منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حياه العرب الاجتماعية والفكرية في خُراسان وبلاد ما وراء النهر
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-02-13, 20:41   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
dmd39
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية dmd39
 

 

 
إحصائية العضو










Hourse يتواصل

وفي عام 121هـ سار نصر بن سيّار (وهو والي خُراسان يومئذ) إلى بلاد ما وراء النهر وكان الحارث بن سريج يومئذ بأرض الترك ،فأقبل معهم وعلى الترك كورصول ،أمّا نصر فكان معه عشرون ألفاً من غير العرب وهم أهل "بخارى" و "سمرقند" و "كش" و "أشروسنة" والعرب على أخماسهم(89) وقد قتل "كورصول" وهزمت الترك(90) فكتب يوسف بن عمر والي العراق إلى نصر أن سر إلى هذا الغارز ذنبه في "الشاش" يعني الحارث بن سريج فإن أظفرك الله به وبأهل الشاش فخرب بلادهم واسب ذراريهم وإياك وورطة المسلمين فأنفذ نصر أمر يوسف وهزم الحارث ومن معه من الترك وعاد إلى سمرقند(91).
وفي عام 127هـ طمع نصر بن سيار في مناصحة الحارث بن سريج ومصالحته ،وذلك بسبب الفتنة بين نصر والكرماني ،وخشيته من قدوم الحارث عليه في أصحابه فأرسل إليه مقاتل بن حيان النبطي ،ثم أخذ له أماناً من الخليفة يزيد بن الوليد ورد عليه أمواله(92) فقدم الحارث وأقام بـ "مرو الرَّوذ" وكان الناس قد لقوه بـ"كشماهين" فلما لقيهم قال: ما قرَّت عيني منذ خرجت إلى يومي هذا ،وما قرة عيني إلا أن يطاع الله ،ولقيه نصر ،وأنزله وأجرى عليه كل يوم خمسين درهماً ،فكان يقتصر على لون واحد من الطعام ،وقد طلق أهله ،وفارق أولاده ،وعرض عليه نصر أن يوليه ويعطيه مائة ألف دينار فلم يقبل ،وأرسل إلى نصر أني لست من الدنيا واللذات في شيء ،إنما أسألك كتاب الله والعمل بالسنة ،وأن تستعمل أهل الخير ،فإن فعلت ساعدتك على عدوك(93).
وكتب الحارث أيضاً إلى الكرماني بمثل ما كتب به إلى نصر ،ودعا بني تميم إلى نفسه ،فأجابه منهم ومن غيرهم جمع كثير ،وقال لنصر: إنمَّا خرجت من هذه البلدة منذ ثلاث عشرة سنة إنكاراً للجور وأنت تريدني عليه(94).
وخرج الحارث سنة 128هـ من "مرو" وعسكر خارجها بحجة أن الخليفة الجديد مروان بن محمد لا يجيز الأمان الذي أعطاه له يزيد(95) وطلب من نصر أن يجعل الأمر شورى ،ويعزل العمال بما فيهم سَلْم بن أحوز التميمي صاحب الشرطة(96) واتفق الرأي على أن يحكم الطرفان بينهما أناساً من أهل العلم والدراية ،فاختار نصر مقاتل بن سليمان ومقاتل بن حيان ،واختار الحارث المغيرة بن شُعبة الجهضمي ومعاذ بن جَبَلة(97).
ولم يتوصل هؤلاء إلى حل يرضي الطرفين ،وأخفق كل من جهم بن صفوان ومقاتل بن حيان حينما حكَّما بعد ذلك بين نصر والحارث ،ورفض الحارث عرض نصر أن يوليه ما وراء النهر ويعطيه ثلاثمائة ألف(98). وكان الحارث يزعم أنه صاحب الرايات السود ،وقد أمر كاتبه الجهم بن صفوان أن يقرأ سيرته في الأسواق والمساجد ،فاجتمع عليه خلق كثير قاتل بهم نصراً(99) ثم انضم إلى الكرماني واليمن وربيعة ،وأخيراً فارقهم ،واعتزل حربهم مع نصر ،ولما خرج نصر من "مرو" دخل الحارث في صراع مع الكرماني وأتباعه ،وقاتل حتى قتل مع نفر من أصحابه غالبيتهم من تميم(100) وكان ذلك في عام 128هـ.
