منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - &&......وبكيت عند قراتـــــــــها...&&
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-02-07, 21:22   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مطيعة الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية مطيعة الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي &&......وبكيت عند قراتـــــــــها...&&

الحمد لله فارج الهم ،
وكاشف الغم ،
والصلاة والسلام على
نبينا محمد ، وبعد : -
يابني :
هذه رسالة مكلومة من أمك المسكينة . .

كتبتها على استحياء بعد تردد وطول انتظار .

أمسكت بالقلم مرات فحجزته الدمعة !
وأوقفت الدمعة مرات ، فجرى أنين القلب .

يابني .. بعد هذا العمر

الطويل أراك رجلاً سوياً
متزن العاطفة . . ومن حقي

عليك أن تقرأ هذه الورقة
وإن شئت بعد فمزقها كما

مزقت أطراف قلبي من قبل !



يابني :
منذ خمسة وعشرين عاماً كان يوماً مشرقاً

في حياتي عندما أخبرتني الطبيبة

أني حامل ! والأمهات يابني يعرفن
معنى هذه الكلمة جيداً ! فهي

مزيج من الفرح والسرور ،
وبداية معاناة
مع التغيرات النفسية والجسمية . .

وبعد هذه البشرى
حملتك تسعة أشهر
في بطني فرحة ، أقوم بصعوبة ،

وأنام بصعوبة ،
وآكل بصعوبة ،
وأتنفس بصعوبة . لكن

ذلك كله لم ينتقص
من محبتي لك وفرحي بك !
بل نمت محبتك مع الأيام ، وترعرع الشوق إليك !

حملتك يابني وهناً على وهن ، وألماً على ألم ..
أفرح بحركتك ، وأسر بزيادة وزنك ،

وهي حمل علي ثقيل !


إنها معاناة طويلة أتى بعدها

فجر تلك الليلة التي
لم أنم فيها ولم يغمض لي فيها جفن ،

ونالني من الألم والشدة والرهبة
والخوف ما لا يصفه قلم ،

ولا يتحدث عنه لسان ..
اشتد بي الألم حتى
عجزت عن البكاء
حتى خرجت إلى الدنيا فامتزجت

دموع صراخك
بدموع فرحي ، وأزلت كل

آلامي وجراحي ،
بل حنوت عليك مع شدة
ألمي وقبلتك قبل أن تنال

منك قطرة ماء !


يابني :
مرت سنوات من عمرك وأنا أحملك

في قلبي
وأغسلك بيدي ، جعلت حجري

لك فراشاً ، ..
سهرت ليلي لتنام ..

وتعبت نهاري لتسعد ..
أمنيتي كل يوم : أن أرى
ابتسامتك . وسروري

في كل لحظة : أن
تطلب شيئاً أصنعه لك ..
هي منتهى سعادتي ! ومرت الليالي
والأيام وأنا على تلك الحال

خادمة لم تقصر ،
ومرضعة لم تتوقف وعاملة
لم تسكن ، وداعية لك بالخير

والتوفيق لاتفر ،


أرقبك يوماً بعد يوم حتى اشتد عودك ،

واستقام
شبابك ، وبدت عليك معالم الرجولة ،

فإذا بي أجري يمينا وشمالاً
لأبحث لك عن المرأة التي طلبت !


وأتى موعد زواجك ، واقترب

زمن زفافك ، فتقطع قلبي ،
وجرحت مدامعي ، فرحة

بحياتك الجديدة ،
وحزناً على فراقك !

ومرت الساعات ثقيلة ، واللحظات بطيئة ، فإذا بك
لست ابني الذي أعرفك . اختفت ابتسامتك ،

وغاب صوتك ،
وعبس محياك ،، لقد أنكرتني وتناسيت حقي !

تمر الأيام أراقب طلعتك ،
وأنتظر بلهف سماع صوتك . لكن الهجر

طال والأيام تباعدت !


أطلت النظر إلى الباب فلم تأت !

وأرهفت السمع لرنين الهاتف
! هاهي الليالي قد أظلمت ،
والأيام تطاولت ، فلا أراك

ولا أسمع صوتك ،
وتجاهلت من قامت بك خير قيام !


يابني :
لا أطلب إلا أقل القليل ..

اجعلني في منزلة أطرف أصدقائك عندك ،

وأبعدهم حظوة لديك !

