تحتفل الأمة الإسلامية في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام بمولد خاتم المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم الذي بعثه الله رحمة للعالمين
و العبرة في الاحتفال بمولده عليه الصلاة و السلام ليس تقديسا و تعظيما له لأنه نهى عن ذلك في أحد أحاديثه الشريفة قائلا:''لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم '' أو كما قال عليه الصلاة و السلام بل العبرة في تدبير حاته الملأى بالمثل العليا الكفيلة بأنهاض بني الإنسان و تهذيب نفوسهم و تقويم أخلافهم و تثقيف عقولهم و اصلاح شؤونهم فقد كان صلوات الله و سلامه عليه خير البرية طفلا و انجبها كهلا و اطهر المطهرين شيمة فهو خير اسوة للفرد و الزوج مع زوجته و الأب مع ولده و المربي مع تلميذه و الواعظ مع مستمعيه و القائد مع جنده في خطته في ساحة القتال و القاضي في قضائه كيف لا و الله تعالى في محكم تنزيله'' لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر
كان أولئك يجدون في حياته عليه الصلاة و السلام مثلا يقتدون به و روحا يسمون بها عن أدرار الفساد و الضلال و معراجا يرقون به عن الاحقاد و الصغائر