السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضِل، سأُبادر من حيثُ أنهيتَ كلامَك..
فإن كان من واجِبِنا الدّعاء فلكَ وليس عليك..
ودُعاؤُنا أن يوفّقك الله لما تصبو إليه مادام في أمرٍ يُرضيه وينفعك وينفع غيرك..
ويبقى الله الأعلم بالنّوايا.
أوّلا أخي لا أحدَ اتّهمَك بالأميّة، وإن حدثَ خلاف بينكَ وبين أحد الأعضاء فتلك ليست نهايةُ المطاف..
والأجدَر بِمن يُدرِكُ جوهَرَ نفسِه ورِفعةَ فكرِه أن يُظهِرَ عكسَ ما ظُنَّ به
(ولو من باب الجهل بِحقيقة قُدُراتِك)
تساءلتَ في بدايةِ طرحِك وإجابتي، أنّه يحقّ لك الظّهور كما يحقُّ لِغيرِك..
لكن بالمُقابِل يحقُّ الظّهور للأفكار التي تُهديُ لِصاحبِها ولِقرّائِهِ جرّةً للعَطاء النّبيل..
لأنّ الحروف التي نخُطُّها من منطلقِ صِدقِنا تُعتبَرُ جزء لا يتجزّأ من شخصِيّاتِنا..
فإن أهملْنا حُسنَها فكأنّما أهملْنا جُزءَنا..
وعليه أيُّها الأخ الفاضِل دعَوتُكم في موضوعِك السّابِق إلى وجوب الانتِباه إلى طريقة التّعامُل بيننا لِنضمن حُسنَ تفاعُلِنا وتواصُلِنا..
وإلاّ فكيف تنتظِرُ أن يقرأ لك من لمسَ في بعضِ كلامِك أمرا يُنفِّره !
وهذا أخي الكريم من باب التّذكير والله أعلمُ بِمقصدي..
لهذا أخي أقول لك اتّخِذ من ثِقتِك بالله أوّلا ونفسِك ثانيا انطِلاقة سديدة،
ولا تهتمّ لبعض العثرات التي تُصادِفُ كلّ من حمل القلم..
ولا يهمّ أن تخرُج من أبرز الأبواب العالميّة (حسب قولِك)،
ولكنّ الأهمّ هو أن تلِجَ عالم الكتابة من بابِ حُبِّكَ ورغبتِك في استِغلالِها استغلالا رفيعا نافِعا..
لأنّه البابُ الأمثل الذي إن دخلته بعزمٍ وتوكُّلٍ على الله قادك بخُطىً ثابتة سليمة نحو فضاءٍ مُثمِرٍ طيّب.
أخي الفاضِل،
في كثيرٍ من المواقِف نتكلّم ونتكلّم فلا نجد لنا مصغٍ،
ويا لسعادتِنا إن أحسنّا الإصغاء لأضمِرتِنا ومن ثمّ لِغيرِنا..
فالهمّ اجعلنا ممّن يستمِعونَ القولَ فيتّبِعونَ أحسَنَه.