وبمقتل الحارث انتهت ثورته التي امتدت اثني والبيعة للرضا مع ثلاث عشرة عاماً ، دعا الحارث خلالها إلى تحكيم كتاب الله وسنة نبيه مناداته أحياناً بمنع الظلم والجور والتشنيع أحياناً أخرى على ولاة بني أمية ،وهذه دعوات عامة لا تحمل فكراً فلسفياً ،لكن الحارث أبى كل عروض المصالحة ،ورفض مقترحات الوسطاء والمحكمين ،كما أنه وضع يده بيد المشركين في حربه ضد الولاة. (101)
ولم يكن لآرائه – إن صح أن يقال أن له آراء – أي أثر بعد وفاته وذلك على النقيض من آراء كاتبه الجهم بن صفوان مولى بني راسب الأزديين اليمانيين الذي قُتل قبله على يد سلم بن أحوز التميمي بعد أن أشتد في معتقده حتى أنكر صفات الله تعالى ، وغالى في جبريته حتى غدا مذهبه من أخطر المذاهب وأشدها بعداً عن منهج الإسلام(102).
وقد رأينا أنه قد تبع الحارث جمع كثير من العرب والموالي ، كما أن المناهضين له كانوا من العنصرين مما لا يصلح معه أن يقال بأن ثورة الحارث ثورة للموالي ،أو هي انتصار لهم ضد العرب ،كما أن العرب الذين معه ينتمون إلى مختلف القبائل وكذلك كان العرب من أضداده.
وفيما عدا حركة الحارث وظهور دعاة آل العباس شهدت خُراسان حركتين للطالبيين الأولى ليحي بن زيد ين علي بن الحسين ،وهي امتداد لحركة أبيه الذي ثار بالكوفة وقتل بها سنة 122هـ(103) في خلافة هشام بن عبد الملك وولاية يوسف بن عمر على العراق ،وكان من أمر يحيى أن سار إلى خُراسان بعد مقتل أبيه ،ونزل "بَلْخ" إلى أن سرحه نصر بن سيار منها بعد أن أمنه ووصله وحذره الفتنة، ولما لم يكمل يحيى مسيره أرسل إليه نصر سَلْم بن أحوزْ المازني التميمي على رأس جيش فأدركه بـ "الجوزجان" وقاتله حتى قتل في عام 125هـ دون أن يكون له اتباع كثيرون من القبائل العربية في خُراسان بل لقد قيل أنه كان في سبعين رجلاً قدم أكثرهم معه من العراق(104).
أما الحركة الثانية فهي لعبد الله بن معاوية بن حبيب بن جعفر بن أبي طالب الذي خرج وكثر أتباعه في عام 129هـ ولحق بـ "هراة" بعد أن جاء بأمور مبتدعة في الدين مالأ فيها أهل الإلحاد فيما يُروى ،وقد انتهى به الأمر إلى القتل على يد مالك بن الهيثم الخزاعي والي "هراة" من قبل أبي مسلم الخُراساني(105) دون أن يحدث أثراً كبيراً بعد مجيئه إلى خُراسان ،ودون أن يكون للقبائل العربية موقف معين من حركته المذهبية(106) .
وبصفة عامة فإنه من الصعب القول بأن قبيلة ما أو مجموعة من القبائل قد اتخذت أو تبنت مذهباً فكرياً بشكل جماعي ،بل إن مجموعة من الأفراد قد ينضوون تحت فتنة مذهبية مع عدم وجود رابطة قبلية توحد بينهم مع ملاحظة أن المذاهب الفكرية لم تكن قد اتضحت صورتها في هذا الوقت وإن وجدت فهي لخدمة أغراض سياسية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش :
1) مع ملاحظة أنَّ أمهات بعض العرب إنما هن من الجواري.
2) أكثر النقباء كانوا من العرب ومنهم موسى بن كعب ولاهز بن قريط والقاسم بن مجاشع من بني تميم، وبالغت بعض الروايات في تضخيم دور أبي مسلم الخراساني في قيام دولة بني العباس كمّا تم بيانه في مباحث أخرى من هذه الدراسة.
