شكرا إخوتي علاء الدين و ترب الندى . نعم يقال أن مكة المكرمة مركز الأرض كما يقال الكثير عن مركز الأرض لكن علميا أن الأرض كرة مفلطحة فإذا مشينا مع الدائرة الإستوائية فإن أي نقطة فيها تعتبر المنتصف ( الدائرة هي مجموعة من النقاط ) أما إذا مشينا مع خطوط الطول و التي عددها 360 خط فإن أي واحد منها يعتبر الوسط . الأوربيون يقولون أن خط غرينيتش هو المنتصف (°0) و نحن نقول الخط الذي يمر على مكة المكرمة هو المنتصف (0°). لو مازالت الحضارة الاسلامية قائمة كما كانت عليه في العصر العباسي مثلا لقال العالم ما نقول لكن للأسف لقد أفل نجم حضارتنا و أفلنا نحن معه . إن العرب هم أول من وضع علم الجغرافيا و علم الفلك و غيرها من العلوم ، لكن اليوم أصبحنا تابعين بعدما كنا متبوعين .و أنا أقول أن مكة مركز الأرض .
ربما يتبادر لذهنك أخي الكريم وأنت أختي الكريمة ماهية السر الذي جعل مكة المكرمة المكان الذي يختاره الله تعالى ليكون مكان بيته الحرام ومبعث خاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم؟، وهذا الأمر لا نعرف على وجه التحديد جوابه فهو من أمر الله وغيب الله، إلا أننا قد نجد في بعض بحوثنا التي تجود بها قرائحنا وعقولنا القاصرة بعض الأجوبة التي قد تشبع فضولنا وشغفنا وعطشنا لعلم الله الذي لا نهاية له.
استطاع فريق علمي يرأسه د. حسين كمال الدين أستاذ المساحة في إثبات أن مكة المكرمة هي مركز اليابسة في الكرة الأرضية وقد كان هدفه في البداية الوصول إلى وسيلة تساعد أي مسلم من تحديد مكان القبلة من أي مكان هو فيه على الأرض إلا انه توصل أثناء بحثه إلى ما يشبه النظرية الجغرافية بأن مكة المكرمة هي مركز لدائرة تمر بأطراف جميع القارات فقد أتجه إلى رسم خريطة الكرة الأرضية تحدد عليها اتجاهات القبلة فبعد أن قام برسم القارات، حسب أبعاد كل الأماكن على القارات الستة وموقعها من مدينة مكة المكرمة ثم أوصل بين الخطوط المتساوية مع بعضها ليعرف كيف يكون إسقاط خطوط الطول وخطوط العرض عليها فتبين له أن مكة المكرمة هي بؤرة هذه الخطوط ثم رسم خطوط القارات وسائر التفاصيل على هذه الشبكة واستعان في بحثه بالعقل الإلكتروني لتحديد المسافات والانحرافات المطلوبة، ولاحظ انه يستطيع أن يرسم دائرة يكون مركزها مكة المكرمة وحدودها خارج القارات الأرضية ومحيطها يدور مع حدود القارات الخارجية وتوصل في نظريته إلى مغزى الحكمة الإلهية من اختيار مكة المكرمة مكاناً لبيت الله الحرام . وقد أكدت هذه النظرية التي وضعت في السبعينات صور الأقمار الصناعية وتحليلاتها لطبوغرافية وطبقية وجغرافية الأرض التي أجريت في هذا العقد التسعيني للقرن العشرين الميلادي.
حول هذا الموضوع يقول تعالى في سورة (الأنعام: 92) }وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) ، فلماذا مكة أم القرى؟ ولماذا أطلق الله تعالى على بقية الأرض لفظ من حولها؟ وكأن الأمر يتعلق بمركز ما والأفلاك التي تدور حوله.
لقد فضل الله تبارك وتعالى بعض الساعات على بعض كتفضيل ساعة الفجر وليالي ذي الحجة العشر وصلوات الشفع والوتر وساعات الليل الأخيرة حينما أقسم في كتابه المجيد في سورة (الفجر: 1-5) } وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5) {، فكان الفجر أفضل ساعات النهار، وفضل بعض الأيام على بعض كتفضيل يوم الجمعة على سائر أيام الأسبوع، وفضل بعض الشهور على بعض، كتفضيل شهر رمضان على سائر شهور السنة، وفضل بعض الليالي على بعض، كتفضيل ليلة القدر على سائر ليالي العام، وفضل بعض الرسل على بعض كما في قوله تعالى في سورة (البقرة: 253) } تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ .
لكن بانحطاط حضارتنا أصبح الغرب لا يسمع لعلمائنا و هذه نتائج الانحطاط في العالم الاسلامي و شكرا