روى الإمام أحمد وحسّنَ إسنادَه ابنُ حجر عن سعد رضي الله عنه أن رسول الله قال " مِن سعادةِ ابن آدم استخارتُه الله " ويقولُ بعض السلف" ما خاب من استخار ، وما ندم من استشار " ويقول أحدهم " من أُعطِي أربعًا لم يُمنع أربعًا : من أُعطِي الشكرَ لم يُمنع المزيد ، ومن أعطي التوبةَ لم يُمنع القَبول ، ومن أعطي الاستخارةَ لم يمنع الخِيرة ، ومن أعطي المشورةَ لم يُمنع الصواب " ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " ما ندم من استخارَ الخالق ، وشاورَ المخلوقين وتثبّت في أمره " عباد الله : الاستخارةُ دليلٌ على تعلّق قلبِ المؤمنِ بالله في سائر أحواله وهي ترفع الروحَ المعنويةَ للمستخير ، فتجعلَه واثقًا من نصر الله له ، وفيها تعظيمٌ لله وثناءٌ عليه ، وهي مخرجٌ من الحيرة والشك ، ومدعاةٌ للطمأنينة ، وراحةٌ للبال وامتثالٌ للسنة النبوية وتطبيقٌ لها ، وإن مما يُقال هنا : إن الأفضل أن يجمع الإنسان بين الاستخارةِ والاستشارة ، فإن ذلك من كمال الامتثال بالسنة كما قال الله عن نبيه صلى الله عليه وسلم وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ يقول أحد السلف : مِن حق العاقلِ أن يُضيف إلى رأيه آراءَ العلماء ، ويجمعَ إلى عقله عقولَ الحكماء ، فالرأيُ الفذُّ ربّما زلّ ، والعقلُ الفردُ ربما ضلّ