدا عن البحر بعيدا عن الناس ، بعيدا عن نفسي أيضا.


إنّني فعلا بعيد عن نفسي فارغٌ هذا الصباح، والوقت لا يمنحني الفرصة لأنشغل بشيء، ولا أشعر حتى بشهية الكتابة ، فأنا لا أكتب إلاّ إذا قابلتُ البحر وبيدي كوب الشاي الدافئ، أرتشف منه ويرتجفُ منّي ولكن البحر من هنا كأبعد ما يكون عليه بعيد، والشاي يزيد من نحافتي و لذلك فهذا إعذارُ الطبيب و هذه أعذاري عند قارئي..


ثمّ إنّ البكاء لا يُريحني في هذا الوقت ، ولولا ذلك لهربت بوجهي أخفيه عن هذه المصابيح، وأطرحه في أحلك مكان تدمع فيه العيون ..


ولكنّي لا أهرب سوى من لحظات حياتي البائسة إلى بقايا ذكرياتها ورسائلها


لا زلت كما عهدت نفسي أمجّدُ تفاصيلا جمعتنا ذات أربعاء على النافذة ، فليت أيّامي اقتصرت كلّها أربعاء ، وليت الدنيا انطوت مجرّد نافذة حتى تدوم ساعة اللقاء الأوّل إلا أن يرث الله القلوب وما فيها،أحفظ صورا في أغرب جيب من السترة، لا زلت أبحث عن بقايا الرّماد في سؤالي الشتوي ، لا زلت أتفقّد لغزا من لحظة الميلاد أكتبه ، حلّه في آخر صفحة من كتاب الأسرار المقدّس ، لا زالت مفقودة آخر الورقات


يا رفيقة التفاصيل..هذا حالي ، فكيف يخفق قلبك في غيابها وما يفتأ يُخبرك، وهل تحفظين سرّي وملامح حضوري في ذات الأربعاء، فلماذا إذا تتعجلين مساءك ليعبرك الخميس ؟

الأربعاء ۰٩/۰۲/۲۰۱۱

------------------









رد مع اقتباس