منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الـــدروس الخــصــوصـــيــة .......ورأيـــك يهــمنـا
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-02-11, 20:08   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
أبو عبد النور.
مشرف سابق
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل.. عبد الرحيم


بداية أود أن أشد على يديك على ما تبذله من جهد في سببيل خدمة المربي في شتى الميادين التربوية منها أو التشريعية و التعليمية فاللهم اجعل ما يقوم به أخي عبد الرحيم في موازين حسناته يوم لا ينفع مال و لا بنون.
ثم أما بعد، فموضوعك هذا الذي وضعت بين أيدينا يسترعي حقا إهتمام الجميع و يستنفر تفاعل كل عناصر العملية التربوية من معلم، ولي تلميذ و التلميذ نفسه و لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاوز رأي أحدهم أو تغليبه، إنما هي أفكار و آراء تتبلور و تتفاعل لأجل الصالح العام.
و من هذا المنطلق أحب أن أدلو بدلوي و أن أأضع بين ايديكم مجموعة من الأفكار دونما غربلة أو تنقيح... أضعها بين أيديكم كما طرأت في بالي دونما مراجعة أو تمحيص، عساي أجيب عن تساؤلاتك و استفساراتك.
بداية أحب أن أشير أنني لم أقدم دروسا خصوصية -بالمعنى المتداول- لأسباب عديدة لعلّ أهمها عزوف التلاميذ عن الإستزادة في التحكم في اللغة الإنجليزية -المادة التي أدرس- لسبب بسيط و هو أن المعامل الذي وضعته الهيئة الوصية لهذه المادة ضعيف مقارنة بمواد أخرى كالرياضيات و الفرنسية مثلا رغم تصنيفها كمادة أساسية . ناهيك عن الرغبة الملحة لبعض فئات المجتمع في تدعيم مستويات أبنائهم خاصة في المواد العلمية دون غيرها.
و حتى لا يأخذني الحديث فأضيع بين الأفكارسأجيب عن الأسئلة تباعا و سأتحرى الدقة و الموضوعية و الإختصار ما استطعت إلى ذلك سبيلا.

-1/ أهداف الدروس الخصوصية ،والأبعاد التي ترمي إليها في مجتمعنا

ربما أحد أهم الأهداف التي يسعى إليها كل من يرغب في الدروس الخصوصية إن لم يكن أهمها على الإطلاق هو رغبة الولي الملحة في تمكين ابنه من التفوق الدراسي، و ذلك لن يكون حسبه إلا بالاعتماد على مضاعفة الحصص الدراسية حتى لو استلزم ذلك دفع المقابل ( علما أنها تتجاوز أحيانا 600 دج للحصة الواحدة ).

-2/نوعية وكمية النتائج التي ساهمت في تحقيقها.

نتائج اللغة الإنجليزية رغم كارثيتها في معظم المؤسسات إلا أن العائلات لا ترعى لذلك حسا و لا اهتماما و لهذا لم "أتشرف" بعد بتقديم هذه الدروس. أغبط أساتذة المواد العلمية خاصة ههههه. فالنتائج التي يتحصل عليها التلميذ هي نتاج مجهوده داخل القسم فقط.

-3/الدوافع والبواعث والأسباب التي أستدعت الدروس الخصوصية.

أحيانا يتطلع الآباء إلى نتائج كبيرة يحصلون عليها أبناؤهم و قد تتبخر أحلامهم عند أول امتحان و لهذا تجدهم يتهافتون على اساتذة الدروس الخصوصية كما تتهافت الأكلة على القصعة. و قد يلجأ احيانا حتى التلاميذ الممتازون إلى هذا الحل لتدعيم مكتسباتهم و مضاعفة تحصيلهم . ضف إلى ذلك رغبة بعض العائلات في مواكبة عائلات أخرى في أخذ الدروس الخصوصية كظاهرة اجتماعية و ك"موضة" لا يمكن الإستغناء عنها أو تجاوزها حتى لو كانت على حساب رغبة التلميذ أو إمكانياته أو طموحاته ..المهم أن الإبن يأخذ دروسا خصوصية و كفى.

-4/أهم الأطوار والفئات المعنية بالدروس الخصوصية .

كل الأطوار أصبحت معنية بأخذ دروس إضافية لتدعيم مستوياتها، و لهول المفاجأة فتلميذ السنة الثالثة ابتدائي بدأ في أخذ دروس تدعيمية في الفرنسية كأني به يريد أن يتمكن منها و أن يكتسب البلاغة و الفصاحة منذ أول سنة... و لله في خلقه شؤون.

-5/السلبيات الناتجة عنها .

لا أذيعك سرا أنني لم ألحظ سلبيات كبيرة على هذا المنحى التربوي و لم يبد لي مشاكل يمكنها أن تترتب عن أخذ الدروس الخصوصية . بل عكس كل التوقعات أرى أنها غاية في الأهمية لما تكتسيه من الجدية و الفعالية و المصداقية فالمعلم و المتعلم على حد سواء كل يرعى مصلحته. ربما يمكننا الحديث عن سلبيات الدروس الخصوصية من حيث ظروف إجرائها و آلياتها... هنا فقط يمكن الحكم على مدى نجاح العملية من فشلها.

-6/الظروف التي تجرى وتقدم وفقها الدروس الخصوصية .

