ارادة الحيـــــــاة
إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ *** فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر
وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي *** وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـــــر
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ *** تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَــــر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ *** مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِـــر
كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَاتُ *** وَحَدّثَنـي رُوحُـهَا المُسْتَتِــر
أبو القاسم الشابي
الذبيـــح الصاعـــــد
...((اشنقوني، فلست أخشى حبالا واصلبوني فلست أخشى حديــــدا))
((وامتثل سافراً محياك جلا دي، ولا تلتثم، فلستُ حقـــــــودا))
((واقض يا موت فيّ ما أنت قاضٍ أنا راضٍ إن عاش شعبي سعيدا))
((أنا إن مت، فالجزائر تحيا، حــــرة، مستقلـــــــة، لن تبيــــــدا))
وإذا الشعب داهمته الرزايا، هبَّ مستصرخاً، وعاف الركودا
وإذا الشعب غازلته الأماني، هام في نيْلها، يدُكُّ السدودا
دولة الظلم للزوال، إذا ما أصبح الحرّ للطَّغامِ مَســـــــــودا!
ليس في الأرض سادة وعبيد كيف نرضى بأن نعيش عبيــــدا؟!
أمن العدل، صاحــــب الدار يشقى ودخيل بها، يعيـــش سعيـــدا؟!
أمن العدل، صاحبَ الدار يَعرى، وغريبٌ يحتلُّ قصراً مشيدا؟
ويجوعُ ابنها، فيعْدمُ قوتاً وينالُ الدخيل عيشاً رغيـــــــداً؟؟
ويبيح المستعمرون حماها ويظل ابنُها، طريداً شريدا؟؟
يا ضَلال المستضعَفين، إذا هم ألفوا الذل، واستطـــابوا القعودا!!
ليس في الأرض، بقعـــة لذليــــل لعنته السما، فعـــاش طريــــــــدا…
سوف لا يعدَمُ الهلال صلاحَ الد ين، فاستصرِخي الصليب الحقودا
واحشُري في غياهب السجن شعبا سِيمَ خسفاً، فعاد شعباً عنيدا
إن من يُهمل الدروس، وينسى ضرباتِ الزمان، لن يستفيـــــــدا…
مفــــــدي زكـــريا