منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ما أكثر الاصحاب حين تعدهم--ولكن في النائبات قليل
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-01-18, 12:47   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
الطاهر1980
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية الطاهر1980
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لكي ينجح الانسان ويفلح في حياته ولا يصاب بخيبات الامل اثر هذه الحالات عليه ان يتجهز للاسوأ ولا ينتظر الشكر من احد على قول الشيخ محمد الغزالي علية رحمة الله
اليك النص الكامل لهذا الحل الاسلامي لهذه المشكلة المستعصية وذلك لكي ندع التشاؤم ونفكر في الحلول :

لا تنتظر الشكر من أحد


مع أن نعم الله تلاحقنا في كل نفس يملأ الصدر بالهواء، وكل خفقة تدفع الدماء في العروق، فنحن قلما نحس ذلك الفضل العامر، أو نقدر صاحبه ذا الجلال والإكرام!!

إننا نخال كل شئ مهيأ من تلقاء نفسه لخدمتنا وأن على عناصر الوجود تلبية إشارتنا وإجابة رغبتنا لا لعلة واضحة سوى أننا نريد، وعلى الكون كله التنفيذ!!

بالضبط كما يعيش الأطفال المدللون!!


وقد نشعر ببعض الجميل لظروف مواتية، أو ببعض الجمال في بيئة مريحة ممتعة، وعلى مافي هذا الشعور من نقص- لانقطاعه عن الله وسوء إدراكنا لنعماه- فكم تظن من الناس يملكه هذا الشعور؟ قلة لا تذكر!!

أما جمهور البشر فذاهل عما يكتنفه من آلاء وإنه يتقلب في خيرات الله غير واعٍ لكثرتها، ولا شاكر لمرسلها.


وقد أراد الله عز وجل أن ينبه الناس إلى ما خولهم من بره، وإلى ما يحيط بهم من آثار قدرته ورحمته فقال_كأنه يعرف نفسه لخلقة_ :

(اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ( 61 ) ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ( 62 ) كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ( 63 ) اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ )

فهل بعد هذا البيان والتنبيه أدينا حق الله؟!

يظهر أن شكر المنعم واجب ثقيل ، وأننا على قدر ما نحتاج ونأخذ، على قدر ما نستخف وننسى.

بل إن كثيراً من الناس يتناول أنعم الله وكأنه يسترد حقاً مسلوباً منه، أو ملكاً خاصاً به، ومن ثم فهو لا يرى لأحد فضلاً عليه.

وبهذا التفكير الكنود لا يثمر صنيع ولا يجئ شكر.

وتلك هي العلة في أنك قد تسلف أيادي بيضاء لبعض الناس وتبذل جهداً محموداً في سوقها، حتى إذا استقرت في أيديهم نظروا إليك جامدين، أو ودعوك بكلمات باردة، ثم ولوا عنك مدبرين!!

هل يغضبك هذا المسلك؟ هكذا صنعوا قبلاً مع ربك وربهم : ( وقليل من عبادي الشكور)


.. .. .. ..



ويضرب لنا ديل كارنيجي عدة أمثلة لشيوع الجحود بين الناس فيقول: (لو أنك أنقذت حياة رجل أتراك تنتظر منه الشكر؟ قد تفعل. بيد أن صمويل الذي اشتغل محامياً ثم قاضياً أنقذ ثمانية وسبعين رجلاً من الإعدام بالكرسي الكهربائى، فكم من هؤلاء تقدم له بالشكر؟ لا أحد !!)

ولقد شفى المسيح عليه السلام عشرة من المفلوجين في يوم واحد، فكم من أولئك المعافين سعى إلى رسول الله ليشكره؟ واحد فقط!!

أما الآخرون فقد أنصرفوا دون أن ينبسوا بكلمة.


ويستطرد كارنيجي قائلا: ( وحدثني تشارلس أنه أنقذ مره صرافاً خسر في مضاربات البورصة أموالاً تخص البنك، فدفع له المال المفقود كله، وبذلك نجاه من السجن، ومن فقد شرفه وعمله، فهل شكره الصراف؟ نعم شكره يومئذ بكلمة، ثم مالبث أن راح يحمل عليه ويكيل له السباب ألواناً!!).


ثم يقول كارنيجي وكأنه يشرح قول الله سبحانه:

(إن الإنسان لربه لكنود)

( أن الجحود فطرة، إنه ينبت على وجه الأرض كالأعشاب الفطرية_ التي تخرج دون أن يزرعها أحد_ أما الشكر فهو كالزهرة التي لا ينبتها إلا الرى وحسن التعهد… إن الطبيعة الإنسانية ما برحت هي الطبيعة الإنسانية والأرجح أنها لن تتغير أبدا الآبدين!!)

