السلام عليكم
أولا بارك الله فيك أخي صالح على الموضوع الطيب ... و بعد :
أخذ الكثير من الشباب من هاته الصورة نموذجا إقتدى به البعض و نفذه البعض الأخر , و كأنهم تناسوا أو غفلوا عن أن قتل النفس كبيرة من الكبائر , بل جاءت في المرتبة الثانية بعد الشرك بالله , فمهما كانت الأسباب و الصفات لا يجوز ذلك , و لنا عبرة من قصة ذاك الرجل الذي قتل نفسه في الحرب أيام رسول الله صلى الله عليه و سلم , لأنه لم يقدر على تحمل آلام جراحه التي أصيب بها في الحرب , فكان من أصحاب النار و بئس المصير ... لذا لا يجوز الحكم على الشهادة هكذا حتى و إن نبل أو عظم الصنيع الذي أفضى الى ذلك , و قد دار خلاف كبير بين العلماء حول العمليات الإستشهادية و هي التي تكون في عدو إحتل الأرض و هتك العرض , و منه ينبغي على المسلمين تعظيم أمر النفس و حرمتها و يدرك عظم إتيان هذه الموبقة العظيمة و لا يرتكب هذه الجريمة مهما كانت الاسباب و مهما عظمت الخطوب و الفتن و الألام ...
ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث المتفق عليه عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " التقى هو المشركون فاقتتلوا ، فلما مال رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى عسكره و مال الآخرون إلى عسكرهم وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم رجل لا يدع لهم شاذة و لا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه، فقال: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أما إنه من أهل النار فقال رجل من القوم: أنا صاحبه. قال: فخرج معه كلما وقف وقف معه وإذا أسرع أسرع معه. قال: فجرح الرجل جرحا شديداً فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه. فخرج الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أشهد أنك رسول الله ، قال و ما ذاك؟ قال: الرجل الذي ذكرت آنفاً أنه من أهل النار! فأعظم الناس ذلك. فقلت: أنا لكم به فخرجت في طلبه ثم جرح جرحاً شديداً فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه في الأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه. فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار ، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة" ...
و السلام عليكم