هذه القصيدة في مدح هرم بن سنان الذي اصلح بين قبيلتي عبس وذبيان :
لأرْتَحِلَنْ بالفَجْرِ ثمّ لأدأبَنْ ******* إلى اللَّيْلِ إلاّ أنْ يُعْرّجَني طِفْلُ
إلى مَعشَرٍ لم يُورِثِ اللّؤمَ جَدُّهُمْ*****أصاغرهُم، وكلُّ فحلٍ لهُ نجلُ
إذا فَزِعُوا طاروا، إلى مُستغيثِهم، ***** طِوالَ الرماحِ، لا قصارٌ ولاعُزلُ
بِخَيْلٍ، عليها جِنَّة ٌ، عَبْقرِيَّة ******ٌ جَديرونَ يَوْماً أن يَنالُوا فيَستَعلُوا
وإنْ يُقْتَلُوا فيُشْتَفَى بدِمائِهِمْ *****وكانُوا قَديماً مِنْ مَنَاياهُمُ القَتلُ
عَلَيها أُسُودٌ ضارِياتٌ لَبُوسُهُمْ ******سوابغُ بِيِضٌ، لا يُخَرِّقُها النبلُ
إذا لَقِحَتْ حَرْبٌ عَوَانٌ مُضِرّة ***** ٌ ضَرُوسٌ تُهِرُّ الناسَ أنيابها عصلُ
تَجِدْهُمْ على ما خَيّلَتْ همْ إزاءها ****** وَإنْ أفسَدَ المالَ الجَماعاتُ والأزْلُ
يَحُشُّونَها، بالمَشْرَفِيَّة ِ، والقنا ******* وَفِتيانِ صِدْقٍ لا ضِعافٌ ولا نُكلُ
تِهامونَ نَجْدِيُّونَ كَيْداً ونُجعَة *******ً لكُلّ أُناسٍ مِنْ وَقائِعهمْ سَجْلُ
وفيهمْ مَقاماتٌ، حِسَانٌ وجوهها ****** وأنْدِيَة ٌ، ينتابها القولُ، والفعلُ
وإنْ جئتهم أَلْفَيْتَ حولَ بيوتهم، ******* مجَالسَ قد يُشفَى بأحلامِها الجَهلُ
وإنْ قامَ فيهِمْ حامِلٌ قال قاعِدٌ: ****** رَشَدْتَ فلا غُرْمٌ عليكَ وَلا خَذْلُ
على مُكْثِرِيهم حَقُّ من يعتريهمُ ***** وعندَ المُقِلِّينَ السَّماحَة ُ، والبَذْلُ
سعى بعدهم قومٌ، لكي يدركوهمُ ****** فلَمْ يَفعَلُوا ولم يُليموا ولم يألُوا
فما كانَ، من خيرٍ، أتوه فإنَّما ***** تَوَارَثَه ُ آبَاءُ آبَائِهِمْ قَبْلُ
وهَلْ يُنْبِتُ الخَطِّيَّ إلاَّ وشِيجُهُ ***** وتُغرَسُ، إلاّ في مَنابِتِها، النّخْلُ