3) يحمل لفظ المولى عدة معان والمقصود هنا ولاء الحلف وقد اكتسب مفهوم الولاء معنى اصطلاحياً عند مؤرخي الإسلام فقصدوا به كل من أسلم من غير العرب فالموالي إمِّا أن يكونوا من أهل البلدان المفتوحة انضموا حين إسلامهم إلى العرب فصاروا موالي بالحلف والموالاة، وإمّا أنْ يكونوا في أصلهم أسرى حرب استرقوا ثم اعتقوا. انظر المصري : الموالي: 23، إحسان النص: العصبية القبلية 238 .
4) انظر الطبري : تاريخ الأمم والملوك ج5، 227.
5) وتقدم في هذه الأعياد الهدايا النفيسة للولاة على اختلاف أنواعها وأشكالها انظر الغزي: الشعر الأموي في خُراسان، 52 . ومنذ أيام عصر بني أمية الأولى عايش العرب العجم وتبادلوا معهم الصداقات واشتركوا جميعاً في الفتح وصحب العرب أناس من العجم إلى العراق والشام وتسمَّى كثير من العجم بأسماء عربية. انظر الطبري: تاريخ الأمم والملوك، جـ8،194، ابن الأثير: الكامل، جـ3، 110، والبلاذري: فتوح البلدان،400 .
6) انظر ابن الأثير : الكامل، جـ4، 195 .
7) في عامي 45 و 51هـ انظر ابن الأثير : الكامل، جـ3، 252، 273 .
8) كان العرب ينفرون من التجمير وهو البقاء في الثغور مدة طويلة وخاصة في فصل الشتاء ومما قيل في ذلك إنَّ عبدالمؤمن بن شبت بن ربعي التميمي شجع على الانضمام إلى ثورة ابن الأشعث بقوله إنَّ الحجاج يدفعكم إلى التجمير، انظر الطبري: تاريخ الأمم والملوك، جـ8، 197 .
9) انظر البلاذري : فتوح البلدان، 40 .
01) ذكر الطبري إنَّ العرب في ولاية الربيع بن زياد الحارثي نقلوا أسرهم إلى خُراسان. انظر الطبري تاريخ الأمم والملوك، جـ6، 292 .
11) مثال ذلك الصلح الذي تم بين ابن عامر ومرزبان "مرو الشاهجان" انظر البلاذري: فتوح البلدان، 395 .
12) يلاحظ ذلك في تمركزهم في القرى المحيطة بـ (مرو) وهي قرى تميم وخزاعة .
13) انظر ياقوت : معجم البلدان، جـ1،87 .
14) انظر الطبري: تاريخ الأمم والملوك، جـ7، 57، ياقوت: معجم البلدان، جـ1، 227 .
15) انظر الطبري : تاريخ الأمم والملوك، جـ 6، 227 .
16) انظر صالح العلي : امتداد العرب، 45 .
17) انظر الطبري : تاريخ الأمم والملوك جـ8، 102 .
18) انظر الطبري : تاريخ الأمم والملوك، جـ8، 54
19) وكان ديوان العطاء يزيد في بعض الأحيان عن حاجة الناس، حدث ذلك في خُراسان في زمن عمر بن عبد العزيز مع قلة الغزوات في عهده . انظر ضياء الدين الريّس : الخراج، 232 .
20) انظر الطبري : تاريخ الأمم والملوك، جـ8، 116 .
21) انظر حسين علوان : الشعر العربي بخُراسان، 55 . وقد نعتت الدولة الأموية بالمظهر العربي وهذا ينطبق على خُراسان وقد أدى تمسك الفاتحون بعربيتهم في خُراسان إلى الحيلولة بينهم وبين مزاولة المهن الصناعية التي كان العربي يأنف منها، ووصف دولة بني أمية بأنها عربية المظهر كان من مآخذ الناقمين عليها من الشعوبية.
22) انظر البلاذري : فتوح البلدان، 397 .
23) وكان ذلك من ضمن شروط الصلح الذي تمَّ بين قتيبة وأهل هاتين المدينتين انظر ابن الأثير : الكامل، جـ4، 121 .
24) انظر الطبري : تاريخ الأمم والملوك جـ8، 89 .
25) تبنّى هذه الضجة بُكير بن وشَّاح التميمي لهدف سياسي وأشار بعض الباحثين إلى اشتغال العرب بالزراعة اعتماداً عليها . انظر الريس : الخراج 134، حسين علوان : الشعر العربي بخُراسان، 64 .