تختلف الظروف التي تجرى فيها الدروس الخصوصية وفق الإمكانيات المتاحة و عدد التلاميذ المعني بها و إمكانيات المعلم المعرفية و التربوية و مدى التزامه بالبرنامج العام و مدى اهتمام التلميذ و رغبته في التعلم. كل هذه العوامل مجتمعة قد تحدد بما لا يدع مجالا للشك فرص النجاح و الفشل للمتعلم و المعلم على حد سواء. و لنضرب بعض الأمثلة العملية في تقديم هذه الحصص الإضافية فهناك من يستعمل بيته بعد تهيئتها، و هناك من يستغل مرآبه، و آخر ينزوي بتلاميذه في قسم من أقسام المؤسسة التي يعمل بها أو التي توفر مثل هذه الفرص، و آخر يستعين بمؤسسات غير تربوية لتوفير المكان اللائق لتقديم الدرس على أن يكون هناك اتفاق مسبق لاقتسام المقابل المادي الذي يستلمه المعلم من المتعلم. و هكذا كل يستعين بما يتأتى له من إمكانيات. بينما ظروف تقديم الدرس أظنها جيدة و لائقة عموما فكثير من المعلمين من يوفر لتلاميذه سبورة و كراسي و طاولات كحد أدنى لتحقيق المبتغى. و هناك من يتكفل بعدد قليل من التلاميذ لتجنيبهم فوضى الاكتظاظ و نوفير المناخ الجيد لهم للتركيز أكثر أثناء تقديم الحصة. و هناك من يعتمد استراتيجيات فعالة قصد السماح لتلاميذه بالتفوق و النجاح و ذلك بالإكثار من حل التمارين و مناقشتها.

-7/الشروط التي تستدعي اللجوء للدروس الخصوصية

يمكنني أن أجزم أن كل الفئات أصبحت تلهث و تجري وراء الدروس الخصوصية مما يوحي بعدم فعالية الدروس النظامية و هذه لعمري أكذوبة صنعها بعض المغرضين و الشامتين ما أنزل الله بها من سلطان.. فذاك المعلم الذي تكال له الأباطيل و يشار له بأصابع الإتهام هو نفسه الذي يرجى موافقته لتدريس أبنائهم.لهذا أؤمن تماما أن النجاح رديف للإرادة و الرغبة الملحة في التفوق و هذه المعادلة كما تتحقق مع معلم الدروس الخصوصية تتحقق أيضا مع معلم الدروس النظامية.. لذا يستوجب إعادة النظر في من يتوجب عليه أخذ هذه الدروس و الشروط التي تستدعي اللجوء إليها.
أرى أن أول هذه الشروط هو تدارك النقص في التحصيل العلمي و المعرفي داخل القسم في كل المواد و أقصد بهذا الشرط أن يكون التلميذ ملما بعناصر الدرس الذي أخذه داخل القسم و لمحاولة تطبيق هذه العناصر و المفاهيم يمكنه اللجوء إلى الدروس الخصوصية في حل أكبر عدد ممكن من التمارين و التطبيقات. هناك اعتقاد سائد عند بعض الأولياء أن أبناءهم سينجحون حتما في نهاية السنة بمجرد أن يأخذوا هذه الدروس، و لكنها مغالطة خطيرة لطالما أودت بالكثير من التلاميذ: فهم يتكلون على المعلم - معلم الدروس الخصوصية -و يهملون دورهم الرقابي كأولياء في المنزل...و لهذا تجدهم يسارعون إلى تسجيل أبنائهم حتى ذوو المستويات المحدودة جدا إن لم نقل المنعدمة لأخذ الدروس قصد التخلص من عبء مراقبة أبنائهم، و كأن بيد المعلم عصا موسى إذا هشّ بها ينجح كل التلاميذ.

-8/مدى أهلية وتحكم الأساتذة الممارسين للدروس الخصوصية .

لا يمكن أن أسمح للشك أن يساورني في مدى أهلية الأستاذ الممارس للدروس الخصوصية، كما أنه لا يمكن أن أجزم بذلك. و لكل دعني أتناول الموضوع من زاوية خلقية بحتة فمن لم يردعه وازعه الخلقي و المهني في التعامل الجدي و الجاد مع التلميذ لن يمكنه من تدعيم مستوياتهم و تحسينها
و كذلك أرى الأستاذ داخل القسم النظامي. أ لم يأتي في الأثر : "فاقد الشيء لا يعطيه"

-9/الفترة الزمنية المستغرقة لكل حصة .

حسب الأخبار التي تردني فإن الحصة تستغرق عموما حوالي الساعتين على أقصى تقدير. و هذه الفترة أظنها كافية لاسترجاع ما فات و التطلع لما هو آت.

-10/الثمن المدفوع لقاء الدروس الخصوصية.

ثمن الحصة الواحدة يتراوح بين معلم و آخر حسب جديته و تمكنه من تحسين مستوى تلاميذه و الحصول على أحسن النتائج. و هناك ممن أسقطوا من حسابات اولياء الأمور من يقدمون حصصهم مقابل ثمن شهري زهيد يقدر أحيانا ب400دج. تدفع أثمان الحصص عادة قبل تقديمها أو في بداية الشهر بالنسبة للبعض الآخر.

-11/كم هي مبالغ الحصص ،في الأسبوع والشهر ككل ؟

عندنا في المنطقة التي أقطن تتراوح الأثمان بين 400دج شهريا -مقابل دروس تقدم لكل المستويات عدا أقسام الإمتحان- و800دج للحصة الواحدة خاصة بالنسبة لتلاميذ الأقسام النهائية -البكالوريا-.

أخي عبد الرحيم، أستميحك عذرا.
فقد طال بي الأمد في الإجابة على هذا الإستبيان و أظنني سأنصرف لحالي. ربما ساعود ثانية لاستكمال ما بدأت.

وفقك الله لما فيه خير البلاد و العباد
.










رد مع اقتباس