[]
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم
أسماء النبي صلى الله عليه وسلم قليلة معدودة ، وهي بِخلاف صِفاته صلى الله عليه وسلم .
قال عليه الصلاة والسلام : أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحى بي الكفر ، وأنا الحاشر الذي يُحشر الناس على عقبي ، وأنا العاقب ، والعاقب الذي ليس بعده نبي . رواه البخاري ومسلم .
قال ابن القيم : فَصْلٌ فِي أَسْمَائِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ : وَكُلّهَا نُعُوتٌ لَيْسَتْ أَعْلامًا مَحْضَةً لِمُجَرّدِ التّعْرِيفِ ، بَلْ أَسْمَاءٌ مُشْتَقّةٌ مِنْ صِفات قائمة به تُوجِب له المدح والكمال ، فمنها : محمد ومنها : أحمد
ومنها : الْمُتَوَكّلُ وَمِنْهَا الْمَاحِي وَالْحَاشِرُ وَالْعَاقِبُ وَالْمُقَفّي وَنَبِيّ التّوْبَةِ وَنَبِيّ الرّحْمَةِ وَنَبِيّ الْمَلْحَمَةِ وَالْفَاتِحُ وَالأَمِينُ . وَيَلْحَقُ بِهَذِهِ الأَسْمَاءِ الشّاهِدُ وَالْمُبَشّرُ وَالْبَشِيرُ وَالنّذِيرُ وَالْقَاسِمُ وَالضّحُوكُ وَالْقَتّالُ وَعَبْدُ اللّهِ وَالسّرَاجُ الْمُنِيرُ وَسَيّدُ وَلَدِ آدَمَ وَصَاحِبُ لِوَاءِ الْحَمْدِ وَصَاحِبُ الْمَقَامِ الْمَحْمُودِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الأَسْمَاءِ ؛ لأَنّ أَسْمَاءَهُ إذَا كَانَتْ أَوْصَافَ مَدْحٍ فَلَهُ مِنْ كُلّ وَصْفٍ اسْمٌ ، لَكِنْ يَنْبَغِي أَنْ يُفَرّقَ بَيْنَ الْوَصْفِ الْمُخْتَصّ بِهِ أَوْ الْغَالِبِ عَلَيْهِ وَيُشْتَقّ لَهُ مِنْهُ اسْمُ وَبَيْنَ الْوَصْفِ الْمُشْتَرَكِ فَلا يَكُونُ لَهُ مِنْهُ اسْمٌ يَخُصّهُ .
وأسماؤه نوعان :
أحدهما : خاص لا يشاركه فيه غيره من الرسل ، كمحمد وأحمد والعاقب والحاشر والمقفِّي ونبي الملحمة .
والثاني : ما يشاركه في معناه غيره من الرسل ، ولكن له منه كمالُه فهو مختص بكمالِه دون أصله ، كرسول الله ونبيّه وعبده والشاهد والمبشر والنذير ونبي الرحمة ونبي التوبة .
وأما إن جُعل له مِن كل وصف مِن أوصافه اسم ، تجاوزت أسماؤه المائتين ، كالصادق والمصدوق والرؤوف الرحيم ، إلى أمثال ذلك . اهـ .
ويشتهر عند عامة الناس أن ( طه ) مِن أسمائه عليه الصلاة والسلام ، وليس كذلك .
قال ابن القيم رحمه الله : ومما يُمْنَع منه : التسمية بأسماء القرآن وسُوَرِه ، مثل : (طه) و (يَس) و (حَم) ، وقد نَصّ مالك على كراهة التسمية بـ (يس) ، ذكره السهيلي ، وأما يذكره العوامّ أن (يس) و(طه) من أسماء النبي فغير صحيح ، ليس ذلك في حديث صحيح ولا حسن ولا مُرْسَل ، ولا أُثِر عن صَاحِب ، وإنما هذه الحروف مثل (الم) و(حم) و(الر) ونحوها . اهـ .
الشيخ عبد الرحمان السحيم