26) انظر الطبري : تاريخ الأمم والملوك، جـ 8، 58 وقال الأستاذ حسين علوان : إنَّ زعماء بني تميم وعلى رأسهم بُكير وبحُير بن ورقاء أرادا أن يستبدا بحكم خُراسان وهذا هو القصد من هذه الصيحة المدوَّية وما يلاحظ على ما ذكره علوان هو أن بُكيراً وبُحيراً التميميين لم يكونا في صف واحد فبكير ثائر على أميّة بن عبدالله وبحير معه. انظر حسين علوان: الشعر العربي بخُراسان، 69.
27) انظر أهم مواطن استقرار العرب في خُراسان في العدد السابع من هذه المجلة .
28) انظر الطبري : تاريخ الأمم والملوك، جـ8، 97 .
29) انظر ياقوت : معجم البلدان، جـ5، 107 .
30) انظر ياقوت : معجم البلدان، جـ 5، 107 .
31) انظر الطبري : تاريخ الأمم والملوك، جـ8، 95 .
32) انظر ابن الأثير : الكامل، جـ3، 35 .
33) انظر المبرد : الكامل جـ2، 260
34) انظر الطبري : تاريخ الأمم والملوك، جـ8، 89 .
35) وكان هذا مما أخذه قتيبة على أميَّة حين تحدث عن حسن سيرته هو في القبائل التي ثارت عليه. انظر الطبري: تاريخ الأمم والملوك، جـ7، 197، جـ8،94. وروي أن والي "هراة " ودهقانها قدما لأسد القسري في أحد الأعياد هدية تقدر بألف ألف، قطران من الذهب والفضة ومثلهما صحاف وأباريق والديباج الهروي المروزي والديباج القوهي وكرة من ذهب. انظر ابن الأثير: الكامل جـ4، 178.
36) انظر الطبري : تاريخ الأمم والملوك، جـ7، 199 .
37) انظر الطبري : تاريخ الأمم والملوك جـ7، 209 .
38) انظر ابن الأثير : الكامل، جـ4، 207 .
39) انظر الغزي : الشعر الأموي في خُراسان، ص40 .
40) انظر الطبري : تاريخ الأمم والملوك، جـ8، 212 وذكر الدكتور الغزي أنه يستفاد مما أورده الطبري أن نصراً أعد ضروباً أخرى من التحف النفيسة والهدايا الثمينة فاشترى المماليك ولم يدع بخُراسان جارية ولا عبداً ولا برذوناً فارهاً إلا اشتراه،كما أمر بصنع تماثيل الظباء ورؤوس السباع والاياييل يستفاد من ذلك أن صناعة التماثيل الحيوانية شائعة وأن أهل الفقه لم ينكروا ذلك .انظر الغزي: الشعر الأموي في خُراسان.
41) انظر الطبري : تاريخ الأمم والملوك، جـ8،212 .
42) برز عدد من الموالي في القضاء والفتيا فكان لزاماً أن يكونوا مبرزين في اللغة العربية وقد بينت في مباحث أخرى من بحث القبائل العربية في خُراسان وبلاد ما وراء النهر أسماء عدد من مشاهير الموالي الذين أجادوا العربية ونبغوا فيها .
43) كان حصار "كمرجة" في عام 110هـ وهي في بلاد ما وراء النهر . انظر ابن الأثير : الكامل جـ4، 203 .
44) هو الربيع بن عمران التميمي وكان المولى الذي معه هو أبو الصيداء صالح بن طريف مولى بني ضبّة من تميم . انظر الطبري: تاريخ الأمم والملوك، جـ8، 196 .
45) انظر الغزي : الشعر الأموي في خُراسان، 45 .
46) انظر الطبري : تاريخ الأمم والملوك، جـ 8، 234 .
47) انظر الطبري : تاريخ الأمم والملوك، جـ8، 161 .