إذن فلنقبلها على علاتها. لماذا نتحسر على ضياع المنن وتفشي الجحود ؟ إنه لأمر طبيعي أن ينسى الناس واجب الشكر فإذا نحن أنتظرنا منهم أداء هذا الواجب فنحن خلقاء بأن نجر على أنفسنا متاعب هى فى غنى عنها.

وهذا كلام يحتاج إلى تعقيب وإيضاح، فإن إقفار النفوس من نضارة الشكر، وأنتشار الجفاف بها فحسب منكر قبيح، وينبغى أن نزع الناس عنه، وأن نعلمهم الحفاوة بما يسدى إليهم من معروف، وتقدير ما فيه من بر ومرحمة وإحسان.


.. .. .. ..


والإسلام يوجه المعطى إلى ذكر النعمة التي سيقت له، وإلى الثناء على مرسلها وإلى مكافأته عليها بأية وسيلة. فإن لم يجد الجزاء المادي المعادل لما نال فليشكر بلسان الحال والمقال، وليدع الله أن يثيب من عنده الثواب الذي يشبع عواطف الشكر في أفئدتنا، ويحقق ما قصرت عنه أيدينا.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اصطنع إليكم معروفاً فجازوه ، فإن عجزتم عن مجازاته فادعوا له، حتى تعلموا أنكم قد شكرتم، فإن الله شاكر يحب الشاكرين.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أُعطى عطاء فوجد فليجز به، فإن لم يجد فليثن. فإن من أثنى فقد شكر، ومن كتم فقد كفر

وقال: إن أشكر الناس لله تبارك وتعالى، أشكرهم للناس. وفي رواية : لا يشكر الله من لم يشكر الناس.

وقال: من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، والتحدث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، والجماعة رحمة. والفرقة عذاب.

وذكر مافى الجماعة من رحمة موصول بما قلبه، فإن التقاطع يرجع غالباً إلى كنود النعم وجحد الإحسان، ولا يشر أواصر الجماعات كحفظ المعروف وإكرام أهله، ولا يفصم عرى الائتلاف ويعرض لعذاب الفرقة إلا غمط الحقوق وإهمال ذويها والتنكر لما أسدوه من جميل.

إلا أن الإسلام مع توكيده لواجب الشكر وتحقيره لشأن الجاحدين يطلب اولى الخير ان يجعلوا عملهم خالصاً لوجه الله وان يبعدوا عن مقاصدهم كل دخل، فإن غش النية يفسد العمل ويحبط الأجر، والمعروف الذي يقبل ويحترم هو الذي يبذله صاحبه بدوافع الخير المحض لا يطلب عليه ثناء بشر ولا شكره، أنما يطيع به امر الله ويطلب رضوانه ومغفرته.


والإسلام بما يفرضه على العمل من إخلاص يريد أن يحرر القلوب من قيود الأغراض وأن يعلقها بالكمال المطلق، فهي تفعل الخير عن بواعث نقية، أى عن حب مكين له ورغبة قوية فى تحقيقه دون نظر إلى مدايح الناس أو تطلع إلى منزلة ما بينهم.

وهذا السمو المنزه هو دعامة الإحسان الحق، وهو المثل الأعلى لكل خلق كريم، روى أن رجلاً تطاول على عبدالله بن عباس ، فقال له: أتشتمني وفي ثلاث: إني لأسمع بالحاكم من حكام المسلمين يعدل فاحبه ولعلى لا أقاضي أليه ابداً!!

وأسمع بالغيث يصيب البلد من بلاد المسلمين فافرح به وليس لى به سائبة ولا راعية!!

وأتى الأية من كتاب الله فأود لو أن المسلمين كلهم يعلمون منها مثل ما اعلم.

إن هذا التعلق بالكمال المطلق والإحسان المبرأ أهم ما يطلبه الإسلام منك ، حين تسدى إلى أحد معروفاً قدم جميلك عشقاً لصنائع المعروف وابتغاء ما لدى الله من مثوبة.

.. .. .. ..

ولا تعول على حمد أحد أو تقديره، كن كما وصف الله الأبرار من عباده:

( ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً)

وليس المقصود أنهم يقولون ذلك بالسنتهم، فذاك مستبعد لأنه يؤذي أصحاب الحاجات، وأنما ذلك ترجمة لما في قلوبهم من نيات صافية، ومشاعر نظيفة.

