52- ما حكم الصلاة والصيام في السفر ؛ هل الإتمام والصيام أفضل أم الأخذ بالرخصة المشروعة أفضل ؟ مع العلم أن البعيد قريب في وقتنا الحاضر وليس هناك صعوبة في السفر ؟
يجوز الإفطار للمسافر في رمضان وقصر الصلاة الرباعية ، وذلك أفضل من الصيام والإتمام ، لما ثبت من قول النبي صلى الله عليه وسلم (( إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه ))[1] ولقوله صلى الله عليه وسلم (( ليس من البر الصوم في السفر))[2]
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
53- على مسافة كم من الكيلو مترات يجب الإفطار وماذا لو صام ولم يفطر ؟
رخص بعض العلماء في قصر الصلاة الرباعية والفطر في نهار رمضان وفي كل ما يسمى سفرا وحدد جمهور العلماء المسافة بثمانين كيلو متر تقريباً.
ومن صام في السفر الذي يشرع فيه الإفطار فصيامه صحيح للأدلة الدالة على ذلك ، ولا حرج عليه إلا إذا أضر به الصوم فإنه يتأكد عليه الإفطار ولقوله صلى الله عليه وسلم (( ليس من البر الصوم في السفر))
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
54- رجل مسافر بالطائرة من الرياض إلى القاهرة في رمضان فهل يجوز له الفطر؟
الفطر في السفر من باب الرخص تيسيرا من الله جل وعلا لعباده ، ودافعا لما يشق عليهم والأخذ بما رخصه الله محبوب إلى الله ، ((فإن الله تبارك وتعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته))[3] ، وإذا سافر الإنسان من الرياض إلى القاهرة مثلا فله أن يفطر ، وإن صام فصيامه صحيح.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
55- إذا سافرت سفر قصر من بلد سكني إلى بلد آخر ، ثم أقمت فيه ثلاثة أيام وقد نويت هذه الإقامة قبل أن أبدأ بها ، فهل يجب علي الصوم إن كنت في شهر رمضان ، وهل أقصر الصلاة أو أتمها ؟
إذا كان الواقع كما ذكرت من أنك سافرت سفراً تقصر فيه الصلاة ثم أقمت أثنائه ثلاثة أيام بنية الإقامة شرع لك أن تفطر وأن تقصر الصلاة الرباعية مدة الأيام الثلاثة التي أقمتها ؛ لأن إقامة هذه المدة لا تقطع حكم السفر ولو كانت إقامتك إياها بنية حين بدأتها ، لما ثبت من أن النببي صلى الله عليه وسلم أقام بمكة في حجة الوداع أربعة أيام واستمر في قصره الصلاة ، ولك أن تصوم إن شئت وعليك أن تصلي من الناس الفريضة أربعا ولا تصل منفردا.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
مسائل في القيام و فضل العشر الأواخر من رمضان
56- للعشر الأواخر فضل عظيم ومنزلة كبيرة، فنرجو بيان الفضل في هذه العشر الأواخر؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد، فهذه العشر الأواخر من رمضان هي أفضل شهر رمضان، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يخصها بالاعتكاف طلباً لليلة القدر، ويكون فيها ليلة القدر التي قال عنها الله تعالى: {لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ }[4] وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخص هذه الليالي بقيام الليل كله، فينبغي للإنسان في هذه الليالي العشر أن يحرص على قيام الليل، ويطيل فيه القراءة، والركوع، والسجود، وإذا كان مع إمام فليلازمه حتى ينصرف، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ))[5] وفي آخر هذه الأيام، بل عند انتهائه يكون تكبير الله عز وجل، ويكون دفع زكاة الفطر لقوله تعالى: {وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }[6] وأمر صلى الله عليه وسلم أن تؤدى قبل الصلاة يوم العيد.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
57- اعتاد بعض المسلمين وصف ليلة سبع وعشرين من رمضان بأنها ليلة القدر. فهل لهذا التحديد أصل؟ وهل عليه دليل؟
نعم لهذا التحديد أصل، وهو أن ليلة سبع وعشرين أرجى ما تكون ليلة للقدر كما جاء ذلك في صحيح مسلم من حديث أُبي بن كعب رضي الله عنه. ولكن القول الراجح من أقوال أهل العلم التي بلغت فوق أربعين قولاً أن ليلة القدر في العشر الأواخر ولاسيما في السبع الأواخر منها، فقد تكون ليلة سبع وعشرين، وقد تكون ليلة خمس وعشرين، وقد تكون ليلة ثلاث وعشرين، وقد تكون ليلة تسع وعشرين، وقد تكون ليلة الثامن والعشرين، وقد تكون ليلة السادس والعشرين، وقد تكون ليلة الرابع والعشرين.