48) قيل اسمه غالب أو عبد الملك أو عبد المؤمن بن عبد القدوس بن شبت بن ربعي الرياحي اليربوعي التميمي، من شعراء خُراسان المعدودين أيام نصر بن سيار وكان سريع البديهة حاضر الجواب مفرطاً في العكوف على الشراب، انظر المبرد : الكامل، جـ 2، 754، الأصبهاني : الأغاني : جـ21، 217 . وقد ترجم له الدكتور الغزي في شعراء خُراسان . انظر الغزي : الشعر الأموي في خُراسان، 182، وشبث بن ربعي من سادة العرب وهو شيخ مضر في الكوفة وهو معدل عن المحدثين وقد كثر التشنيع عليه قديماً في بعض المصنفات وكتب عنه بعض المتأخرين سيراً على من شنعوا عليه قديماً أمَّا أسباب ذلك فهو موقفه من ثورة المختار الثقفي التي يغلو البعض في تمجيدها، وأول المشنعين على شبث هو ابن الكلبي.
49) انظر الطبري : تاريخ الأمم والملوك، جـ7، 86 .
50) انظر الطبري : تاريخ الأمم والملوك، جـ8،88 .
51) انظر الطبري : تاريخ الأمم والملوك، جـ 8، 88، 95 .
52) هو الشّمردل بن شريك بن عبد الله، يربوعي، من شعراء تميم المعدودين أكثر شعره في الرثاء والصيد، قُتل أخوته في حروب خُراسان فأكثر من رثائهم . انظر الأصبهاني : الأغاني، جـ13، 356 .
53) أشار إلى ذلك نصر بن سيّار في أحدى خطبه انظر الطبري : تاريخ الأمم والملوك، جـ8، 231، الذهبي : تاريخ الإسلام، جـ5، 56 .
54) انظر الغزي : الشعر الأموي في خُراسان، 41 .
55) انظر ابن كثير : البداية والنهاية، جـ9، 101 .
56) انظر الطبري : تاريخ الأمم والملوك جـ8، 106 .
57) انظر ابن الأثير : الكامل، جـ4، 177، 199 .
58) انظر الطبري : تاريخ الأمم والملوك، جـ8 147، والخرَّمية أصحاب بابك الخرمّي الذي يقول بالتناسخ والحلول والإباحة، انظر ابن الأثير: الكامل، جـ4، 225، السمعاني: الأنساب، ج2، 353.
59) انظر الطبري : تاريخ الأمم والملوك، جـ8، 147 .
60) الإرجاء على معنيين أحدهما: بمعنى التأخير كم في قوله تعالى: (قالوا أرجه وأخاه) أي أمهله وأخره، والثاني اعطاء الرجاء: قال الشهرستاني أمَّا إطلاق اسم المرجئة على الجماعة بالمعنى الأول فصحيح، لأنهم كانوا يؤخرون العمل عن النية والعقد، وأما بالمعنى الثاني فظاهر، فإنهم كانوا يقولون: لا تضر مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة، وقيل الإرجاء تأخير حكم صاحب الكبيرة إلى يوم القيامة فلا يقضي عليه بحكم ما في الدنيا من كونه من أهل الجنة، أو من أهل النار، انظر الشهرستاني: الملل والنحل، 138 .
61) انظر ابن كثير: البداية والنهاية، جـ10، 26. ومع شهرة الحارث بن سريج التميمي فإنَّ صاحب أعلام تميم لم يترجم له.
62) انظر ابن الأثير: الكامل، جـ4، 203، 221، 294، 302 .
63) أشارت زاهية قدوّرة إلى أن ثورة ابن سريج ثمثل غضب الموالي على الحكم الأموي. انظر زاهية قدورة: الشعوبية، ص60 .
64) عدته زاهية قدورة من الموالي وهذا خطأ ولعلها خلطت بينة وبين ثابت بن قطبة الذي هو من الموالي حقيقة، وعلى كلٍ فقد اطنبت الباحثة في قضية الموالي ورغبتهم في الإنتقام لأنفسهم من خلال ثورة ابن سريج مع ما في استنتاجها من بعد عن الأدلة الصحيحة. انظر زاهية قدورة : الشعوبية، 67 .
65) انظر فاطمة جمعة: الاتجاهات الحزبية في الإسلام، 166، 167، وفان فلوتن: السيادة العربية والشيعة والإسرائيليات، 75.
66) قالت قدورة : إن الحارث بن سريج كان يرى رأي المرجئة وهي تقر المساواة بين المسلمين وتكفر أية حكومة تمُيز بين المسلم العربي وغير العربي وتدعو إلى محاربتها، انظر زاهية قدّورة : الشعوبية، 67.
