إن هذا النوع من السحر عندما يقوم المعالج بتشخيصه لا بد أن ينظر إلى عدة اعتبارات وهي:-
أولها : الواقع الاجتماعي الحالي وما فيه من غلاء الأسعار وارتفاع المهور وبطالة الشباب وقلة المساكن وكثرة شروط الفتيات فهذا كله قد أدى لانخفاض معدلات الزواج في المجتمع وأدى إلى زيادة معدلات الطلاق وأدى إلى تأخر سن الزواج لدى الزوجين 0
فعندما تشخص حالة من هذا النوع يجب أن تسأل هل تقدم لها أحد؟ وكم عدد الذين سبق وأن تقدموا لهذه الفتاة ؟وهل كلهم ذهبوا بدون أسباب واضحة؟ أو العكس رفضتهم هي بدون أسباب واضحة؟ فنسأل عن هذه الأشياء حتى نصل إلى التشخيص الصحيح للحالة0
ثانياً :الاعتبار الدافع للتقدم لهذه الفتاة بمعنى هل هذه الفتاة تتميز بميزة حتى تجعل الشباب يقبلون عليها مثل الجمال أو المال أو المنصب أو العلم أو الحسب مما يجعل الشباب يتسابقون لخطبتها وهذا الذي دعي أحد الحاقدين لكي يصنع لها سحراً ليعطل زواجها حقداً منه وبغضاً لها أو لأهلها0
فمن هنا يجب أن نراعى هذا الاعتبار فإن كانت فتاة عادية يتقدم لها الشباب مثلها كمثل سائر البنات فهذا لا يجعلك تحكم بأنها مصابة بسحر تعطيل خاصة إذا لم يكن معها أو لم يتوفر فيها أي عرض من الأعراض السابق ذكرها الخاصة بسحر التعطيل فعلى المعالجة أن يكون فطناً وأن يفرق بين غرض الناس في طلبهم له لعلاج هذا النوع من هذه الحالات فإن الناس يريدون من المعالج الذي جاء لكي يعالج حالة سحر تعطيل (بمفهومهم ) إنها تكون عولجت إذا تزوجت في غصون أيام أو أسابيع قلائل أما بمفهوم المعالج فشفيت بمعنى انتهت الأعراض التي كانت تشعر بها الفتاة سابقاً مثل الصداع وألم أسفل الظهر وأصبحت تطيق سماع القرآن وتم إزالة كافة الأعراض المصابة بها0
ومن هنا فإن سحر تعطيل الزواج له حقيقة واقعية تؤدي إلى تعطيل زواج الفتى أو الفتاة ، وكلما تقدم أي فرد منهم في مشروع الزواج فإنه يتعطل بصورة خارجة عن إرادته ، ويحدث الرفض بدون أسباب من كلا الطرفين ، ولكن عندما لا يتقدم أحد للفتاة نهائيا، أو يتقدم ويختلفوا على أشياء معلومة وواضحة لدى الطرفين ،فهذا ليس بتعطيل زواج ولكن هذا اختلاف عادي يحدث بين كل الأفراد.
ومن هنا فإننا ننصح نصيحة أخ شفق على كل الفتيات وأولياء الأمور أن يراعوا ظروف الشباب وييسروا عليهم تكاليف الزواج ولا يرهقوهم من أمرهم عسرا، حتى يخفف الله عنا هذا البلاء والغلاء ، وترتفع غمة العنوسة التي أصبحت تقلق كل العالم الإسلامي حيث أصبحت النسبة 8:1 الرجال :النساء بمعنى أن لكل رجل من نصيبه ثمان من النساء . فما بالكم لو كان هذا الواحد من الرجال لم يتزوج أيضا نظرا للغلاء في المهور وشروط أولياء الأمور.
وننصح كل الفتيات وأولياء الأمور في ظل هذه الظروف لو جاءهم رجل مقتدر يطلب الزواج من فتياتهم لتكون الثانية والثالثة أو حتى الرابعة طالما هو ملتزم بالشرع ومقتدر ماديا فلا تردوه بل زوجوه واقبلوا التعدد بدلا من العنوسة وتأخر سن الزواج لما فوق الثلاثين أو الأربعين فإن التعدد سنة الله في أرضه وإنقاذا للبشر من هذه الأزمة التي لا حل لها إلا بشرع الله فإن تعدد الزوجات أصبح اليوم ضرورة حياتية لا بد منها فهي الحل الرباني لعناء البشر من العنوسة ورغم أنف الذين يدعون التمدن ويبغونها عوجا يريدون الفحشاء والمنكر ويقلدون الغرب الحائر الذي تنتشر فيه الفحشاء كما تنتشر النار في الهشيم.