[حُقنةُ ( أملْ )]

السلــــــــآم عليكم
عدتُ بمــــــآ يُتبع ،
- قال الصغير حينها : .......معلمي خذ بيدي ارجوك افعلْ
- ردّ القيصر : الى هنا وكفى ، ماذا اتحسبني من عصيّ الساحرات ، أم مصباح علاء الدين بتلك الاقصوصات ...
يا فتى حسبك ، عديدة انشغالاتي مع غيرك ...ربيتك ، علّمتك وحان الآن دورك ...
وطنك يحتاج اليك ، فتجاوز هيجان الحياة بنفسك ...
- الصغير : مهلا يا سيّدي ، فرصة اخرى مطلبي ، لآخذ بالعلَــــــــم وأعلّيه كالنّجم
اريد فرصة فخذ بيدي ...كن بجانبي كسندي
لي امّ واحدة هي بلدي ..ساحمي ترابها بدمي قبل جسدي
لا تستعجل الردّ ...لا ترُدّ لي طلبي فرجاء منّي ومن فؤادي وكبدي ...
- بابتسامة سخرية ردّ القيصر : قـــــــــــف كفاك تمثيلاً ....قالها بالأمس غيرك ، ادّعوها اليوم ضرب جنون بل وصيّروه مستحيلاً
لملم نفسك ياولدْ ، غادر المكان وتأكدْ ...ماكل ما يتمناه المرء يدركه قد تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ....كم تشتكي وتقول أنّك معدم ُ والارض ملكك والسماء والانجمُ ولك الحقول وزهرها واريجها ونسيمها والبلبل المترنمُ ....
يا فتى كفاك تحسراً وتودّداً ....اذهب ما عاد يهمني شأنك ...
- قال الصغير بصوت أجش : سُمُوّك شكرا ، علمتني التحليق وها قد قصصت جناحايا غدراً ، عبثت بأحلامي مكراً ..
ستندم يوما ولن يُبكيك البشر ولا الطّير ولا الحجرْ ....جنابك عذراً ، لن يوقف أحلامي أحدْ ، إن كنت جلادا فلك الجسدْ خذ السوط واجلده كما تُردْ ...ولروحي لا سبــــــــــــيل تأكدْ ...
ردّ القيصر : هيا ، هيا ....تنحنح للوراء ، غادر المكان انت مُخربْ ، بل انت خطر على الوطنْ ، انصرف وإلاّ ....ستستدرجني لعمل آخرْ ، بسرعة اذهب كي لا تعتقلْ ...اسمع الكلام وإلاّ بأشلائك ستنتثر ...
" الصغـــــــير لم يأبه للجلاد القيصر
ناداه قلب أمّه وهو معفر ...
فلبى النداء ولم يتأخر ..."
- الصغير بصوت متقطع : قد كنت حرا ، وعشت حرا ...
الصغير أقسم أن يموت فدية للوطن ، لم يرض أن يروي ضمأ التربة بعرقه ، بل سقى الارض بدمه ...
وعآآآآآآد الهدوء ، ليعمّ ارجاء المكان
وذاك الجبان بعد فعلته قد فرّْ
فجريمته لن تغتفرْ
لم يترك له أثرْ ...غاب وراء التلال واندثرْ
بسجلّ التاريـــــــــــــــخ خُطّ واعتُبرْ