67) انظر الطبري: تاريخ الأمم والملوك، جـ8، 142 .
68) وأشهرها قوله:
نرجى الأمور إذا كانت مشبهة **ونصدق القول فيمن جار أو عندا
انظر الأصبهاني: الأغاني، 14، 250، وأشار الدكتور الغزي إلى أن ثابت قطنة مال إلى هذا المذهب وخالف فيه نصر بن سيار. انظر الغزي: الشعر الأموي في خُراسان، 42 .
69) انظر المصري: أثر أهل الكتاب في الفتن، 533 .
70) الجبر هو نفي الفعل حقيقة عن العبد وإضافته إلى الرب تعالى، والقدرية قدرة العبد على اكتساب أعماله.
انظر الشهرستاني: الملل والنحل، 85 .
71) الجهم بن صفوان مولى بني راسب من الأزد اليمانية أصله من بَلْخ ويعرف بالسمرقندي لأنه عاش فترة من الزمن بـ "سمرقند" وظهرت بدعته بـ "ترمذ" وهو تلميذ الجعد بن درهم مولى بني همدان اليمانية أول من ابتدع القول بخلق القرآن وتعطيل الله عنه صفاته. انظر الشهرستاني: الملل والنحل، 86، قتله أبو حرب سلم بن أحوز المازني التميمي، ومع نسبته إلى بني راسب ولاءً فإن صاحب أعلام تميم ترجم له بما يوحي أنه عربي صليبة فقال: هو مجاشعي حنظلي من تميم، وعدَّ حسين حسن وهو باحث عراقي في موسوعة أعلام تميم قتل الجهم من الأعمال المؤسفة التي قام بها سَلم بن أحوز التميمي وكذا قتله ليحيى بن زيد ومدرك بن المهلب دون النظر في أنَّ ابن أحوز كان صاحب شرطة الدولة بخراسان المسؤول عن أمنها وسلامتها من الفتن ودون النظر في دوافع ثورات هؤلاء سياسياً وفكرياً. انظر حسين حسن: أعلام تميم، 177، 297 .
72) توافق الجهمية المعتزلة بنفي الصفات الأزلية وتزيد بأنه لا يجوز أن يوصف الله تعالى بصفة يوصف بها خلقه، لأن ذلك يقضي تشبيها، وكان جهم يخرج بأصحابه فيقفهم على المجذومين ويقول انظروا أرحم الراحمين يفعل مثل هذا ؟ انكاراً لرحمته كما أنكر حكمته ويقال إنَّ جماعة من الدهريين جادلوا جهماً فظل أربعين يوماً بدون صلاة . وجهم على طرفي نقيض مع مقاتل ابن سليمان فجَهم يبالغ في النفي والتعطيل ومقاتل يسرف في الإثبات والتجسيم، انظر الشهرستاني : الملل والنحل، 86، الذهبي : تاريخ الإسلام، 199 .
73) انظر الطبري: تاريخ الأمم والملوك، جـ8، 226 .
74) انظر ابن الأثير: الكامل، جـ4، 159 ..
75) انظر الطبري: تاريخ الأمم والملوك، جـ 8، 127 .
76) انظر الطبري: تاريخ الأمم والملوك، جـ4، 227 .
77) انظر الطبري: تاريخ الأمم والملوك، جـ 8، 228 .
78) انظر الطبري: تاريخ الأمم والملوك، جـ8، 228 .
79) انظر الطبري: تاريخ الأمم والملوك، جـ8، 228 .
80) علم عاصم بمقدم أسد حين نزل "الدانّقان" وسيّر على مقدمته محمد بن مالك الهمداني اليماني، انظر الطبري: تاريخ الأمم والملوك، جـ 8، 224 .
81) انظر ابن كثير: البداية والنهاية، جـ10،26 .
82) انظر ابن الأثير: الكامل جـ 4، 228 .
83) انظر الطبري : تاريخ الأمم والملوك جـ8، 226 .
84) انظر ابن الأثير : الكامل جـ 4، 228 .
85) أمر أسد بكعب بن موسى التميمي أحد النقباء فألجم بلجام حمار وأمر باللجام أن يجذب فجذب حتى تحطمت أسنانه، فقال لاهز بن قريط التميمي وهو من النقباء ما هذا حق تترك اليمانين والربعيين وتعذبنا فكاد أسد أن يفتك به. انظر الطبري : تاريخ الأمم والملوك، جـ 8، 228 .
