السلام عليكم
تحكي حليمة السعدية عن معجزات كثيرة حدثت لها عندما أخدت محمدا لترضعه في ديارها، فتقول<<: خرجت مع المرضعات الى مكة، و كل منا تأمل في أن تأخد طفلا من اسرة غنية، حتى يكون أجر رضاعتها كبيرا.
كنت أركب حماري، الضعيف الهزيل، و أحمل ابني الرضيع، و بجواري يسير زوجي، و معنا ناقة عجوز ليس بضرعها لبن.
أخذت أستحث حماري،لأسير مع المرضعات و لا أتأخر عنهن، لكنه كان ضعيفا، لا يقدر على ملاحقة بقية المرضعات، فتأخرت عنهن.
و حين وصلنا مكة، عرض علينا محمد بن عبد الله، فكلنا رفضنا ان نأخذه، لأنه يتيم، و أجر رضاعته سيكون قليلا.
و اخذت المرضعات جميعا اطفالا، الا انا. لم يبقى لي طفل من أسرة غنية. لم يبق الا محمد، الطفل اليتيم، ابن امنة بنت وهب.
فقلت لزوجي: اني لا احب أن أعود الى ديارنا دون أن آخذ طفلا. هيا نذهب الى الطفل اليتيم و ناخذه. قال زوجي: لا بأس، هيا نأخذه، عسى الله ان يجعل لنا فيه بركة.
كان اللبن في ثديي قليلا جدا، الى درجة انه لا يكفي ابني وحده، لذلك كان ضعيفا و كثير البكاء، قليل النوم من الجوع، و لكن ... ما ان أخذت محمدا و وضعته على رجلي لارضعه، حتى شعرت باللبن و كأنه يملأ كل جسمي.
رضع محمد حتى شبع، و رضع ابني حتى شبع و نام، و بينما أنا في دهشتي و تعجبي من كثرة اللبن في ثديي فاذا بزوجي ينادي: يا حليمة... لقد حدث شيء عجيب، ان ناقتنا العجوز قد امتلأ ضرعها بالبن... وافرحتاه يا حليمة.
أسرعت الى زوجي و حلبنا الناقة، و شربنا من لبنها حتى شبعنا، فقال زوجي: لقد اخذنا طفلا مباركا يا حليمة.
و حين عزمنا على الرحيل الى ديارنا و معنا محمد ليبقى عندنا فترة رضاعته، ركبت حماري الهزيل الضعيف، و سرنا و هنا حدثت مفاجأة عجيبة، و معجزة اخرى اثارت دهشتي و دهشة كل المرضعات.
لقد كان حماري الضعيف يسير بقوة و سرعة عجيبة الى درجة أنني سبقت كل المرضعات. و كنت أسمعهن من خلفي يقلن: يا حليمة، ماذا حدث لحمارك الضعيفة؟ من أين جاءته هذه القوة؟ و هو الذي كان لا يقدر على السير.
و لما عدنا الى ديارنا في بادية بني سعد أصبحت حياتنا مختلفة تماما، و لم تعد كما كانت قبل أن نذهب الى مكة.
لقد امتلأ بيتنا سعادة و بهجة، بوجود الطفل محمد عندنا، و حلت البركة في كل شيء نملكه.>>