ولذلك ينبغي للإنسان أن يجتهد في كل الليالي حتى لا يحرم من فضلها وأجرها؛ فقد قال الله تعالى: {إِنَّآ أَنزَلْنَـهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَـرَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ }[7].. وقال عز وجل: {إِنَّا أَنزَلْنَـهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَـئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَـمٌ هِىَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ }[8].
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
58- هل لقيام رمضان عدد معين أم لا؟
ليس لقيام رمضان عدد معين على سبيل الوجوب، فلو أن الإنسان قام الليل كله فلا حرج، ولو قام بعشرين ركعة أو خمسين ركعة فلا حرج، ولكن العدد الأفضل ما كان النبي صلى الله عليه وسلّم يفعله، وهو إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة، فإن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها سُئِلت: كيف كان النبي يصلي في رمضان؟ فقالت (( لا يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة ))[9]، ولكن يجب أن تكون هذه الركعات على الوجه المشروع، وينبغي أن يطيل فيها القراءة والركوع والسجود والقيام بعد الركوع والجلوس بين السجدتين، خلاف ما يفعله بعض الناس اليوم، يصليها بسرعة تمنع المأمومين أن يفعلوا ما ينبغي أن يفعلوه، والإمامة ولاية، والوالي يجب عليه أن يفعل ما هو أنفع وأصلح.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
59- إذا صلى الإنسان خلف إمام يزيد على إحدى عشرة ركعة، فهل يوافق الإمام أم ينصرف إذا أتم إحدى عشرة؟
السُّنَّة أن يوافق الإمام؛ لأنه إذا انصرف قبل تمام الإمام لم يحصل له أجر قيام الليل. والرسول صلى الله عليه وسلّم قال: (( مَن قام مع الإمام حتى ينصرف كُتِبَ له قيام ليلة ))[10]. من أجل أن يحثنا على المحافظة على البقاء مع الإمام حتى ينصرف.
فإن الصحابة رضي الله عنهم وافقوا إمامهم في أمر زائد عن المشروع في صلاة واحدة، وذلك مع أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه حين أتم الصلاة في مِنى في الحج، أي صلاَّها أربع ركعات، مع أن النبي صلى الله عليه وسلّم وأبابكر وعمر وعثمان في أول خلافته، حتى مضى ثماني سنوات، كانوا يصلون ركعتين، ثم صلى أربعاً، وأنكر الصحابة عليه ذلك، ومع هذا كانوا يتبعونه يصلون معه أربعاً، فإذا كان هذا هدي الصحابة وهو الحرص على متابعة الإمام، فما بال بعض الناس إذا رأى الإمام
[1] رواه البيهقي – كتاب الصلاة – حديث رقم ( 5621 ) وصححه الألباني عن ابن عباس رضي الله عنهما
[2] رواه البخاري – كتاب الصوم – حديث رقم ( 1946 )
[3] رواه أحمد – مسند عبد الله بن عمر – حديث رقم ( 6004 ) وصححه الألباني عن ابن عمر رضي الله عنهما
[4] سورة القدر الآية 3
[5] رواه الترمذي – كتاب الصوم – حديث رقم ( 811 ) عن أبي ذر رضي الله عنه وصححه الألباني
[6] سورة البقرة الآية 185
[7] سورة الدخان الآية 3
[8] سورة القدر 1- 5
[9] رواه البخاري- كتاب صلاة التراويح – حديث رقم ( 2013 )
[10] رواه الترمذي – كتاب الصوم – حديث رقم ( 811 ) عن أبي ذر رضي الله عنه وصححه الألباني