86) انظر الطبري : تاريخ الأمم والملوك جـ8، 231 .
87) انظر ابن الأثير : الكامل جـ4، 227 .
88) انظر الطبري : تاريخ الامم والملوك جـ8، 269 .
89) سأل "كورصول" عن آسره فقيل عاصم بن عمير السعدي التميمي قال: لست أجد ألم القتل إذا كان من أسرني فارس من فرسان العرب. انظر ابن الأثير: الكامل جـ4، 224 .
90) انظر الطبري : تاريخ الأمم والملوك جـ 8، 287 .
91) انظر ابن كثير : البداية والنهاية جـ10، 26 .
92) انظر ابن الأثير : الكامل جـ4، 276 .
93) وكانت امرأة نصر المرزبانة بنت قديد بن منيع المنقري التميمي أحد سادة مضر بخُراسان تلاطف الحارث وتهدي إليه فيقسم هديتها بين أصحابه بالسوّية. انظر الطبري: تاريخ الأمم والملوك جـ9، 53 .
94) لما صارت الخلافة إلى مروان بن محمد استوحش الحارث من ذلك وامتنع عن البيعة وتكلم في مروان، انظر ابن كثير : البداية والنهاية جـ10، 26 .
95) انظر الطبري : تاريخ الأمم والملوك جـ9،66 .
96) انظر ابن الأثير : الكامل جـ، 292 .
97) كما أن زعماء تميم كلَّموا الحارث وقالوا : ألم يصير نصر سلطانه وولايته في أيدي قومك ألم يخرجك من أرض الترك ومن حكم خاقان غير أن الحارث لم يسمع كلامهم. انظر الطبري: تاريخ الأمم والملوك، جـ 9، 66.
98) انظر ابن كثير: البداية والنهاية، جـ10، 66 .
99) انظر ابن خياط، 383 .
100) قال نصر للحارث بن سريج : إن كنت تزعم أنكم تهدمون سور دمشق وتزيلون ملك بني أمية فخذ مني خمسمائة رأساً ومائتي بعيراً واحمل من الأموال ما شئت وآله الحرب وسر فلعمري لئن كنت صاحب ما ذكرت إني لفي يدك وإن كنت لست ذلك فقد أهلكت عشيرتك، فقال الحارث قد علمت أن هذا حق ولكن لا يبايعني عليه من صحبني فقال نصر فقد ظهر أنهم ليسوا على رأيك فأذكر الله في عشرين ألفاً من ربيعة واليمن يهلكون فيما بينكم. انظر ابن الأثير: الكامل، جـ4، 219 .
101) قالت زاهية قدورة أن حركة أبي مسلم الخُراساني امتداد لحركة الحارث بن سريج والحق أن حركة أبي مسلم ثمرة للدعوة العباسية التي ظهرت عام 100 هـ والتي أفادت من الثورات والاضطرابات أمثال حركة ابن سريج. انظر زاهية قدورة : الشعوبية، 67.
102) انظر ابن الأثير: الكامل، جـ4، 240.
103) انظر الطبري: تاريخ الأمم والملوك، جـ8، 300.
104) انظر الطبري: تاريخ الأمم والملوك، جـ8، 300.
105) انظر ابن الأثير : الكامل جـ4، 306 .
106) وفي أواخر أيام بني أمية بخُراسان اجتمع عدد من القبائل غالبيتهم من ربيعة واليمن على شيبان ابن سلَمّة السدوسي البكري الوائلي الربعي وهو خارجي حروري يقال أنه أول من أظهر تشبية الله بخلقة تعالى الله عن ذلك. وقد عظم شأنه بـ "مرو" ورفض دعوة أبي مسلم له للبيعة غير أنه اضطر إلى الخروج إلى "سرخس" مع نفر من بني بكر بن وائل فادركه جيش لأبي مسلم فحاربه حتى قتل في عام 130 هـ. انظر ابن خياط : تاريخ ابن خياط 390 . ابن كثير : الكامل، جـ4، 311، الشهرستاني: الملل والنحل، 245.










رد مع اقتباس