المؤسف أن اغلب البشر تهيجهم للعمل بواعث مشوبة، ويطلبون به غايات شتى، وقليل جداً أولئك الذين يتحركون بدافع نقي، ويرتفعون بمقاصدهم عن مآرب هذه الأرض أنظر إلى قول الشاعر:

لما رأيت نســـاءنـا يفحصن بالمعزاء شدا

وبدتلميس كأنها بدر السمـــاء إذا تبدى

وبدت محاسنها التي تخفى وكان الأمـر جـدا

نازلت كـبـشـهم ولم ار من نزال الكبش بدا

لمن هذا الإقدام؟ لوجه لميس الحسناء !!

وما سر هذه الشجاعة؟ نيل أعجابها، وطلب المنزلة عندها وعند مثيلاتها..

ويذكر شاعر آخر انه صنع معروفاً أنقذ به من الهلاك احد الرجال الذين لا يحبهم ، وأنه كان يستطيع تركه وحده ليلقى حتفه، لولا أنه خشى أحاديث الناس عنه في مجالسهم.

ذكرت تعلة الفتيان يوماً وإسناد الملامة للمُـليم

والبعد عن الدنية اتقاء ذم الناس ليس خيراً محضاً، وتتكشف حقيقة هذا الخبر المغشوش عند أمن الناس، ماذا يصنع هذا الإنسان عندما يخلو بنفسه، ويوقن أن الناس لن يطلعوا على ما يفعل أو يترك؟

إن عشاق الثناء وطلاب الظهور لا يبالون عندئذ ان يرتكبوا العظام..

.. .. .. ..

فلا جرم أن يشتد الإسلام في تمحيص القلوب، وإخلاص السرائر، واشتراط وجه الله في كل شأن يقوم الناس به، وتجريد الأعمال من كل ملابسة تخدش النية، وفي الحديث ان الله تبارك وتعالى يقول: ( أنا خير شريك، فمن أشرك معي شريكا فهو لشريكي) يا أيها الناس أخلصوا أعمالكم، فإن تبارك وتعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما خلص له.

ولا تقولوا هذه لله وللرحم، فإنها للرحم وليس لله منها شئ.

ولا تقولوا هذه لله ولوجوهكم، فإنها لوجوهكم، وليس لله منها شئ


وهذا صحيح، فأنت إذا قلت : ( أفعل هذا لله ومن اجل خاطر فلان) فالأغلب أنه من أجل هذا الخاطر العزيز، وأن الله ليس له جوار هذا الخاطر نصيب، ولو كان له نصيب ما فإنه يرده لأنه جل شانه لا يقبل العمل خالصاً له وحده.

ومن ثم يجب علينا ان نتوجه بحركات قلوبنا وأيدينا لله رب العالمين، لا ننتظر ثناءً ولا إعجاباً، ولا بروزاً ولا ظهوراً ولا شكوراً..


محض عملك لله وانشد ثوابه وحده، ولا تنتظر أن يشكرك احد من الناس، بل توقع أن يضيق الناس بك!!


وأن يحقدوا عليك!! وأن يبتغوا لك الريبة وينسوا الفضل!! وأن يكونوا كما قال الشاعر :

أن يسمعوا الريبة طاروا بها فرحاً عني وما سمعوا من صالح دفنوا

جهـلاً علينا، وجـبـناً عن عـدوهـم لبئست الخلتان : الجهل، والجبن


وبين من نحسن إليهم، وبين من يستكثرون علينا أن نكون في مكان يجيئهم منه إحساننا، ويدرعليهم خيرنا..

والجريمة التي أرتكبناها والتي جعلت قلوب هؤلاء تنحرف عنا أننا أسعفناهم يوم أحتاجوا وأننا لما قدرنا على ذلك لم نبخل به.


وكما كانت جريمة ابن أدم الصالح أن الله قبل عمله ولم يقبل عمل اخيه، كذلك كانت جريمة أبى بكر أنه انفق على قريبه مسطح فكان جزاؤه أن مسطحاً ما ان سمع الإشاعات الكاذبة تدور حول عائشة حتى أسرع يعين على ولى نعمته ويروج مع الأفاكين قالة السو، بدل ان يرد جميل قريبه بالدفاع عن عرضه!! ..


وفي الاخير لنتعلم الإخلاص لله من مسلك الإمام بالشافعي الذي ملأ طباق الأرض علماً ثم قال: وددت لو نشر هذا العلم دون ان يُعرف صاحبه؟


..،،