اجعلني يا بني إحدى محطات حياتك

الشهرية لأراك فيها ولو لدقائق ..


يابني :
احدودب ظهري ،
وارتعشت أطرافي ، وأنهكتني الأمراض ،

وزارتني الأسقام ..
لا أقوم إلا بصعوبة ، ولا أجلس

إلا بمشقة
ولا يزال قلبي ينبض بمحبتك !
لو أكرمك شخص يوماً لأثنيت

على حسن صنيعه ،
وجميل إحسانه .. وأمك أحسنت إليك إحساناً

لا تراه ومعروفاًً
لا تجازيه .. لقد خدمتك وقامت بأمرك

سنوات وسنوات !

فأين الجزاء والوفاء ؟ !


يابني ..
كلما علمت أنك سعيد في حياتك

زاد فرحي وسروري ..
وأتعجب ..

أي ذنب جنيته حتى أصبحت عدوة لك لا

تطيق رؤيتي ، وتتثاقل زيارتي ؟ !
هل أخطأت يوماً في معاملتك ، أو قصرت

لحظة في خدمتك ؟ !

اجعلني من سائر خدمك الذين

تعطيهم أجورهم ..
وامنحني جزءاً من رحمتك ..
ومن علي ببعض أجري .. وأحسن فإن

الله يحب المحسنين !

يا بني أتمنى رؤيتك ! لا أريد سوى ذلك !

دعني أرى عبوس
وجهك وتقاطيع غضبك .


يا بني :

تفطر قلبي ، وسالت مدامعي ,

وأنت حي ترزق !
ولا يزال الناس يتحدثون عن

حسن خلقك وجود كرمك !


يا بني :
أما آن لقلبك أن يرق لامرأة ضعيفة

أضناها الشوق
، وألجمها الحزن ! جعلت الكمد شعارها ،

والغم دثارها ! وأجريت لها دمعاً ،
وأحزنت قلباً ، وقطعت رحماً
..


يا بني :
هاهو باب الجنة دونك فاسلكه ،

وأطرق بابه بابتسامة عذبة ،
وصفح جميل ، ولقاء حسن ..

لعلي ألقاك هناك برحمة ربي كما
في الحديث : (( الوالد أوسط أبواب

الجنة ، فإن شئت فأضع
ذلك الباب أو احفظه )) رواه أحمد .


يا بني :
أعرفك منذ شب عودك ، واستقام شبابك ،
تبحث عن الأجر والمثوبة ،

لكنك اليوم نسيت حديث
النبي صلى الله عليه وسلم ..
(( إن أحب الأعمال إلى الله الصلاة في وقتها ،

ثم بر الوالدين ، ثم
الجهاد في سبيل الله )) متفق عليه .
هاك هذا الأجر دون قطع

الرقاب وضرب الأعناق ،
فأين أنت عن أحب الأعمال ؟ !


يا بني :
إنني أعيذك أن تكون ممن عناهم

النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :
(( رغم أنفه ، ثم رغم أنفه ، ثم رغم أنفه

! قيل : من يا رسول الله ؟
قال : (( من أدرك والديه عند الكبر ،

أحدهما أو كليهما
ثم لم يدخل الجنة )) رواه مسلم .


يا بني :
لن أرفع الشكوى ، ولن أبث الحزن ،

لأنها إن ارتفعت
فوق الغمام ، واعتلت إلى باب

السماء أصابك
شؤم العقوق ، ونزلت بك العقوبة ،
وحلت بدارك المصيبة ..

لا ، لن أفعل ..
لا تزال يا بني فلذة كبدي ،
وريحانة فؤادي وبهجة دنياي

! أفق يا بني ..
بدأ الشيب يعلو مفرقك ،
وتمر سنوات ثم تصبح أباً شيخاً ،

والجزاء من جنس العمل ..
وستكتب رسائل لابنك بالدموع

مثلما كتبتها إليك ..
وعند الله تجتمع الخصوم !



يا بني :
اتق الله في أمك ..
(( والزمها فإن الجنة عند رجليها ))

كفكف دمعها
، وواس حزنها ،
وإن شئت بعد ذلك فمزق رسالتها !

واعلم : أن من عمل صالحاً

فلنفسه ومن أساء فعليها ..














 


رد مع اقتباس