أخي في فؤادي وفي مسمعي
ترنمت باسمك في خلوتي
أخي في ظلال المنى أنت لي
وفي خاطري أنت والأضلع
رخيم الصدى ساحر الموقع
نديم، وفي العاصف الزعزع
أخي حث ركبك، إن الزمان
أخي مزق الليل إن الصباح
أخي خذ مكانك فوق النجو
عدو البطيء، أخو المسرع
إذا أنت أشفقت لم يطلع
م، وقف أنت والشمس في موضع
أخي أنت حرٌّ وراء السدود
إذا كنت بالله مستعصماً
أخي أنت حرٌّ بتلك القيود
فماذا يضيرك كيدُ العبيد
سأثار ، لكن لرب ودين
فإما إلى النصر فوق الأنام
وأمضي على سنتي في يقين
وإما إلى الله في الخالدين
أخي؛ من ربى الأردن الصابر
أبثك شوقاً وبشرى غدٍ
ومن حرم المقدس الطاهر
كريم من الخالق القادر
وختمها بقوله:
ستبقى أخي شعلة من ضياء
وعندئذ يسقط الظالمون
"إذا الشعب يوماً أراد الحياة
ونسعى لرفع "عُقاب" الرسول
تبصر شعبك بالمنحدر
ويهتف شعبك فوق الحفر
"
وعدل التقي النقي عمر
أخي يا مقيماً وراء السدود
فمهما أعدالعدى من قيود
تلوح بوجهك سيما السجود
فلن نستكين لحكم العبيد
وختمها بقوله:
قريباً قريباً يشع الأمل
ويمضي الشباب من المعتقل
ونخزي دعاة الهوى والكسل
ليتلو مع المنشدين النشيد
أخي سوف تبكي عليك العيون
فإن فرقتنا دروب الحياة
وتسأل عنك دموع المئين
فإنا مع الله في موعد
وختمها بقوله:
أخي فانتظر ، ولتعش في غد
وإن فرقتنا دروب الحياة
سينبثق الحلم السرمدي
فإنا مع الله في موعد
أخي دعوة الله منصورة
ولكنها لحظات ابتلاء
وإن عربد الكفر يوماً وتاه
تمرُّ، فكن واثقاً بالإله
وختمها بقوله:
أخي افتقدتك زحوف الشباب
فحتام تبقى حبيس القراب
حماة العقيدة جند البلاد
وأنت الذخيرة يوم الجلاد
أخي إنني سائر في الطريق
سأمضي بعزم إلى غايتي
كفاحي شديد وعهدي وثيق
أغيظ العدى وأسرُّ الصديق
وختمها بقوله:
سلوا السجن عنا أيا إخوتي
وأن الجبال تلين ولا
فإما نعيش حياة الكرام
وإنا إذا مادعانا الإله
يجبكم بأنا على البيعة
تلين الرجال أولو الدعوة
وإما نموت على العزة
مضينا سراعاً إلى الجنة
من هؤلاء الراسخون أمام موج هادر
يطوون بين صدورهم خبر الزمان الغابر
يمضون في لهف المحبّ إلى الحبيب الآسر
يتساقطون مضرجين من الرصاص الغادر
وعيونهم ترنو ملألأة بدمع طاهر
وصدورهم خفاقة بحنين قلب ذاكر
ويختمها بقوله:
قولوا لهم : إنا تركناكم وجيفتكم لرب قاهر
إنا رسمنا للأباة طريق كل مثابر
إما أنوف في السماء برغم كل مكابر
أو فالشهادة ملتقانا في النضير الحاشر