في ذكرى المولد النبوي
هو الرّسول فكن في الشّعر حسّانا
وصغ من القلب في ذكراه ألحانا
ذكرى النّبي الّذي أحيا الهدى وكسا
بالعلم والنّور شعبا كان عريانا
أطلّ فجر هداه و الدّجى عمم
بات الأنام و ظلّوا فيه عميانا
هذا يصوّر تمثالا و يعبده
وذاك يعبد أحبارا و كهّانا
الكون بحر عميق لا منار به
لم يدر فيه بنو الانسان شطآنا
ويل الصّغير و قد صارالورى سمكا
يسطو الكبير عليه غير خشيانا
فدولة الرّوم حوت فاغر فمه
يطغى على تلكم الأسماك طغيانا
و دولة الفرس حوت مثله كشرت
أنيابه للورى بغيا وعدوانا
وحشيّة عمّت الدّنيا أظافرها
جهالة أصلت الأكوان نيرانا
اللّيل طال ألا فجر يبدّده ؟
ربّاه أرسل لنا فلكا و ربّانا
هناك لاح سنا المختارمؤتلقا
يهدي الى اللّه أعجاما و عربانا
يتلو كتاب هدى كان الاخاء له
بدءا و كان له التّوحيد عنوانا
لا كبر فالنّاس اخوان سواسية
لا ذلّ , الاّ لمن سوّاك انسانا
يقود دعوته في اليمّ باخرة
تقلّ من أمّها شيبا وشبّانا
السّلم رايتها و اللّه غايتها
لم تبغ , الاّ هدى منه ورضوانا
جرت بركبانها لا الرّيح , زلزلها
و لا يد الموج مهما ثار بركانا
و كم أراد العدا اضلالها عبثا
و حاولوا خرقها بالعنف أزمانا
واها ! أتخرق و الرّحمن صانعها؟
واللّه حارسها كل من خانا
أم هل تضلّ سفين بيت إبرتها
وحي من اللّه يهدي كلّ حيرانا ؟!
قصيدة ليوسف القرضاوي نظمها في ذكرى المولد النبوي الشريف