مشكور أخي على الموضوع.
صدقت إنها صحوة و ثورة ضد الظلم و الاستبداد و الفساد,, ضد الحكام الطغاة الذين جعلوا أموال الناس دولة بينهم ففقروا الناس و جهلوهم و أفسدوا عليهم دينهم و دنياهم, فمن حق الناس أن تثور على الخبز و الزيت و السكر و الشغل و السكن و العدالة الاجتماعية
و كما قال ابن تيمية رحمه الله "يروى إن الله ينصر الدولة العادلة و لو كانت كافرة على الدولة الظالمة و لو كانت مسلمة"
فلو كانت هذه الدول فقيرة و عادلة لصبر الناس على الفقر. و لكن أموالهم تنهب بكرة و عشية فمن قتل دون ماله فهو شهيد و لا يضيع حق وراءه طالب. فمن استقلّ ( من القلة) مطالب الناس فالحكمة بل القاعدة الفقهية تقول "ما لا يدرك كله لا يترك جله" فمن حق الناس المطالبة بحقوقهم.
و لما يتولى أمر المسلمين من يرضون دينه و خلقه و يقيم فيهم العدل سيعدلون هم أيضا في أعمالهم و يتقنون و يجدّون. فالايمان درجات و إن كان من الواجب اتقان العمل لوجه الله و لكن من الصعب أن يعمل الناس بجد و بنزاهة و هم يعلمون أن حكامهم سراق فاسدين
و لنا مثل في القصة المعروفة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه" أنه حمل إليه مال عظيم من الخمس ، فقال : إن قوما أدوا الأمانة في هذا لأمناء ، فقال له بعض الحاضرين : إنك أديت الأمانة إلى الله تعالى ، فأدوا إليك الأمانة ، ولو رتعت رتعوا"
و بالتأكيد لا ننتظر أن يتولى علينا مثل عمر ابن الخطاب و لهذا يطالب من خرج بتأسيس دولة القانون و المؤسسات و العدالة حتى لا نركن إلا الرجال و إنما للقانون و النظام و دولة المؤسسات.