لا يكفي ان تحرم ظاهرة ما لتقضي عليها ليس الأمر بهذه السهولة بل يجب استقصاء أسبابها المختلفة اجتماعية كانت او نفسية .....او مركــّبة و هكذا تتم معالجتها من جذورها..وهذا ينطبق على ظاهرة الإنتحار أيضا ...فالمعروف ان غريزة البقاء متأصلة في الإنسان بل هي من أقوى الغرائز في طبيعته وبالتالي من غير المجدي أن نتكلم في شأنها من زاوية الحلال أو الحرام.فالسـّؤال الذي ينبغي أن يطرح في هذه الحالة هو: ماهي الأسباب الطارئة التي جعلت هذه الغريزة الإنسانية المتأصّـلة تضعف بل و تموت بما أن الإنسان المنتحر كانت له القدرة على قتل نفسه أومحاولة ذلك في النهاية ...ويجب أن ننتبه هنا الى الحالة النفسية التي كان يعيشها هذا الإنسان عندما ماتت فيه غريزة حب البقاء قبل أن ينتحر ...لقد كان بلا شك ميتا روحا قبل ان يموت جسدا وبصيغة أخرى لقد كان محطما نفسيا قبل أن يحطـّم ذاته جسديا. لذلك لابدّ أن نوجه نظرنا الى هذه الأسباب و الوضعية التي أدّت الى موت أقوى غريزة في الإنسان نفسية كانت أو اجتماعية ...بدل محاولة ترسيخ شيء تكفـّلت الطبيعة بترسيخه.