حين يجهل المرء نقاط ضعفها يكون السلطان حتى حين، ومن علم بها نكدت عليه سلطانه وهددت مملكته و أجارت عليه بالدوارس و المكائد و أصبحت له الافعى لما تنفثه في جسده و روحه، خناجر تطعن موطن صدره و مصائب لا حل له سوى صبر على ذلكم، فكثير من الدواء ما يتحول الى سموم الا الصبر و كثير من البشر من يصيرون ذئابا الا الصابر المحتسب.
إن في وقتنا هذا من يذهب بفكره بعيدا بعيدا لتطأ أقدامه كواكب مجرات اخرى غير مجرتنا، فان نام وداعا لتلك الكواكب في تلك المجرات الاخرى، و أي شيئ نقوله حين يستيقظ؟ هي الدنيا بما فيها و من فيها.
تعبنا و أنهكنا ما نحن فيه، نسير كل هوادة، نضيع و قتا لا ثمن له في اشياء تافهة، لدرجة ان قائلها من الحكماء المبتدئين حماقات.
يفتح عينيه على امر بالواقع، هو الذي يحيا فيه، يأكل من حاضره و قد يبني جسده بغائبه و ينتظر قادمه عل فيه من الجديد ما يجدد حياته أي طبيعته و سلوكه.