منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - العلمانية والعلمانيون
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-01-21, 17:48   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
tarek22
مشرف منتديات الأخبار... التوظيف
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روح القلم مشاهدة المشاركة
لكن السؤال المطروح : إذا كانت العالمانية قد ظهرت لتصحيح العقيدة المسيحية المغلوطة فما دخل العلمانية في الدين الاسلامي ؟؟
شكرا وحي القلم على السؤال المهم والعلمي الذي يجب بالفعل أن تطرحه النخبة سواء التي تدعو للعلمانية أو التي تحارب العلمانية ما هو دور العلماانية في المجتمعات الإسلامية إذا عرفنا و أجمعنا أن العلمانية هي نتاج تطور طبيعي للفكر الغربي الناقم على المؤسسة الكنسية أو هل فعلا للعلمانية حاجة في مجتمعاتنا ؟؟؟
ومع هذا فقولك أن العلمانية جاءت لتصحيح العقيدة المسيحية هو كلام غير دقيق فالعلمانية هي ردة فعل ثورية على عدم نجاح الإصلاحات التي دعى إليها الكثيرون على مدى قرون وعلى رأسهم جون كالفن و مارتن لوثر لإجراء إصلاحات على الكنيسة وحصر النففوذ الكبير الذي تمارسه الكنيسة في كل مناحي الحياة وخاصة السياسية منها ... ففي القرون الوسطى كانت الكنيسة الكاتوليكية كما نعلم تمارس هيمنتها على كل الدول الأوروبية فتعين الملوك وتعزلهم وتزكيهم ونكفرهم وتتهم العلماء بالهرطقة وتتدخل في شؤون الدول والملوك ما أدى إلى إنفصال بريطانيا عن الكنيسة في عهد هنري الثامن (قصة تدخل البابا في زواجه الثاني وإعتباره غير صحيح) فأعلن هنري الثامن طلاق بريطانيا مع الكنيسة و إعلانها تبني فكرة مدرسة الإصلاح الديني التي دعى لها كالفن وآرثر ومارتن لوثر أو ما عرف بالبروتستانتية .. وبقيت باقي الدول الأوروبية تعاني تحت حكم الكنيسة من كل أنواع التضييق الفكري وعدم تقبل أي دعوى للإصلاح أو حتى القليل من الحريات الفكرية والدينية مما أدى بالثورة الفرنسية إلى الكفر بسلطة الكنيسة والدين وكل ما له علاقة مع تلك الأفكار التي جعلت من الدين المسيحي كسلطة في يد أقلية من رجال الكنيسة يسيطرون من خلاله على كافة أوروبا ما جعل من الكنيسة أغنى و أقوى مؤسسة في أوروبا و رجالها إحتكروا السلطة الدينية والسياسية والفكرية والثروة المادية فكانت الثورة عليهم و إحلال العلمانية محل الكنيسة والدين ضرورة ملحة للثورة الأوروبية و مقدمة حتمية لتقدم أروبا وإزدهارها ...فتاريخ العلمانية هو تاريخ أوروبا المسيحية ولا يمكن بشكل من الأشكال سحبه على واقعنا وتاريخنا المختلف لحد ما عن تاريخ أوروبا فصحيح قد ظهرت عبر التاريخ الإسلامي دول تيوقراطية تكلم حكامها باسم الدين و باسم الله وكفروا المعارضين ولم يتقبلوا أي مخالف لهم و حاربوا كل الأقليات الدينية و المذهبية لكنهم كانوا الإستثناء على القاعدة ففلسفة الإسلام لا تقبل رجال دين يحتكرون السلطة الدينية والحقيقة المطلقة والقداسة المعصومة ففي عقيدتنا حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يخظئ ويصيب ويستشير أصحابه أما البابا عند السيحيين فهو قديس لا يخطئ ولا يظلم ... ولهذا عرف التاريخ الإسلامي حركية فكرية نشيطة وواسعة خاصة قبل القرن الثاني عشر فلم تكن هناك مدرسة فكرية مسيطرة على المشهد تتبناها السلطة السياسية فكان الناس لا يخيفهم التحاور والمناظرة وتبني أفكار مختلفة ومتباينة و حتى متناقضة في بعض الأحيان دون عقدة وبكل إحترام و تسامح فظهرت العديد من المدارس الفكرية من معتزلة و سنة ومناطقة أو متكلمين وغيرهم ..
والنتيجة أنه طالما لاتوجد هناك مؤسسة دينية مسيطرة على المشهد الديني والسياسي والثقافي وتركت الحرية لكل فرد في ممارسة حقه في التفكير والتعبير فلا يوجد هناك داعي للدعوة للعلمانية ... أما إذا ضهرت أنضمة سياسية أو مؤسسات دينية تحاول إحتكار الحقيقة و تمنع الآخرين من التفكير والتعبير و تمنعهم من ممارسة حريتهم الفردية وتمنح لنفسها الحق في تكفير وتبديع كل من يخالفها الرأي فالعلمانية في هته الحالة تصبح ضرورة ملحة للمجتمع ..لأن المؤسسة الدينية تطرف والعلمانية تطرف والإسلام وسط









رد مع اقتباس